رداّ على طعن السلطات في ولاء شيعة السعودية
آية الله الشيخ النمر يكشف زيف الرواية الرسمية ويؤكد : ولاءنا لله ولرسوله وليس للطغاة
|
علي القطيفي/ الهدى:
انتقد إمام وخطيب جمعة العوامية في مدينة القطيف بالسعودية آية الله الشيخ نمر باقر آل نمر الرواية الرسمية لما بات يعرف بأحداث العوامية، مشيراً إلى أن دعوى ارتباط التوترات الأخيرة بجهة خارجية ، لا أساس لها من الصحة. وفي خطاب الجمعة الذي ألقاه سماحته في جامع الإمام الحسين بحضور غفير من المصلين، حمّل سماحته البيان الأخير الذي صدر وجهه مما وصف بمصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، مسؤولية الحملة الطائفية الشرسة التي يوجهها الإعلام الرسمي ضد شيعة أهل البيت (ع) في السعودية. وفي ظل الأحداث الساخنة التي تعيشها المنطقة، شدد الشيخ النمر على مسؤولية الكلمة، محذراً من الانجرار وراء مخططات الإعلام الرسمي، التي تسعى إلى رفع الغطاء الديني وكشف الظهر الاجتماعي للأحرار والمطالبين بالكرامة. وتابع بأن من يدين المظلوم ويسكت عن الظالم هو شريكٌ له في ظلمه، وأن من لا يجرؤ على البوح بالحقيقة فالصمت أولى به. وحمّل سماحته قوات الأمن السعودية مسؤولية التوتر وأحداث العنف، مبيناً أن الاعتقالات المستمرة وعمليات الدهس وإطلاق الرصاص على أصحاب الدراجات النارية واعتقال المُسنين كرهائن للضغط على أبنائهم هو الذي أشعل لهيب الكرامة عند الأهالي. وأضاف بأنه لو لا الانتهاكات والاعتقالات التعسفية للمسنين لما اشتعلت التوترات الأخيرة. وخص بالذكر ما جرى للمُسن السبعيني حسن آل زايد والذي تدهورت حالته الصحية بعد اعتقاله، فنقل بالإسعاف من مركز شرطة العوامية إلى قسم العناية المركزة في مستشفى القطيف. وأكد مجدداً أن منهجنا لتحصيل الحقوق هو الكلمة المسؤولة، وليس من خلال الممارسات العنفية. وأوضح أن الولاء في غقيدة شيعة أهل البيت(ع) لا يتمحور حول الأطر السياسية أو الدول وإنما هو محصورٌ في الله ورسوله وأهل بيته ، إلا أن الشيعة في أوطانهم يلتزمون بالنظام العام طالما أنه يحترم كرامة الإنسان، حيث أن الالتزام السياسي مشروط بنيل الحقوق والكرامة. موضحا : "مهما كانت المصائب فنحن على ولاية علي عليه السلام، لأنها أمان من النار وهذا ولاءنا ونعلنها بصراحة، ولاءنا لله ليس للوطن ولاءنا قبل وبعد لك لمن عينهم الله أولياء، وهل النظام الذي يظلمني يكون وليي؟!، أن إطاعة الحاكم من دون الله هو اتخاذه رباً من دون لله بنص الآية الكريمة،فولايتنا لله وللرسول ولأهل بيت النبوة وللعلماء الذين يحملون رايتهم من بعدهم ومادون ذلك فلا. وليس الولاية للدولة وللظالم، فأكبر البدع أن يعتبر الطاغي ولي أمر للمؤمنين والناس".ورداً على الاتهامات المتكررة بارتباط ما يجري في المنطقة بالخارج و بإيران، أشار إلى أنه لا ينبغي أن يتحمل الشيعة في المنطقة مسؤولية الخلاف السياسي بين الرياض وطهران، وأنه لا بد من حل الخلافات أو أن ينأ بنا عنها لا أقل. ووما جاء في جانب من خطبة سماحته قول " نحن شعب ارتضع من شجرة الكرامة وتغذى بغذاءها، اليد الحديدية التي تمتد لتسفك دماءنا وتهتك أعراضنا ستكسرها إرادتنا الفولاذية"، في اشارة الى مجاء في بيان لوزارة الداخلية وبعض وعاظ السلاطين من التهديد بضرب الاهالي بيد من حديد.واضاف "إذا كانت الدولة ندعي انها تحافظ على أمن الوطن فلماذا وكيف ترهب الناس وتستفزهم. ؟! " وقال ايضا أن " كل من يلوم وينتقد المظلوم فهو شريك مع الظالم ، فكونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً.. و بإرادتنا وإيماننا وصمودنا سنواجه قمعهم لا بالعنف، و ستبقى ارادتنا الفولاذية لتكسر تلك الأيدي الحديدية وستبقى صدورنا عارية بقلوب مليئة بالإيمان"وتابع " نعم الرجال والشباب هم اولئك الذين هبوا دفاعاً عن الرجل المسن، لكن السلطات واجهتهم بوابل من الرصاص" وأكد أن " بيان وزارة الداخلية يهدد ويسعى للقيام بمجزرة في هذه البلد ولكن حكمة الشباب أفشلت المخطط". موضحا أن " الشعب خرج دفاعا عن المعتقلين وطالب بالحريات وكرامته المسلوبة، دفاعاً عن أهلنا في البحرين، أما مثيري الشغب والفتنة فهم قوات الشرطة الذين يطاردون الناس بإطلاق الرصاص على امتداد 3 ساعات وليس الشعب، فمشعل الحرية توهج بخروج تظاهرات قبل عدة أشهر تطالب بحقوق المواطنين والكرامة المسلوبة وإطلاق سراح المعتقلين وواجهت السلطة ذلك بمزيد من الإعتقالات". مشيرا الى أن "المجتمع يعيش في هذه البلاد التعاسة الأمنية والإقتصادية وفي كل المجالات.. ، أنا عمري 50 عاماً ومنذ أولدت وإلى الآن لم أعيش أمناً في هذه البلاد ومهدد بالإعتقال في أي لحظة.. نحن على امتداد مئة عام نعيش ظلماً وجوراً ويسلب أمننا في هذه البلاد".
|
|