بصائر... قبسات من رؤى ومحاضرات سَمَاحَة المَرجِعِ الدّيني آيةِ اللهِ العُظمى السّيد مُحَمّد تَقِي المُدَرّسِي
الاستقامة على الدرب، طريق التغلّب على مخلفات الدكتاتورية
|
*إعداد / بشير عباس
لقد عانى شعبنا في العراق الكثير واستقام على الطريقة، ولولا العوامل الذاتية التي ارتكزت عليها قوائم هذا الشعب المسلم لكان قد إنهار منذ زمن، وهذا هو الذي يثير العجب العجاب من قبل المحللين السياسيين وخباء علم النفسيين والباحثين في علم نفسية الشعوب، إذ كيف استقام هذا الشعب ولم تتأثر قوائمه وأخلاقه وحركته بالموجات المتلاحقة من الصعوبات والأزمات؟
إن كل انسان له قدرة محدودة على المقاومة والاستمرارية في الظروف الصعبة، لكن يبقى السؤال؛ لماذا استقام هذا الشعب ؟ وكيف نستطيع أن نستحضر عوامل الاستقامة في هذا الشعب؟ لا لكي نفتخر بها وإنما لكي نستمر على هذه الاستقامة ونواجه ما تبقى أمامنا من الصعوبات على الطريق، ولكي لا يفكر أحد هنا أو هناك من الدول الإقليمية أو من وراء البحار أنه يستطيع أن يخدع هذا الشعب وينال من تماسكه وعزيمته وينتقل به من حالة الى أخرى،
*نهاية عهد الدكتاتورية
لقد تعرض العراق لأبشع أنواع الدكتاتوريات، مضافاً الى ذلك فان العالم – ومع الأسف- غضّ الطرف عما كان يجري في العراق في الحقبة الماضية، وقد استطاع دكتاتور العراق البائد ومن معه من أن يضللوا العالم ويقولوا: نحن قادرون على صدّ المد الثوري القادم من إيران و(نحمي البوابة الشرقية للوطن العربي)، و.... لكن الحقائق التي ظهرت في الأيام الأخيرة من حياة الطاغية المقبور أظهرت ما كان خافياً طيلة العقود الماضية.
نُقل عنه في اللحظات الأخيرة وقبل أن يساق الى حبل المشنقة، طلب اللقاء بالأمريكيين وقال: أريد أن أتكلم معهم، وقال أخبروهم إني أضمن لهم خضوع جميع الدول العربية كلها للولايات المتحدة مقابل أن يلغوا حكم الأعدام عنّي!
مرةً واحدة، يكشف صدام عن حقيقته وفي اللحظات الأخيرة وعندما رأى الموت بأمّ عينيه، وظهرت للناس حقيقة الادعاءات بالمقاومة ضد المحتل وهي العبارة التي طالما تشدّق بها أتباعه ومناصروه، وتحت هذا الشعار أقاموا مجازر مروعة ضد المدنيين ضمن أجندات طائفية وسياسية في مرحلة ما بعد سقوط الديكتاتورية.
وسجل صدام حافلٌ بالمغامرات المدمرة والجنونية، دفع ثمنها الشعب العراقي، فقد واجه هذا الشعب محاولات تشويه الهوية الدينية والقيم الاخلاقية، ثم استخدم جميع أسلحة ممنوعة دولياً في حروبه ضد هذا الشعب، كما فعل ضد الأكراد في مدينة حلبجة عام 1987، وبعدها عام 1988 قام بجريمة أخرى ضمن عمليات عسكرية شاملة أطلق عليها (الأنفال)، راح ضحيتها الآلاف من النساء والأطفال بين قتيل ومشرد، كما لم يتورع عن استخدام كل أنواع الاسلحة لإخماد الانتفاضة الشعبانية في الوسط والجنوب، كل ذلك والعالم كان يتفرج من الأعلى على ما يجري في العراق، والمثير في الأمر، أنه عندما كانت وفود المعارضة العراقية – آنذاك- تتنقل بين هذا البلد أو ذاك، وتقدم الأفلام والوثائق على الأعمال الأجرامية لهذا النظام كان يأتيهم الردّ: نحن نعرف كل شيء !!
