نظّم وقتك، تنطلق نحو العطاء
|
إعداد / باسم عبد الزهرة
أفرد الاسلام حيّزاً كبيراً في تعاليمه لأهمية الوقت والزمن واهمية الاستفادة منه وعدم تضييعه بما لا ينفع ولا يبني للانسان دنياه وآخرته، وهناك العديد من الاحاديث وكثير من الشواهد في سيرة المعصومين عليهم السلام، تدلنا على اهمية الزمن، فهذا أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (اغتنموا الفرص فانها تمر كمر السحاب)، ليس هذا وحسب، بل ان الزمن أول ما يُسأل عنه الانسان في قبره! يقول الحديث الشريف ما مضمونه: (أول ما يوضع الميت في لحده يُسأل عن ثلاث: عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وماله فيما انفقه).
وعندما نعرف كل ذلك وغيره كثير، علينا ان نتعلم كيفية الاستفادة من الوقت واحترامه، هناك بضعة طرق:
1- قم بإعداد قائمة بما يجب عمله، وليكن هذا آخر شيء تفعله في المساء، أو أوّل شيء تفعله في الصباح، لأنّ هذا يساعد على ترتيب أولوياتك، ويجعلك تركِّز على أهدافك طوال اليوم.
2- تعامل مع الرسائل التي تصلك أوّلاً بأول، عندما تفتح الرسالة، قم مباشرة إما بالرد عليها أو وضعها في السجل الملائم أو حتى بالتخلّص منها، فهذا أفضل من تكدُّس الرسائل وتبعثرها، ومن ثَمّ فإنك ستضطر للقيام بتنظيم نفس الرسائل بين الحين والحين مما سيؤدِّي إلى ضياع وقتك.
3- ضع حدّاً للأمور التي تبدد وقتك، أغلق باب مكتبك، وبإمكانك أن تضع لافتة: (لدي اجتماع الآن) إذا تطلّب الأمر، دون أي إحراج، دع بريدك الصوتي أو جهاز الرد الآلي يسجل الرسائل التي تردُ إليك، لتردُ عليها في وقت لاحق.
4- أعط نفسك وقتاً للراحة، أحياناً عليك أن تتراجع قليلاً لتكون انطلاقتك أقوى، إذ ليس من الحكمة في شيء أن تحرق نفسك في العمل، فإن هذا قد يبدد المزيد من الوقت في النهاية، ولا تنس أن كثيراً من الأفكار الكبيرة إنّما تصادفنا عندما تكون أجسادنا مستريحة وأذهاننا صافية.
5- لا تبدأ مهمةً جديدة قبل أن تنتهي من سابقتها، أو على الأقل، ليس قبل أن تنهي قدراً كافياً من المهمة السابقة، فإذا ما توجّب عليك أن تقوم بوظيفتين في وقت واحد، فمن الأفضل أن تقسّم المهمتين إلى وظائف صغيرة، لتستطيع أن تتقدّم في كليهما.
6- أنجز كل مهامك وأعمالك في رحلة واحدة، أي قم بالتسوق وشراء الدواء والذهاب إلى البقالة وتنظيف الملابس وربّما الحلاقة أيضاً في مشوار واحد، فهذا أفضل من تقسيطها في أربع رحلات خارج المنزل.
7- اختر أماكن للعمل وأماكن للمعيشة، لأنّ الأماكن المهملة غير المنظمة لا تقلّل من كفاءتك فحسب، بل لها أيضاً تأثير نفسي سلبي، اختر مكاناً وقم بتنظيمه يومياً لمدة شهر، وابدأ بالمكان الذي يضايقك أكثر من غيره، فإذا كان اللانظام لا يضايقك على الإطلاق؛ فابدأ بالمكان الذي تقضي فيه أغلب وقتك، فإذا كنت لا تستحسن فكرة التنظيم والترتيب من أصلها، فاستعن بشخص آخر لديه هذه الموهبة.
9- استغل الوقت الذي تقضيه في السيارة، فبدلاً من الانغماس في الضغط الذي يولده الانتظار في الازدحامات المرورية، قم بتنشيط ذهنك وذلك بالاستماع إلى الشرائط التربوية او الثقافية او متابعة المذياع والبرامج المفيدة.
10- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ولا تسوّف، وهو شعار معروف، فاعمل مسبقاً ما ستضطر لعمله لاحقاً.
11- استثمر وقتك في الأدوات والوسائل التي تحسِّن أداء وظيفتك وترفع إنتاجيتك، لأنّ إصرارك على الأدوات القديمة سيؤثِّر سلباً على أدائك لوظيفتك وعلى وقتك أيضاً.
وبشكل عام فان الاستفادة ما أمكن من الوقت يمكن من الاندفاع في الحياة محملاً بالهمة العالية والثقة بالنفس والارادة لأنه يجد أهم عامل يساعده ويعاضده هو الزمن والوقت متوفر لديه، ولن يحدث نفسه بعدئذ بأن (لا وقت لديّ)!
|
|