ايتها الفضائيات.. وايها الساسة و التجار: صوموا !
|
عبدالله الغريب
لاشك من فرحة الجميع الصغير والكبير والغني والفقير بقدوم شهر رمضان وذلك لنيل رضا الله تعالى، وتزكية النفس ونيل الحسنات، فالصوم عبارة عن عبادة روحية خاصة، وطاعة المعبود للخالق، وفي أيامه لابد من العمل على تقوية الجانب الروحي الذي أشار الله في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معرفا الإحسان بـ(إن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فانه يراك) فطريق الوصول إلى الله تعالى هو طريق الصدق والعطاء و الجد لا طريق التزوير و التقصير. لذا أتمنى إن تصوم شركات وتجار المواد الغذائية الاستهلاكية، عن ممارسة هوايتها غير المستحبة برفع أسعار البضائع والمواد الغذائية. فقبل دخول الشهر الفضيل بفترة، تقوم الجهات المستفيدة بابتكار طرق وأساليب شيطانية خبيثة لاستغلال الروحانيات للتكسب السريع على حساب الدين، لتنظيف جيوب العباد من الأموال باستغلال احتياجاتهم الأساسية، كالمواد الغذائية -ما لذ وطاب منها- التي يختص بها الشهر الفضيل، وذلك برفع الأسعار والغش في الجودة للتخلص من مخزونهم منها من دون وازع ديني واخلاقي، جل هدفهم زيادة أرصدتهم من الكسب الحرام، فيفتح عبيد المال وشياطين الإنس أبواب الاستغلال والجشع والربح الحرام.
فمع حلول الشهر الفضيل شهر الخير والكرم، يغلق الخالق عزو جل أبواب النار وتصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة لباغي الخير يقوم بعض من تجار رمضان، كعادتهم كل عام، بالتفنن في "شفط" أموال العباد عن طريق "البزنس"..
وكذلك اتمنى أن تصوم الفضائيات عن عرض الأفلام والبرامج والمسلسلات التي يشوبها الخروج عن المألوف بالمناظر الخليعة والألفاظ النابية والحوارات الجارحة، والبرامج التي تسطح الوعي، وتنشر الميوعة والفساد.
كما أتمنى ان يصوم الساسة والمسؤولون والنواب في هذا الشهر الفضيل عن الصراعات والتراشق بالتهم و التصريحات الاستفزازية واطلاق الوعود، فالمواطنون شبعوا الوعود، وملوا التصريحات والخلافات، لان فيها تعطيلا لمشاريع وحياة وأمال وتطلعات العباد والبلاد، فتصوموا عن كل ذلك، ولنجعل هذا الشهر فرصة لمعالجة أوجه النقص والقصور في البلد.
|
|