مصر: السفارة لم تعد في العمارة.. والعسكر يعيدون قانون الطوارىء
|
مراقب
لم تستجب السلطة الانتقالية بشقيها (العسكري ـ والمدني) في مصر مابعد الثورة، لتظاهرات المصريين المطالبة بطرد السفير الصهيوني، والمحتجة على بناء جدار عازل لحمايتها، فأضطر السفير للهرب مع أُسرته وطاقمه قبل طلوع النهار. وللمرة الاولى في تاريخ العلاقات بين القاهرة وتل ابيب تستفيق السفارة منزوعة من علمٍ كان يرفرف فوق العمارة !. والتطبيع بالاكراه الذي فُرض على ثمانين مليون مصري لثلاثين عاماً سقط في لحظة اقتحام السفارة. ورغم ردة فعل المجلس العسكري في مصر، العنيفة ضد المتظاهرين وقتل واعتقال عدد كبير منهم، و فرضه قانون طوارىء مبارك المخلوع مرة اخرى، فأن تلك هي أرادة المصريين.. الذين يرون انه ولو لم يجري اقتحام السفارة لكان الشعور المصري أُصيب بعطل في الأداء ، وكي لا ننسى فإن المقتحمين ودعّوا للتو جنوداً مصريين ستة في سيناء برصاص تل أبيب.. واياً تكن النتيجة.. هرب السفير.. او اٍستقال الوزير.. او طار عصام شرف.. او إنقلب الحكم العسكري.. المهم أن الثورة المصرية تريد الاستمرار في التعبير عن نفسها وارادة الشعب في أهدافها، والدخول من جديد الى جوهر الصراع وقضايا المنطقة علها تعود رائدة الشارع العربي.. والجمعة لا تنتهي ، ومصر تصحح مسارها .. ولأنها ولّادة فالملايين تورث التظاهرات للملايين في انتظار استكمال محاكمة العهد وشهادة المشير طنطاوي. غير أن الشعبَ لا ينتظر وهو أقتحم الباب العالي والسور الذي كان لا يُقهر..سور السِفارة الصهيونية في القاهرة، وهكذا .. كما يحارب الاميركيون قضايا الامة بالفيتو الاميركي أًصبح بالامكان استخدام حق النقض وإشهار الفيتو العربي القادر على المقارعة تحت مبدأ: العين بالعين وفيتو مجلس الامن بفيتو الشارع العربي.
ولو لم يكن قرار الشباب المصريين موجِعاً لَما استجارت تل ابيب بواشنطن شاكيةً ظُلم الشعب المصري وكالعادة سريعاً جاءت الاستجابة و أصدر الرئيس باراك أوباما رِزمة قلَق يحتفظ بها دوماً على أمن الكيان الصهيوني، ودان اقتحام السفارة.. علماً أن ما جرى في القاهرة لا يتعدى كونَه حريةَ التعبير عن الرأي التي تزعم امريكا انها تدعمها في عدد من الدول العربية، وتَدينها عندما تَطرق أبواب السفارة الصهيونية. وتحت الشعار والمبدأ نفسِه دعمت واشنطن حل الدولتين الفلسطينية والاسرائلية لا بل كانت عراّبةَ الطرح منذ بوش الاول وعندما بدأ الفلسطينون التطبيق عازمين على دولة لا تتجاوز مساحتُها عشرين في المئة من اراضي الضفة قامت قيامةُ الفيتو الاميركي وشُهِر مُهدِداً بإسقاط الطرح والدويلة.
|
|