إن الشعب العراقي دفع أثماناً باهضة لقاء ثلاثة حروب كارثية مدمرة لم يحصد منها سوى اليتم والترمّل والتخلف الاقتصادي والحرمان على أكثر من صعيد، كل ذلك بحجة السعي لاستعادة (شط العرب) أو بعض الأشبار من التراب المتنازع عليه مع إيران، ولم تنته المأساة بنهاية الحرب العراقية – الايرانية، بل استمرت مع غزو الكويت وما أعقبها من الحرب المدمرة التي قادتها الولايات المتحدة مع (28) بلداً في العالم ضد العراق بهدف تحرير الكويت، وكان أخطر وأسوأ إفراز لهذه الحرب ما شهده العراق من أسوأ كارثة اقتصادية ومعيشية خلال القرن العشرين، حيث تعرض لعقوبات قاسية غيّرت مجرى حياته وادخلته في متاهات لمّا يخرج منها بعد، ولم يهدأ لصدام بال إلا أن يخوض الحرب الأخيرة والخاتمة لحياته السياسية، والتي أعقبت هي الأخرى سلسلة من الكوارث والنزاعات الداخلية المسلحة تحت يافطات طائفية و سياسية كاذبة. ولا بد من القول؛ إن العراق بالحقيقة تعرض لحرب عالمية، حتى أصبح مصداق للمثل الشائع: (اذا سقط البعير كثرت سكاكينه)! فقد تكالب المعنيون ليقتطع كلٌ حصته من هذا الجسد المضمخ بالجراح. واليوم وبعد سبع سنوات فان حصيلة الاحتلال هي خمسة ملايين مشرد ومليون ونصف بين قتيل ومعوّق ومفقود في الاعمال الارهابية المختلفة التي انتشرت في البلاد. أي ان اعداد الايتام والأرامل تضاعف، كما انهارت أسس الدولة والنظام بسبب هذا الاحتلال،
لمن وصل كربلاء المقدسة في الأيام الأولى لسقوط الصنم والتي صادفت زيارة أربعين الامام الحسين (عليه السلام)، يتأكد من أن الشعب العراقي ما يزال يحمل راية الحسين و كلمته وهم يستعيدون الأيام الخوالي ويأتون زرافات وبالآلاف صوب كربلاء سيراً على الأقدام لزيارة مرقد أبي عبد الله الحسين (ع) كما لو إن شيئاً لم يحدث. بل اننا نشهد ان سنة بعد أخرى تزداد المسيرات الراجلة الى كربلاء، بل نرى المسيرات الراجلة الى قبر الإمام موسى بن جعفر (ع) في أيام وفاته، وسنة بعد أخرى نرى ازدياد إلتفاف الناس حول الرايات الدينية، وسنة بعد أخرى نرى أن حماس الناس يزداد ولا ينقص... كل ذلك بفضل مقاومة وصمود هذا الشعب، لكن يبقى السؤال بأي شيء قاوم هذا الشعب ؟ وما كانت وسائله؟
بحول الله وقوته عند الشعب العراقي مقومات الاستقامة وهذه المقومات ستستمر بالرغم من كل التحديات، فقد تحمل الجبال الراسيات، وسيتحمل أكثر منها ولا زال هناك المزيد، لنأت الى مقومات تلك الاستقامة:
أولاً: القرآن الكريم:
إن الشعب العراقي، شعب عربي يحب القرآن الكريم ويقرأه ويستحضره ويتدبر فيه ويتفاعل مع أياته، و ربنا سبحانه وتعالى يقول في سورة فصلت: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ".
أنقل لكم صورة واحدة عن مقاومة واستقامة رجالكم في السجون في عهد النظام البائد، وكيف كانوا يقفون كالجبل في مواجهة الطغاة:
قال أحدهم: دفعوني الى سجن في بغداد وفي إحدى الطامورات كنت وحيداً ومقيداً بالأصفاد ومرمياً في إحدى الزوايا، وكان هناك خمسة من الشباب في الجانب الآخر وكانوا قد أوقفوهم عند الجدار، إذ كانوا مستعدين لأمر ما، وإذا بضابط قد دخل ومعه جندي فقال لهم:
من منكم يقول يا حسين؟!
فقال أحدهم: أنا أقول: يا حسين! وصاح بأعلى صوته، فأشهر الضابط مسدسه وقتله وخرج.
ثم عاد مرة أخرى وسأل:
من منكم يقول يا حسين؟!
فقال إثنان منهم: نحن نقول يا حسين! وهم ينظرون الى الجثمان الشهيد أمامهم، فقتلهم أيضاً وخرج.
ثم عاد مرة أخرى وسأل :
من منكم يقول ياحسين؟! وفي هذه المرة صاحوا كلهم بصوت واحد: يا حسين يا حسين!! وعندما هتفوا بهذا الشكل خجل الضابط من نفسه وقد رأى فيهم هذه الاستقامة أمام القتل فخرج الضابط المجرم من الزنزانة.
يقول: عندها سألتهم؛ لماذا في البداية خرج شخص واحد وقال يا حسين، وفي المرة الثانية خرج اثنان وفي المرة الأخيرة خرجتم كلكم تصيحون يا حسين؟
قالوا لي: ألم ترَ؟!
