في ضوء الموقف الامريكي المتفرج..
هل تكرر واشنطن تجربة العراق (1991) في البحرين
|
علي جواد / الهدى
اكتفت الولايات المتحدة بموقف بارد إزاء الاجتياح العسكري من قوات الدول الخليجية الى البحرين لمساعدة حكومة المنامة على قمع الانتفاضة الجماهيرية، و رفضت الادارة الامريكية وصف ما حصل بانه (اجتياح)، واصفة هذا التطور بانه شأن خليجي داخلي...! في الوقت نفسه طالبت وزيرة الخارجية هذه القوات ذاتها بان (تحافظ على ضبط النفس)! خلال تواجدها داخل البحرين.
وفي أعقاب لقائها بنظيرها الاماراتي في العاصمة الفرنسية باريس، ادعت هيلاري كلنتون عدم علم واشنطن بقرار الدول الخليجية التدخل عسكرياً في البحرين. لكنها استدركت بالقول: انها تدعو لاصلاحات سياسية سريعة، مؤكدة على ان الحل العسكري لن يكون الخيار الأمثل لحل الازمة في البحرين.
وتاتي تصريحات كلنتون في باريس بعد أيام من اللقاءات التي أجراها وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس مع المسؤولين في البحرين، حيث أوصاهم بتشديد الوطأة على الشعب البحراني وعدم إعطائهم الفرصة لتكريس واقع المعارضة والرفض للنظام الحاكم في البحرين.
وقد نقلت وسائل الاعلام عن غيتس تحذيراته وتهويلاته بشأن المخاطر التي تهدد البحرين من دول الجوار فيما اذا سلكت طريق اللين مع المعارضين، في اشارة واضحة منه الى ايران. واصفاً بانها المستفيدة الاولى من الاطاحة بنظام آل خليفة.
وحسب مصادر دبلوماسية فان الولايات المتحدة ستكون أمام موقف حرج في البحرين في حال حصلت مواجهات عنيفة خلال الايام القادمة وفي ظل حالة الطوارئ و وجود قوات عسكرية غير بحرينية يتقدمهم ألف جندي سعودي، والموقف الجديد يلغي ما اعلنته بدايةً من رفضها استخدام القمع لتفريق المتظاهرين.
وستكون الادارة في عهد الرئيس باراك أوباما قد كررت موقف ادارة الرئيس الأسق جورج بوش الأب عام 1991 عندما أعطى الضوء الاخضر للطاغية صدام بقمع الانتفاضة الجماهيرية من خلال السماح له بتحليق الطائرات المروحية في سماء المدن التي كان يسيطر عليها الثوار في وسط وجنوب العراق. وجاء هذا القرار بعد ايام من تصريح بوش الأب نفسه بانه (لن يذرف الدمع على صدام) اذا قتل في الانتفاضة.
وقد قام نظام الطاغية في العراق بعملية إبادة جماعية ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من العراقيين بينهم نساء واطفال دفنوا في مقابر جماعية في مناطق متعددة من العراق.
|
|