رائحة القلق
|
*سلام محمد البناي
انظر دجلة...
وهي مشرفة بدمها
أشم انفاسَ الموج
وهو يسافر
الى حيث بسالة الخوف...
وفي أعالي القلق
أقطن مع هواجسي
انصب خيمة للفرح المفترض
الذي يتوارى
تحت غياب الوجوه...
والاحلام
أتعكّز على سيف الكلمات
الى ذاكرة
ايقظها شوق مجهول...
ترتجف كلماتي
عند اتساعها
تئن تحت ظلال
تدغدغني كل صباح...
ودائماً اسأل أقنعتي
التي لا ترى إلاّ الفواجع
هل لي ان اهرول دائماً
نحو رائحة السنابل
الناضجة بموج الغربة؟!
هل لي ان استحمّ
في حقول العمر
وألبس كل أوراق القرنفل
المبتلة بالربيع؟!!
دجلة..
هل يتعبك
أن اقف منحنياً...
عند مصبّاتك؟
لأسرد دروس الحنين
لموجة تخفي كل عناقيد همها
خلف سطوع يتدلّى في مداها
يادجلة...
صار لك طعم الاناشيد المدرسية
صار لك رائحة الصباح
وانا انقل خطوي
الى كهولة كلماتي
أحضر في نظراتي العاريات
إسماً غريباً
يتدفأ تحت أشرعتك
التي حملت معها كل الهموم
وانت توقدين السنوات
والغربة تأكل
عويل حنينك المشدود
الى رمل الباحات
التي تركناها امام منزل نارك...
وانت تضجين بالنور
تحت شمس الانهار
خلفك الآن بشاعة مدججة
بأمواج الخوف
امامك قضبان من المرمر
الذي لم يشق كثافة اصرارك
الى العودة لالوان الحمام
المائل الى الترف
امامي مدن معزولة
كما المكاشفات
أرفع يدي من على صدري
لأكشف النقاب
عن أمل زاده الاحباط
لكن سهول قلبي تعزف من الآن
نشيداً يغمرك من الاعالي
((يادجلة الخير))
ليحيلني الى تمثال..
من
الانتظار.
|
|