قلت: لم أرَ أي شيء.
قالوا: عندما خرج أول شخص من بيننا وهتف (ياحسين) وأطلق الضابط الرصاص عليه، فانه لم يسقط أرضاً بل حملته الملائكة، وفي المرة الثانية رأينا نفس الشيء، ولذلك خرجنا كلنا في المرة الثالثة وهتفنا (يا حسين).
هذه هي مصداق الآية الكريمة: "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ"، فالملائكة تتنزل على هؤلاء، وقد نقل لي جماعة ممن كانوا في السجون، وكان بينهم عالم دين، وقد أقسم باليمين الغليظ - ولو كان ليرضى لذكرت اسمه- يقول: (والله العظيم كانوا يضربوني بالكابلات و لم أكن أشعر بالألم، ويقولون فيما بينهم: ربما هذا مات، ولكني لم أكن ميتاً وقد توسلت في تلك اللحظة بفاطمة الزهراء (ع) ولم أكن أحسّ بشيء فجسمي كان يتحطم ويتلاشى ولم أحس بالألم، "نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ".
وهذا ما حصل مع أصحاب الإمام الحسين (ع) ليلة عاشوراء، فبعد أن ثبتوا و رفضوا التخلّي عنه (عليه السلام)، أخرجهم الإمام خارج الخيم وقال لهم: انظروا...! فهذا قصرك يا حبيب، وأنت يا زهير ذاك مقامك وقصرك، وأنت يا فلان... ويا فلان... وأراهم واحداً واحداً قصورهم ومقامهم في الجنة، لذا نجدهم يوم عاشوراء غير مبالين بحرارة الحديد، فقد خرجت أرواحهم من أبدانهم، بمعنى أنهم في ليلة عاشوراء وليس في نهارها أصبحوا من أهل الجنة، فالاستقامة التي نقرأها في القرآن الكريم نجدها بصورة حيّة و جليّة على الأرض في ملحمة كربلاء وقصص عاشوراء عند الإمام الحسين.
إن الاندماج بين الشعب العراقي وبين الإمام الحسين هو بالحقيقة إندماج وتلاحم يمكن القول عنه في بعض الأحيان انه يشكل وحدة لا تتجزأ، فهل من الممكن أن يكون هنالك عراقيٌ وينفصل في يوم من الأيام عن قضية أبي عبد الله الحسين (ع)؟ ألم يفجروا الزائرين في هذه السنة في كربلاء بسيارتين مفخختين، وسقط فيها 200 شهيد و400 جريح؟ قال لي أحد الشهود أنه في لحظة الانفجار كان الزائرون في حالة مغادرة لمدينة كربلاء بعد زيارة مرقد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، وما أن سمعوا بحادث الانفجار بدأوا بالرجوع وهم يقولون: (لوقطعونا ولو فجرونا سنزورك يا أبا عبدالله ...) إن استقامة أبي عبد الله الحسين والتي يعبر عنها القرآن الكريم، تبلورت في شعب وليس في انسان واحد، فحتى الطفل الصغير، لو أنه ينطق لنطق بذكر أبي عبد الله الحسين (ع).
*ثانياً: القيم والمبادئ.
كان العراق طيلة التاريخ مسرحاً للغزوات من قبل الشرق والغرب، ولذا تعلم الشعب كيف يتعامل مع المحتل والغزاة سواء أكان من هذه الجهة أم تلك، وذلك بفضل الركائز الداخلية والقيم التي يحمهلا في داخله وفي عمق أعماقه، ربما الانسان العراقي لا يمكنه الافصاح عن ذلك بشكل صريح، لكن هذه القيم متمثلة في ذاته، فقد كانت بغداد هي الصخرة التي تحطمت عليها هجمات هولاكو وجنكيز خان والتتر، فقد احتوى الشعب العراقي الهجوم التتري وحول هذه الهجوم الى لا شيء مع أن ملايين البشر قتلوا في العراق في تلك الحقبة.
ثالثاً: العشائر العراقية.
إن العشائر العراقية وتقاليد هذه العشائر و العلاقات فيما بينها وقدراتها الذاتية هي في الحقيقة أحد مقومات تماسكنا وحضارتنا وقوتنا في العراق، والسبب في ذلك، انتم الآن تسمعون بوجود حوالي 5 ملايين يتيم و 3 ملايين أرملة في العراق، فهؤلاء الملايين أين يعيشون؟ هل يعيشون في العراق ويستجدون؟ كلا، ولو كان هذا الرقم عند شعب آخر لكان الوضع يختلف، ولا مجال لنا في التفصيل في هذا المجال، فهنالك أرقام أقل من هذا لدى شعوب أخرى لكن الوضع هناك أكثر سوءاً مما هو عندنا في العراق قياساً بمجمل الأوضاع التي يعيشها العراق وما تعيشه بقية الدول.
