فليكن صومنا " قرآنياً"
|
محمد الحسيني
" يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ اُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ اُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّة َوَلِتُكَبِّرُوا اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَإِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيْ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" (البقرة/183-186).
إن صيام شهر رمضان والدعاء وقراءة القرآن والصلاة فيه كل ذلك يعتبر وسائل تقرب إلى الله تعالى. فمن صام فعليه ان يضبط نيته وجوارحه ويحملها على تكريس الهمة للسير النزيه إلى الباري عز وجل.
أما قراءة القرآن في هذا الشهر فلابد ان تكون قراءة واعية، فإن الله قد تجلى لعباده في كتابه، والقرآن الكريم كله دعوة إلى الله ? فمن أراد ان يرى وجه الله فعليه ان يتدبر في كتاب الله.
إن نور الله يجب ان يصل إلى قلب الإنسان، وذلك بعد إزاحة أنواع الحجب عنه، وإن من أهم الوسائل لتحقيق هذا الهدف المقدس هو الاستفادة من فرصة شهر رمضان، فإذا ما تمت الاستفادة من ذلك كان الصيام صياماً واقعياً بمعنى الكلمة، وكان الإنسان الصائم في ذلك الوقت أقرب إلى ربّه من أولئك الذين ليس لهم من صيامهم إلى الجوع والعطش.
فإزالة الحجب تعني عدم قبول الإنسان لكلام أي مضلِّ ? وهي تعني أيضاً امتلاكه لما يميز له الحق عن الباطل، وهذا الإعصار الإعلامي والثقافي العارم الذي يتعرض له العقل المسلم في العصر الحاضر لابد أن يكون له ما يقابله من فرقان ونور إلهي يدحضه، وهذا الفرقان والنور ليس سوى إرادة الإنسان المسلم المؤمن بالفرار إلى الله والتقرب منه.
إن الالتزام بتفاصيل الصوم القرآني الذي تتحدث عنه الآيات المتقدمة الذكر يرفع المرء إلى مستوى الأولياء والأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، لأن من اقترب من الله شبراً اقترب الله منه ميلاً، وعند ذلك لن تؤثر فيه حجب الشيطان ووسائله، فهو قد قطع المسافة، او لنقل إن المسافة بينه وبين ربه قد تلاشت حتى وصل إلى درجة الكمال.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لصيام هذا الشهر الكريم وقيامه في لياليه وأيامه، وأن يرزقنا مناجاته والقرب منه والتضرع إليه. وأن نقرء القرآن بتدبر، وأن نستفيد منه هدىً وبينات وفرقان..
|
|