قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
ظاهرة
حصرياً في رمضان !
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة حمود ناصر
كم هائل من المسلسلات والبرامج التي يعلن عنها في رمضان المبارك، وليت فيها الغث والسمين، بل غثها غطى على سمينها، إن وجد!.
نادراً ما تجد فيها ما يتوافق مع الشهر المبارك، بل مع القيم والأخلاق. وانطلق مصطلح حصريا في رمضان، الكل يتسابق على إمتاع المشاهد. حصريا في رمضان، جهود جبارة بذلت وأموال طائلة دفعت لإنتاج أقوى برنامج او مسلسل حصري، كل قناة تبذل ما بوسعها لإرضاء المشاهد!..
نعم حصريا في رمضان؛ غناء وطرب وضحك على العقول باسم الفن والتطور. حصريا في رمضان، مع أن الشياطين في رمضان فقط مكبلة، وكأنهم يقولون نحن نقوم بالدور عنكم !.
حصريا في رمضان، مع أن أبواب الجنان في رمضان فقط تفتح. وحصريا في رمضان، وأبواب النيران تغلق. وحصريا ليلة القدر في رمضان، خير من ألف شهر. وحصريا في رمضان العمرة كحجة مع المصطفى عليه الصلاة والسلام. وحصريا الرحمة والمغفرة والعتق من النار. وصلة الأرحام والاجتماع على الإفطار وتفطير الصائم والصدقة والدعاء والزكاة والبذل والعطاء وتلاوة القرآن، إما حصرية أو مضاعفة أجرها حصرية.
كأن المفاهيم انقلبت، حصرت هذه البرامج في رمضان، وعقولنا حصرت الشهر فيما حصروه لنا. تناسينا أن هذا الشهر شهر خير وانتصار، فكم من موقعة ظفر بها المسلمون! وكم من حدث سجل على جبين التاريخ في هذا الشهر المبارك! وكيف كان النبي عليه الصلاة والسلام أجود ما يكون في هذا الشهر!. رمضان مدرسة لمن أراد التعلم، تعلمنا ترك الطعام والشراب بإرادتنا رغبا ورهبا. وتعلمنا تغيير الكثير من سلوكنا، أفلا نتعلم أن نجعل الأمر حصريا فلا نتتبع الحصرية الزائفة، واتركونا نتمتع بحصرية رمضان لكل مسلم، ولنستشعر الأجر، بعيدا عمن صدق فيهم قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع".