مـُذكـّراً بموقف امريكا والمجتمع الدولي في دعم صدام لقمع انتفاضة العراق عام 1991
المرجع المُدرّسي(دام ظله) يدين صمت المجتمع الدولي ومواقفه المتخاذلة تجاه انتفاضات الشعوب
|
أدان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) صمت المجتمع الدولي والمواقف الانتهازية والازدواجية النفاقية التي كانت ولاتزال ماتسمى بالدول العظمى تتخذها تجاه ارادة وحركة وانتفاضات الشعوب ضد الحكام الظلمة و انظمة حكمهم الجائرة والمتخلفة في هذه الدولة وتلك، سواء في اليمن او البحرين او ليبيا و غيرها من البلدان.
و في حديث له على هامش درس التدبر القرآني ، الذي يلقيه على جمع من اساتذة وطلبة العلوم الدينية بمكتبه في كربلاء المقدسة، اشار سماحته في هذا السياق الى تجربة الانتفاضة المباركة التي قام بها ابناء الشعب العراقي في شعبان/ آذار عام 1991 ضد نظام القهر والدكتاتورية الصدّامي في العراق. وقال: أن تلك الانتفاضة التي تفجرت في الخامس عشر من شعبان - ومرت ذكراها السنوية بالتقويم الميلادي الاسبوع الماضي - قام بها ابناء الشعب للتخلص من الظلم والطغيان، وقد قمعها الدكتاتور الهالك بآلته الحربية واجهزته القمعية، فيما وقف المجتمع الدولي صامتا ومكتوف الايدي عندما كان نظام صدام يضرب بطائراته المروحية وصواريخه ودباباته المواطنين العزل بعد أن سقطت اغلب المحافظات بيد الشعب، ومع ذلك جاء قمع الانتفاضة والاجهاز عليها بدعم واشارة من دول عظمى على رأسها امريكا وصمت من المجتمع الدولي، مع ان الاتفاق الذي وقع مع الجانب الامريكي وباقي قوات التحالف في حينها عندما تم طرد صدام من الكويت كان ينص على ان العراق منطقة حضر جوي!، الاّ انهم سمحوا لصدام بتحريك قواته العسكرية الثقيلة لضرب وقصف المواطنين بما في ذلك استخدام الطائرات المروحية والصواريخ ، ما ادى لحسم الموقف آنذاك بتلك الطريقة البشعة لصالح الابقاء على صدام ونظامه الجائر.
واوضح سماحته في اشارة لما يحدث في بعض البلدان اليوم من قمع وقتل للمواطنين، أن هذه السياسة والمواقف المتخاذلة من قبل المجتمع الدولي والداعمة للظلم والظالمين على حساب الشعوب وحقها في نيل حريتها وحقوقها وصياغة مستقبلها ووضعها السياسي، لاتزال تُمارس اليوم. وقال أيضا ان العالم اليوم مطالب بان يجلس ويفكر في اسباب هذه النزاعات والتوترات و الحروب تقتل وتجرح وتهجر الملايين من البشر هنا وهناك، لا ان يقف مكتوف الايدي تجاه ما يفعله الحكام الظلمة بشعوبهم.
جدير بالذكر إن ذكرى انتفاضة شعبان / آذار، في العراق تتزامن هذه العام مع انتفاضات وثورات جماهيرية تعمّ الكثير من البلدان العربية ظلم انظمة الحكم المتهالكة الجائرة، وهي ذات الانظمة التي كانت قد دعمت صدام في قمعه للشعب العراقي ولانتفاضته ومارست حصارا إعلاميا وسياسيا ضد الشعب المنتفض وساهمت مع نظام صدام وامريكا والمجتمع الدولي بوأد الانتفاضة.
|
|