خلية من ذاكرة موغلة
|
صلاح السيلاوي
النحولُ المغتربُ المتآلفُ بين أضلاعه، أنا
مؤذنُ الصمتِ الذي ينحتُ أسراره أنهاراً، أنا
الصمت الذي ترتديه الزوابع، أنا
الحنين الممزّق بالحروب...،
داست ممالكَ خلاياه بالشظايا
الشظايا الأساطير، الشظايا الحضارات، الشظايا.. الشظايا..
الخطوة المسكونة بغروبٍ
الدروب الإسطورية، أنا
وهو اسطورة لفظتها القرى ونطقتها العيون
تمثاله نهر يكبتُ في خلاياه أنفاس العاصفة
جمع روحه شراعاً للمجرّة
أينعت خطواته على أفلاكٍ معقودة في شرايينه المطلقة
قلبه حاصرني بالآفاق المتحررة..
التي تتكسّر على أضلاعنا المتكسّرة
أضلاعنا وكم يتنفسها نايٌ جنوبيٌ يشهق في رئتيه وحي الحزن
يستنطق عفاريتَ التجاعيد في الوجوه
الوجوه إذ نقتطفها من أغصان الدمعة
وهي تتسلّل من جذور الرؤى كالشجرة من البذرة
أهٍ... أحتاج أن أسمع نُباحَ غراب
على الآفاق التي تحاول أن تمسح دمعتي
دمعتي التي لا يتثاءب في نظام أفلاكها عصبٌ
فيها يدور دوار الظلام الذي بنى..
خرائب عوالمه في كُريات دمي
الدمعة غلّفتني بالقرى المجعدة وجوه أسلافي
الدمعة استبطنتني..، تمدّدت على أمواجها
أسوار بابل.. حدائق وحجارة
سماوات الحزن المعقود في رأسي
هي دمعتي أهشّ بها على ندمي ويتوكأ عليها حُلمي
ولي فيها ممالك أخرى
هذا مدُّ الدمعة
أما جزرها فأنا
نبض الصمت يبوح بأسراره فأنا أسمع
عروق النخيل تخرق جماجم أسلافي
أسمع لهاثَ الغيم ورفيف الينابيع
في أغصانِ بنفسجةٍ تتنفس كالرعد البعيد
أسمع الأسوار شفّافة تزدحم في شرفات دواخلي
دواخلي حدائق معلقة
بأصابع الرعود الرشيقة
أنا وطنٌ يخيط جلده على ألف زلزلة لا تنام
أي إمرأةٍ تزيح برموشها غبار الحروب
وغيوم الدمـ.....عِ... عن أفقي
أي إمرأة أكسر الأسوارَ أساورَ ليديها
أي دمعة..، أغسل بها صدأ زماني الملتف على مآذن حنجرتي
لتفيض خضرتي وتفيض..
فكم تصفحتْ قلبي وجوه الصحارى
كم استنطقتني مسافةٌ من دمعٍ ودهشة.... وحر... وب
حروبٌ بنت شرُفاتها من أجساد أهلي
الدمعة عكّازةٌ لصمتي
والاشياء زوابع تنبض داخلي..، أنا
أسأل الحجر من أي جباه تحلّل؟
استنطق الطين عن سمرة أجدادي
أعبر الوجل المسيّج بالحسرات الى حدود البنفسج المطلقة
والأغصان تنمو.. وأهلي في شرفات الصمت
مقفولة صدورهم على حدائق الحزن
أهلي جذور الأسى
وتخرج من أحداقهم أغصان الدموع
غائبون وهذه العيونُ مواقدُ لحضورهم
تتعكّزُ الآفاق على أضلاعهم حين تميل
يغيبون ولكنهم مثل الفجر
يجيئون وفي قلوبهم جذور الحدائق
وفي شفاههم أغصانٌ وأجنحة.
|
|