أعرف رجلاً يأتيني وعنده حقوق شرعية ولكنه يقول: عندي شقيقة أرملة ولها ثلاثة أولاد، وابن عمي توفي وترك عدداً من الأولاد، ويأتي لي بقائمة بالأيتام، وأنا أرى بأن هذا رجل واحد، لكنه يتحمل كل هذا الثقل الكبير بإيمانه وتماسكه وصلة الرحم التي يمتلكها.
*المسؤولية ثقيلة على السياسيين.
من المتوقع والمؤمل على السياسيين اليوم أن يتفقوا، كما عليهم أن يفكروا بمصلحة هذا الشعب...
زارني أحدهم وتبادلنا أطراف الحديث حول العملية السياسية، فقلت له: لتعلم أنك اليوم على الأرض وغداً ستنزل تحت التراب، وهناك وفي أول ليلة سيسألونك ماذا عملت بهذه الأمانة؟!
إن النداء والخطاب ليس لهذا الشخص أو ذاك، إنما هو لجميع الأخوان في مجلس النواب والحكومة، بان الذي أمامكم أمانة، فمن هو نائب أو وزير يجب أن يعرف إن خمسة ملايين يتيم وثلاثة ملايين أرملة في رقبته، الى جانب شعب مكون من ثلاثين مليون انسان، و دماء خمسة ملايين شهيد، لذا عليهم أن يهتموا و يفكروا فغداً يُسألون: "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ".
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان على أبناء الشعب أن يقفوا بقوة وأن يكونوا كالبنيان المرصوص لمواجهة التحديات، إذ عليهم الاستعداد في أي لحظة بان ينزلوا الى الميدان ويقاوموا الانحرافات، وألّا يتركوا الساحة، "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ"، وهذه مسؤولية جميع أبناء شعبنا، ولا فرق بين كبير وصغير وإمرأة ورجل، (فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا أن يقل شخصٌ: (وما شأني بهذا ؟!)، هذا الكلام غير مقبول عند الله يوم القيامة، إذ يقول تعالى: لقد كنت إنساناً بكامل قواك العقلية والبدنية، ولك الفكر والضمير واللسان والوجدان، ثم أنت ابن هذا الشعب و محبّ للحسين ومتفانٍ في سبيله وأنت الذي قلت: (يا ليتني كنت معكم فأفوز معكم فوزاً عظيماً)، فلماذا لم تقم بدورك؟
فاذا قمت أنت بدورك وذاك أيضاً قام بدوره وأنا أقوم بدروي أيضاً، وكل شخص يقوم بدوره، ففي ذلك اليوم لا يكون هناك من يفكر بأن يجعل هذا الشعب مصداقاً لذلك المثل: (إذا سقط البعير كثرت سكاكينه)، بل لا يتجرأ ذلك البعيد ولا يفكر بأن من السهل السيطرة على هذا الشعب، فالذي جاء من خارج البلاد ليعود من حيث أتى، ثم إن الأمريكيين لن يبقوا في العراق بل سوف يرحلون، سواءً اليوم أو غداً، الامر الذي يتطلب من أبناء العراق أن يوحدوا صفوفهم ويفكروا في مصلحة بلدهم، لا أن يفكر كل واحد فيما يخصه ويخصّ جماعته أو حزبه أو طائفته.
واستلهاماً من الآية الكريمة: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا"، فنحن بحاجة الى استقامة وصبر وتحدي وبحاجة الى أن يفكر كل واحد مع نفسه، عماذا تعني الاستقامة بالنسبة لي؟ وكيف أعطي من إرادتي ومن نفسي وأضحي في سبيل أمتي وديني؟ ونحن بإذن الله وتوكلاً عليه وثقة به ومن ثم إن شاء الله بالتمسك بالأئمة المعصومين (ع) وهم الكهف الحصين الذي نأوي إليه في اللحظات الصعبة وبفضل الله ومن ثم بفضلهم إن شاء الله نبني العراق بناءً نموذجياً من الناحية العمرانية والحضارية ولكن في نفس الوقت لا نبني على أسس رخوة ورمال متحركة بل على أسس الدين والقيم والمبادئ التي كنا نحملها وما نزال، فالعراق بخير وشعبه بخير ما داموا متمسكين بالقرآن وأهل البيت (ع) "فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، وقد تحدث بعض المشاكل وتأتي بعض العواصف، لكن في النهاية سيأخذ الله بأيديهم ويوصلهم الى شاطئ الأمان وما ذلك اليوم ببعيد "إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً".
|
|