الأسد والقذافي و(آل خليفة) في ضيافة ساركوزي
لامكان لشعب البحرين في باريس الحرية !
|
منذ اشهر تتواصل التظاهرات في سوريا ويسجل عداد الموت ارقاماً جديدة، لكن صدى الضغط الدولي على النظام كان ولايزال أقوى من صوت الساحات و(الحارات وابوابها) !. فواشنطن التي لاتزال مع دول الغرب تنادي برحيل نظام الاسد، تتهمه بأرتكاب جرائم ابادة انسانية ، وأخرجت من جعبتها قبل ايام سلاحاً جديداً ـ قديما، كان دائماً جاهزاً وحسب الطلب هو الاتهام باقتناء سوريا سلاحاً كيماوياً. وهكذا شحذت امريكا ومن خلفها الغرب وبعض الانظمة في مقدمها السعودية، كل السلاح لمحاصرة النظام في سوريا، والحجة رأفة العالم بالشعب السوري.
لن ندافع عن القمع والقتل في سوريا او اي بلد آخر، ولا نحن في وارد التنكر لحقوق الشعب المشروعة هناك، ولكن.. لماذا الكيل بمكيالين والازدواجية المقرفة في المواقف بحيث لانرى من امريكا والغرب وآل سعود ومن لف لفهم ، هذه الغيرة والانسانية تجاه مأساة شعوب اخرى في نفس المنطقة ؟، والمقصود هنا بالتحديد البحرين واليمن .
في فرنسا عقد مؤخرا مؤتمر في باريس على نية إعمار ليبيا بعد القذافي ، وهو مؤتمر كان في فحواه اقرب الى محاولة توزيع المغانمِ الليبية، و مصادرة ثورة الشعب الليبي كما هوالحال مع مصر وتونس، ولكن المؤتمر لم يقف عن حدود ليبيا بل مرّ بسوريا ايضا حيث حضر بشار الاسد بقوة الى جانب العقيد (المفقود) ، عبر دعوةٌ ثلاثيةٌ الى تنحي الاسد بدأها رئيسُ وزراءِ بريطانيا وتبعه وزير خارجية فرنسا والختام مع كلنتون امريكا. ولاغرابة في ذلك، لولا أن دكتاتورا عربيا سفاكا للدماء كان حاضرا ايضا ، ولكن بلحمه ودمه البارد، يقف الى جانب المؤتمرين، هو حاكم البحرين حمد بن عيسى آل ثاني !. وهو كما (يسار الصورة) كمنبوذ بالمقارنة مع حاكم قطر (وسط الصورة) الذي يلعب منذة فترة دور العراب في المنطقة، بالتفاهم طبعا مع اصدقاءه الغربيين في واشنطن ولندن أم لم نقل في تل ابيب !
نفس هذا الغرب الذي يزعم دعم الحريات وحقوق الانسان ومناهضة الدكتاتوريات بقيادة امريكا لم ير حاجة للرأفة بأبناء البحرين و اليمن، مثلما يحاول ان يوهم انه يغدقها على شعب سوريا، وهكذا هي جوقة آل سعود ووعاظ بلاطها ، وهكذا هي جامعة العرب التي تشبه الرّمة، لم نرهم يجتمعون على نية انصاف ورأفة بشعب البحرين، بل مدوا اياديهم لتتلطخ بدماء الاطفال والنساء والشباب وكبار السن في دوار الشهداء وسط المنامة ، وفي باقي المناطق ، عبر مخلب درعهم الشيطاني، فضلا عن بنادق وغازات العم (سام) التي يزود آل خليفة بها وكان أخر ضحاياها قربان عيد الفطر الشهيد الطفل علي جواد الشيخ، وهكذا ايضا حاولوا ولايزالون لجم وتحجيم ومصادرة ساحات الثورة في صنعاء وتعز، مدافعين عن حاكم اليمن محروق الوجه والجسد في الدنيا قبل الاخرة ! ولم نسمع باحتجاج دولي وعربي ذو قيمة على جرائم آل خليفة و نظام علي عبدالله صالح المتواري في السعودية الى جانب زميله المخلوع حاكم تونس.
هكذا هو الغرب وحلفاءه العرب ، يجتمعون ويناقشون ويصدرون بيانات ومواقف وقرارات حاسمة حول سوريا، حتى المنظمات الدولية تذكرت آلام الشعب السوري اليوم وعدد ضحاياه ومفقوديه، لكنها ولكنهم يعجزون عن نشر ارقام الضحايا والمفقودين في البحرين و اليمن !؟. هذه الازداوجية واهدافها لايبرران ابدا و يحللان بأي حال القمع والتنكيل في سوريا بحق المطالبين بالاصلاح.. و لكن معايير حقوق الانسان تراجعت في حسابات امريكا ولندن وبرلين وباقي عواصم الغرب، ومن بين اولئك على سبيل المثال رئيس فرنسا، ساركوزي الذي قال في نفس على هامش المؤتمر في جادة الشانزيليزيه : يخطئ النظام السوري ان اعتقد ان شعبه يحميه، والرئيس الاسد ارتكب ما لا يمكن اصلاحه. بل وانتقل الى الضفة الايرانية بتهديده طهران بضربة وقائية لمنشآتِها النووية.
ترى ياسيد ساركوزي ماذا تريد أن يتعرض له الشعب البحريني والشعب اليمني اكثر، لكي تقول لحاكميها مثل هذا التصريح؟ وهل قدما اصلا ولو جزئا يسيرا مما اضطر الى تقديمه النظام في سوريا من اصلاحات تعد جوهرية لو اتيح لها التطبيق حقا؟ ، وهل لديك شك أن الشعبين البحريني واليمني بثورتيهما وتضحياتهما سحبا أي ذرة من الشرعية (إن وجدت اصلا) من آل خليفة وآل صالح؟، ام هل أن شعبيهما يريد حمايتهما حقا ؟!، ام انهما لم يرتكبا مالايمكن اصلاحه وفق منطقك ورأيك ؟!. لقد سقط مفهوم حقوق الانسان إلى آخر سُلَّم الأولويات عند ساركوزي وحلفاءه وتوقّف عدّاد الضحايا عند سُدة رئاسة الإليزيه، وهو أمر ينطبق على الازدواجية في المعايير لدى الدول التي ترى بعين ما يجري في سوريا، وتُغمض العين الأخرى عما يجري في البحرين واليمن .
|
|