قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
في محاضرته الاسبوعية في كربلاء المقدسة..
المرجع المدرسي: إصلاح الواقع الفاسد لا يتم بتعظيم أخطاء الآخرين
حذر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي – دام ظله- المسؤولين والحكام من مغبة الاصطدام بسنة الله تعالى في الارض والقائمة على الحق والانزلاق نحو الباطل وذلك من خلال الحكم بغير ما أنزل الله تعالى، وقال ان السلوك والمنهج البعيد عن الحق يؤدي الى الدمار وخسارة الدنيا والآخرة. ودعا سماحته الأمة الى المزيد من تكريس الثقافة الدينية والقيم الاخلاقية في المجتمع ليُصار الى عملية إصلاح او تغيير في نظام الحكم الذي يعاني التصدعات او الانحرافات.
وفي محاضرته الاسبوعية بمكتبه بمدينة كربلاء المقدسة استشهد سماحة المرجع المدرسي بالآيات الكريمة من (سورة ص) وأن الله تعالى اشترط على نبيه داوود عليه السلام بان يعطيه الملك والخلافة بشرط ان يحكم بالحق ولا يتبع الهوى، وأوضح سماحة مفردة (الهوى) التي قال انها تبعدنا عن طريق الحق، بانها تمثل الحب والشهوات والغضب، وتعني ايضاً المصالح والحزبيات والعصبيات، واضاف سماحته مؤكداً بان من يخضع للهوى ولو بمقدار 10بالمئة فانه لن يتمكن من الخضوع للحق.
من جانب آخر دعا سماحة المرجع المدرسي ابناء الأمة الاسلامية الى العمل لبلوغ المستوى الرفيع من الدقّة في التعامل مع السنن الإلهية في الحياة وان يجعلوا مسألة الالتزام بالحق واجب الجميع دون استثناء، وقال سماحته موضحاً: ان بعض الناس يحاول إلقاء المسؤولية على الآخرين وانهم يجب ان يكونوا على الحق، فهو يبحث عمن يلقي عليه المسؤولية، سواء كانت حكومة أو مجتمع، كما لو أن الخطأ والباطل يصدر من الآخرين دائماً، ووصف سماحته ذلك بانها ثقافة غير صحيحة، وأردف بالقول: لابد ان نبدأ بانفسنا ثم نتحرك على صعيد المجتمع، مع عدم تبرئة المقصرين من السمؤولين، وأن لايسكت الانسان عن الباطل، لكن لايجب ان تكون مقارعة الباطل من خلال التنصّل عن المسؤولية، وتعظيم أخطاء الاخرين .
وفيما يتعلق بالحراك السياسي في البلاد العربية، أكد سماحته إيمانه بالتحركات الجماهيرية الطامحة للتغيير والاصلاح. وأوضح بالقول: ان على الناس قول كلمة الحق وان يدافعوا عن حقهم وعن حقوق الآخرين وأن يقاوموا الظلم والباطل، وفي نفس الوقت دعا سماحته المجتمع الى القيام بواجباته الدينية مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: حينما يكون المجتمع نظيفاً وفاعلاً فانه يكون صالحاً وسيقيّض الله تعالى له قادة صالحين. لكن اذا حصل العكس فحتى الحاكم الصالح لن يتمكن من ممارسة الحكم بشكل صحيح.