أعجوبة العالم الجديدة تدخل في شتى المجالات ابرزها الطب والصناعة
جامعة واسط تقيم ندوة حول تكنلوجيا "النانو "
|
بات مايعرف بـ"تكنلوجيا النانو" يدخل يوما بعد آخر في شتى مجالات الحياة العلمية، طبيا، وصناعيا، وفي آخر ماكشف من استخدامات هذه التكنلوجيا، ابتكار علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في امريكا مصدرا جديدا للطاقة، بالاعتماد على "النانو" المتناهية الصغر، ما يفتح الباب أمام توليد الكهرباء وصناعة بطاريات بتقنيات صديقة للبيئة ودون تكلفة مادية كبيرة في الوقت عينه. وقال مايكل سترانو، الأستاذ المساعد لشؤون الهندسة الكيماوية بالمعهد، إن التقنية الجديدة تتيح توليد الكثير من الطاقة باستخدام أجهزة متناهية الصغر، وأن للابتكار فوائد بيئية كبيرة. من جانبها اقامت جامعة واسط، الاسبوع الماضي، ندوة في كلية العلوم حول تقنية "النانو تكنلوجي" بحضور عميد الكلية وعدد من اساتذة وطلبة الجامعة.وتخللت الندوة محاضرة للباحثة الدكتورة جميلة صالح، التدريسية في الجامعة، تضمنت تعريف تقنية النانو تكنلوجي وما صاحبه من تطور على نطاق العالم.واوضحت الباحثة ان "مصطلح نانو يطلق على كل ما هو ضئيل دقيق الجسم، فيما يطلق مصطلح النانومتر على أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن والذي يبلغ طوله واحداً من بليون من المتر".واضافت ان "النانو تكنولوجي هو معالجة دقيقة للجزيئات والذرات المنفردة لعمل بنيات أو تركيبات أكبر وتطبق تقنية الجزيئات العمليات الهندسية بمقياس النانومتر".واشارت الى انه "يمكن من خلال تقنية النانو تكنولوجي صنع سفينة فضائية في حجم الذرة يمكنها الإبحار في جسد الإنسان لإجراء عملية جراحية والخروج من دون جراحة".
جديربالذكر أن تقنية "تكنلوجيا النانو" مصطلح علمي جديد برز خلال السنوات القليلة الفائتة، وأصبح محط الاهتمام بشكل كبير، وهي مجموعة من الأدوات والتقنيّات والتطبيقات التي تتعلّق بتصنيع بنية معيّنة وتركيبها باستخدام مقاييس في غاية الصغر. وستكون تطبيقات هذه التكنولوجيا في محور حياة البشر اليوميّة خلال بضع سنين، وفي مختلف المجالات، الطبية والصناعية والزراعية والغذائية والفضائية، وغيرها، حيث تبشر بقفزة هائلة في جميع فروع العلوم والهندسة، ويتوقع الخبراء أن هذه التكنلوجيا ستسمح بالقفز تقنيّا إلى الأمام بعشرات السنين في لحظة واحدة، وستقلّص من تكاليف التصنيع بشكل كبير جدّا. وقد قامت العديد من الدول في العالم، ومن بينها دول مجاورة للعراق، بعمل مراكز بحوث ودراسات وجامعات مخصصة لتقنية النانو. ويرى المتفائلون أنها وبكل بساطة ستمكننا من صنع أي شيء نتخيله وذلك عن طريق صف جزيئات المادة إلى جانب بعضها البعض بشكل وبأقل كلفة ممكنة. ويعني مصطلح نانو الجزء من المليار ؛ فالنانومتر هو واحد على المليار من المتر. وقائمة تطبيقات هذه التقنية واسعة جدا، و يتعامل العلماء معها بشكل مختلف عن اي من التقنيات الأخرى، وذلك للآفاق العلمية الجديدة التي من الممكن أن يفتحها لهم مثل هذا النوع من الطفرة العلمية، ويقول الخبراء أنه "عند هذا المستوى من التقنية فإن جميع القوانين الفيزيائية والكيميائية العادية ربما لا يبقى لها وجود" .ففي المجال الصناعي فإن أنابيب نانو الكربون (كمثال) هي أقوى 100 مرة من الفولاذ وأخف ست مرات منها. ولذا تتميز هذه التقنية في مجالات استخدامها البشري بأن الشيء المصنوع منها أصغر وأرخص وأخف وأقدر على أداء الوظائف المناطة به. وتتوقع المؤسسة القومية للعلوم في امريكا أن يبلغ حجم سوق منتجات هذه التقنية خلال الخمسة عشر عاماً القادمة تريليون دولار.أما الفوائد الصحية والطبية لهذه التكنلوجيا فلا حصر لها وستشهد نمواً مضطرداً لا يمكن وصفه يشمل جميع التخصصات، وعلاج وتشخيص امراض مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم ومرض باركنسون وخرف الزهايمر وغيرها، و طرق إنتاج الدواء، مروراً بوسائل حفظه وانتهاء بكيفية إعطائه للمريض في هيئة تتفوق بمراحل على الطرق الحالية.
|
|