حوار مع الكاتب والباحث سعيد رشيد زميزم
|
أجرى الحوار: محمد الصفار
خصوصية المبدع تتجلى في كونه إنساناً متميزاً بقدرته على استثمار طاقاته ومواهبه الإبدعية في عمل فني يضفي عليه لمسات قد لا تكون دائماً جديدة في مضمونها ولكن المتلقي يتحسس بصمات المبدع في نفض غبار التقليد واضفاء رونق التجديد على عمله الإبداعي فالإبداع امكانية خلق واعادة الروح الى الابداع في كل الانواع الفنية وصقلها واغنائها بتجارب المبدع واخصابها بطاقات الخلق التي تفرزها شخيصة المبدع.
وتدخل العناصر الوراثية والبيئية كعنصر مركب متفاعل و حيّ عن طريق الشعور او اللاشعور في المبدع في العمل الابداعي كمؤثر ذاتي عن طريق تفاعل الذات مع المؤثرات الخارجية، ونرى ذلك متجسّداً في اعمال الباحث والكاتب سعيد رشيد زميزم الكتابية والمعرضية والبحثية اذ انه يغوص في التراث الاسلامي كما يغوص الغواص في البحر ليستخرج لالئه ثم يبرز معلومته بعد سبره غور التاريخ ويضفي عليها صبغته الابداعية لتصبح وليدة التزاوج بين الماضي والحاضر.
الاستاذ سعيد رشيد زميزم ـ مواليد كربلاء 1951، التقته (الهدى) وهو يتنقل بين زائري أحد معارضه في شارع بين الحرمين فكان لها معه هذا اللقاء:
* بما أن لقاءنا هنا وانت تقيم هذا المعرض نرجو أن يكون حديثنا في البداية عنه وعن المعارض التي سبقته وكيف تكونت هذه الفكرة؟
ـ بالنسبة الى هذا المعرض فقد خصصته لرمزي البطولة والفداء الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام وقد حمل عنوان (الحسين الرمز والعباس الوفاء)، وقد جمعت فيه اقوال المشاهير من القادة والرؤساء والسياسيين والكتاب والشعراء والعباقرة والمفكرين والعلماء من كل الجنسيات وفي كل العصور حول الإمام الحسين عليه السلام و ثورته الخالدة كما جمعت فيه أيضاً مراحل بناء وتطوير المرقدين المقدسين وبعض الآثار والمعاجز والكرامات التي تحققت ببركة الإمام الحسين عليه السلام فضلاً عن امور اخرى تخص سير السبايا ومرقد السيدة زينب عليها السلام وغيرها. أما فكرة إقامة المعارض فان لكربلاء الحق في ان تفخر برمزها الديني والإنساني الذي تجسّد في ضمّها للاجساد الطاهرة لعترة الرسول وان إقامة مثل هذه المعارض تعبّر عن اعتزاز المدينة بهذا الرمز العظيم الذي يتوجّب علينا ان نبرزه الى العالم بشتى الصور فكربلاء أولى من كل المدن في إقامة مثل هذه المعارض التي تظهر تلك البطولات والمواقف العظيمة التي جسّدها الإمام الحسين وأهل بيته واصحابه على ثرى هذه المدينة.
أقمت حتى الآن أحد عشر معر ضاً في منطقة بين الحرمين منها:
1- كل شيء عن كربلاء عام 2003
2- كربلاء وثورة العشرين عام 2003
3- الإمام الحسين في كتب التاريخ 2004
4- لمحات من سيرة سيدنا العباس 2006
5- الامام الحسن عليه السلام عطاء دائم 2010
6- كرامات الإمام الحسين الموثقة والمصورة في كتب التاريخ 2010
7- مقامات رأس الامام الحسين عليه السلام في الدول العربية 2008
الى جانب هذا المعرض الذي حدثتك عنه.
