قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الشيطان على شاشة رمضان !
نعيم إبراهيم
ها هو يرحل عنا شهر شعبان، شهر الرسول الأعظم الذي يقول فيه : "شعبان شهري، من صام يوم من شهري وجبت له الجنة". وما أن نودعه حتى يُقبلَ علينا ضيفاً شريفاً نترقبه في كل سنة، هو شهر الله الكريم شهر رمضان، " شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعته أفضل الساعات".والأدلة والأحاديث في أثبات فضل هذا الشهر كثيرة لا تعد ولا تحصى، إضافة إلى الأعمال والمستحبات التي تؤتى في هذا الشهر الكريم لنيل الثواب وغفران الذنوب، فعن الرسول قال: "فأن الشقي من حٌرمَ غفران الله في هذا الشهر"، لذا وجب علينا في هذا الشهر الكريم أن لا نخلق الفرص الثمينة للشيطان وأعوانه للنيل منا وأبعادنا عن عبادة الله.
على الرغم من أن شياطين الجن تبقى مصفدة مغلولة طيلة شهر رمضان الكريم إلا أن شياطين الإنس تستمر في عملها كادحة من أول ليلة من ليالي هذا الشهر الشريف بجد واجتهاد. فهذا الشهر يُعد موسماً ناجحاً لعرض جميع البضائع الشيطانية الساقطة والمأجورة على السُفرة الرمضانية، حيث يتم التخطيط والعمل عليها أياماً وليالي، بل طوال السنة، لإرضاء الشهوات والنزوات وإلهاء الصائمين في هذا الشهر حتى تمتزج العبادة بالمعصية ليخرج بعدها صفر اليدين.
أن المتتبع طوال السنوات الأخيرة وفي شهر رمضان تحديداً يجد أن أغلب الفضائيات عبر البرامج و المسلسلات تنهج منهج غريب وفظيع، وخصوصاً عندما يبدأ شهر رمضان الكريم. فنستطيع أن نلخص أن هذه البرامج والمسلسلات، بأنها قائمة على أسس رئيسة من الغرام والفساد والجريمة والتكرار في القصة في كل عام. فلقد خلق لنا هؤلاء المنتجون وهذه الشاشات موائد رمضانية من المسلسلات والبرامج الهابطة طيلة الشهر الكريم ليتقربون بها إلى الشيطان الرجيم واضعين جرح صوم الصائمين والفساد الأخلاقي نصب أعينهم..!.وللأسف الشديد نجد أن هذه البرامج والمسلسلات تجد لها الأثر الكبير في النفوس بشكل سلبي، لاسيما من الشباب والنساء،، كل ذلك بحجة الطرح الجريء ومحاكاة للواقع وحل المشاكل!؟.
أقول قد تكون "بعض" من تلك البرامج و المسلسلات تعكس شيء من الواقع ولكن هذا النوع من الطرح يزيد من المشكلة ويطورها لمشاكل أخرى ويزيد عقد في المجتمع، ولو بحثت عن الهدف الحقيقي من هذا المسلسل وذاك البرنامج، فلن تجده، ناهيك عن الطريقة التي يتخذها لحل مشكلة ما، فقد يلجؤون إلى اجتهادات شخصية وحلول عجيبة لا يتقبلها العقل ولا الدين ولا حتى العرف. وتجدهم دائماً يركزون على قضايا محددة فقط وينسون قضايا الأمة الحقيقة وما تمر به من مصاعب.فيمكننا أن نلخص محتويات ومقادير المسلسلات والبرامج الرمضانية بما يلي:
تزيين بعض الأمور المرفوضة من ديننا ومجتمعنا مثل العلاقات بين الشباب والفتيات وعدم احترام العادات والتقاليد بحجة التطور/ التركيز على المكياج والأزياء والفلل والقصور بشكل كبير/ الحرص الشديد على العرض في شهر رمضان المبارك سواء كان في نهاره أم ليلة فكلاهما سيان/ تسهم في نشر بعض الأخلاقيات الساقطة وتعريف الناس بها كمن يدس السم في العسل/ لا يكتمل نجاح المسلسل إذا كان لا يتضمن لقطة فاضحة أو تعري صريح.
ولكن اللوم كل اللوم على القنوات التي تدعي أنها عربية ولا تعي معنى العربية لعرضها لمثل هذه البرامج ولكن كل شيء أمام المصلحة والمادة يصبح عبرية