استعد لرمضان.. صافح قلبك وابتسم للحياة
|
حسين نصر الدين
نستعد لاستقبال رمضان، فالشهر الكريم على الأبواب، حيث تُصفد الشياطين وتُفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار.
نستعد لرمضان بأن نصافح قلوبنا، ونبتسم لذاتنا، ونتصالح مع أنفسنا، نغلق ُمدن أحقادنا، ونُطرق أبواب الرحمة والمودة مع أهلنا وأولادنا ونرحم القريب ونود البعيد، ونزرع مساحاتٍ بيضاءَ في حنايانا، ونتخلص من المساحات السوداء في دواخلنا، ونطلق أسر أحزاننا، ونُعلم هُمومنا التحليق والطيران بعيداً عنا، في رمضان نُعيد ترتيب أنفسنا، وُنلملم بقايانا المُبعثرة، لنقترب من أحلامنا البعيدة ونكتشف مواطن الخير في داخلنا، ونهزم الشر في أنفسنا الأمارة بالسوء ونغسل قلوبنا قبل أبداننا، ولساننا قبل أيدينا. ونتصدق ونخفي أمر مياميننا عن شمائلنا.
في رمضان نُسارع للخيرات، ونتجنب الحرام، نمتنع عن الظن السيئ، ونحذر الغيبة والنميمة كي لا نُفطر على لحم أخٍ لنا ميتاً، نفتح قلوبنا الموصدة بمفاتيح التسامح، ونُطرق أبوابنا الُمغلقة بيننا والآخرين الذين قد نكون أسأنا إليهم عن قصد أو بلا قصد، ونعتذر لمن سببنا لهم الآلام، ثم نضع باقاتٍ من الزهور والرياحين على أعتابهم، ونحرص على أن تكون المساحات بيننا وبينهم بلون الثلج الأبيض النقي، نذكر أولئك الذين كانوا برمضان الماضي يملؤون عوالمنا ثم غابوا عنا ورحلوا كالأحلام تاركين خلفهم بقايا حزينة بامتداد الأرض وجروحاً باتساع السماء وذكرياتٍ أليمة تقتلنا كلما لاحت أمام أعيننا لتمزق أحشاءنا فنبكي لأجلهم وندعو لهم لعلّ الله يغفر لهم ولنا، ثم في النهاية نُغمض أعيننا بعُمق لُندرك نعمة النور والإبصار ولنتذّكر ظُلمة القبر ووحشته، أعاذنا الله وأعاذكم منها وليُبلغنا رمضان وعيد الفطر السعيد، وليغفر لنا ولكم.
|
|