* لننتقل معك في الحديث عن الكتابة. ما هي حصيلتك منها؟ وماذا عن بواكيرها؟
ـ قصتي مع الكتابة بدأت في بداية السبعينات من القرن الماضي فبدأت انشر بعض المقالات القصيرة في الصحف والمجلات العراقية والعربية منها صحيفة (الاتحاد) العراقية ومجلة (مرأة الامة) الكويتية وغيرها كما كنت دائم الحضور في المناسبات الدينية التي تقام في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وغيرها من المناسبات في ذلك الوقت لالقاء الكلمات، أما خوضي مجال التأليف فكان في بداية التسعينات وقد حملت اغلبها المضمون الديني وتركزت بالحديث عن أهل البيت وخاصة الإمام الحسين عليه السلام فكانت سبعة عشر كتاباً منها:
1- لمحات تاريخية عن كربلاء ـ بغداد 1990
2- هذا الحسين ـ بيروت 1998
3- رجال حول الحسن بيروت 2000
4- العباس بن علي جهاد وتضحية ـ بيروت 2001
5- ثورات الشيعة ـ بيروت 2006
6- دول الشيعة ـ بيروت 2008
7- نساء الشيعة ـ بيروت 2009
8- الإمام الحسين شاغل الدنيا ـ بيروت 2010
9- كربلاء وثورة العشرين ـ بيروت 2009
10- ابناء الحسين وزوجاته ـ بيروت 2009
* ماهو اعتمادك في انجاز هذا النتاج الثر وما هي الآلية التي اتبعتها في نقل أحداث التاريخ ومضمون البحث التاريخي وتحري الوقائع وكشف الاسباب التي تربط حلقات الزمن ؟
ـ اعتمدت في البداية على قراءاتي التي هي الاسس الاولى فالقرأة هي الارتكاز الحقيقي للكاتب والباحث كما اعتمدت على لقاءاتي الكثيرة ومناقشاتي مع كبار المؤرخين والمؤلفين العراقيين امثال المرحوم الدكتور علي الوردي والمرحوم الدكتور حسين علي محفوظ والاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف والاستاذ الاديب الكبير لبيب بيضون وغيرهم من الاساتذة الافاضل، كما لا أنسى ان أشير الى استفادتي كثيراً من استاذي الفاضل السيد سلمان هادي آل طعمة الذي قدم يد العون لي منذ بدايتي مع الكتابة والى الآن فضلاً عن لقاءاتي الكثيرة مع شعراء وادباء كربلاء
* بما ان العمل التاريخي هو عملية تنقيب وتعبير عن معطيات ونتائج تأتي متماهية مع نفسية الكاتب وشخصيته فتؤدي كل هذه الاسباب فضلاً عن منهجه وسايكولوجيته دورها في رسم احداث تاريخية، فما هي مقومات الكاتب أو الباحث في ابراز الحقيقة في نظرك؟
ـ إن اهم مقومات الكاتب كما قلنا هي ان يقرأ كثيراً في مجال تخصيصه ويكون ملماً به لكي يكون واثقاً مما يكتب وجريئاً فيما يطرح في المناقشات العلمية الهادفة ويكون أيضاً ذا مصداقية في طرح الاحداث، كما يجب ان يتجنب الانتقاد غير البناء وان يتحلّى بسعة الصدر وعدم التجريح .
* باعتبارك ابن هذه المدينة المقدسة التي تحمل إرثاً عظيماً يتمثّل في شخصية سيد الشهداء عليه السلام الذي ألهم ابناء هذه المدينة أسمى معاني البطولة والاباء، فهل هناك نظرة استشراف لتراث هذه المدينة وبطولة ابناءها في مقارعة الظالمين من خلال معرض او كتاب تصدره؟
ـ اسعى جاهداً لتوثيق كل ما يتعلق بالتراث الكربلائي، وسوف اقوم باذن الله باقامة معرض شامل عن تاريخ هذه المدينة وتراثها المجيد، حيث اعمل الآن جاهداً لجمع كل ما يتعلق بتراث هذه المدينة المجاهدة من خلال الاعمال البطولية التي قام بها أبناؤها ضد الانظمة الدكتاتورية الفاسدة، وسوف اتحدث عنه في وقت لاحق ان شاء الله، وشكراً لكم على هذا اللقاء.
|
|