المرجع المدرسي في حديث الى طلبة العلوم الدينية :
سقط صنمٌ في العراق وبقيت الصنمية في الثقافة والسلوك والافراد
|
الهدى / كربلاء المقدسة
في ظل التحركات الجماهيرية الغاضبة في البلاد العربية، وانعكاساتها على الوضع ا لقائم في العراق، تساءل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)، عما اذا كان بالامكان تحقيق الحلم والأمنية بان يتحول العراق الى دولة متقدمة وصالحة يحكمها العدول والصالحون، ويصبح نموذجاً يُحتذى به في العالمين الاسلامي والعربي بل في العالم كله؟ كما تساءل سماحته، بانه إن كان هنالك أمل حقاً، فهل هنالك عمل يمكن ان نقوم به حتى يتسارع تحقيق هذه الامنية والحلم والتطلع؟ ام لا؟
جاء ذلك خلال حديث خاص لسماحة المرجع المدرسي مع ثلّة من طلبة العلوم الدينية في مدينة كربلاء المقدسة، وقال سماحته: ان الاماني لا يجب ان تقودنا الى تحقيق طموحاتنا، لأن في هذه الحالة سيصاب البعض بالاحباط ويتحول الى حالة سلبية ويتراجع وينتكس وربما يبدأ يشكك في نفسه وفي ثوابته وقيمه.
وعن المشكلة القائمة في العراق صرح سماحته بانها تتمثل في تصور الناس انه بسقوط الصنم – الطاغية البائد- سيتحقق النعيم والسعادة في العراق، لكن ماذا عن بقية الاصنام....؟ وتابع سماحته موضحاً بان الصنم الواحد سقط، لكن الصنمية ما تزال باقية، وانتهى ظاهر النظام الديكتاتوري، لكن بقت ثقافة وافراد وسلوكيات ذلك النظام. وأكد سماحته بان هذه المعادلة الخاطئة سببت انتشار روح السلبية عند الكثيرين ليس فقط في داخل العراق، وانما ايضا عند الشعوب الاخرى.
وأعرب سماحة المرجع المدرسي عن أمله بأن يتحقق الحلم بان يصبح العراق نموذجاً للدول الاخرى، ليس فقط في التقدم المادي والرفاهية والخدمات وانما ايضا في سيادة العدالة وانتشار الامن وتحقق الكرامة لكل انسان بما في ذلك الحرية والحرمة. وأوضح سماحته بان الطريق ا لى ذلك يكون من خلال بناء المجتمع الرسالي في العراق، وهو الذي دعا اليه الدين الحنيف.
وفي سياق حديثه قال سماحة المرجع المدرسي: البعض يتساءل؛ كيف السبيل الى تحقيق هذا الحلم الشائق ؟ وهل يمكن بناء مجتمع رسالي مع وجود نظام فيه الكثير من السلبيات؟ ويجيب سماحته بـ (نعم)... وذلك بايماننا بقدرتنا على الخروج من المحن والابتلاءات والفتن بتحول ايجابي كبير، ونجعل تلكم الابتلاءات منطلقاً لتغيير ما بانفسنا، ويضيف سماحته ايضاً: بان الامة التي تخرج منتصرة من ظروفها الصعبة والابتلاءات التي تواجهها، تكون امة حاضرة وفاعلة، وهكذا مجتمع يتحدى الصعاب، لايبقى منتظرا على الدوام للحكومات لكي توفر له كل شيء... اقول ذلك – يضيف سماحته- لا لكي أبرئ ساحة الموظفين والمسؤولين عن الخدمات الاجتماعية وغيرها، ولكن اقول لنفترض انهم لم يقوموا بدورهم، فهل الشعب لايمكنه ان يقوم بذلك ويبني نفسه؟، ان كثيراً من المجتمعات في العالم هي التي اهتمت بنفسها وهي التي بنت نفسها، فلا ننتظر هذا وذاك.
وقال سماحته: إن المجتمع الفاعل والواعي والرسالي، لا يمكن ان يأتي نظام كنظام الطاغية ويفرض عليه دكتاتورية جديدة.
|
|