قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
محاضرة يلقيها.. سَمَاحَةُ المَرجِعِ الدّيني آيةُ اللهِ العُظمى السَيد مُحَمّد تَقِي المُدَرّسِي
إزالة الحجُب بين بعضنا البعض ثم إزالة الحجُب بين العالم والاسلام
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
"يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" المائدة (15-16)
آمنا بالله
صدق الله العلي العظيم
إن الاسلام آخر رسالة بعثها الرب، خالق السماوات والارض للعالمين جميعا.. هذه الرسالة جاءت مهيمنة على سائر الكتب بمعنى أن فيها كل ما في تلك الرسالات من بصائر ومن حقائق وهدى وشرائع وفيها ما ليس في تلك الرسالات، فيها ما كان يحتاجه البشر في عهد نزول الكتاب على النبي (ص) وفيها ما تحتاجه البشرية الى يوم القيامة، وهذا هو الإعجاز، بأنه لو تقدمت البشرية ملايين الملايين من المراحل، والآن مر أربعة عشر قرناً لكن هذه القرون قد تمر الواحد بعد الآخر وتبقى رسالة الإسلام والقرآن وتعاليم النبي وأهل بيته(ع) أمام البشرية فما من حاجة للناس في يوم من الأيام والى الأبد إلا ويجدها أهل البصائر في كتاب ربهم، وهذا نص الكتاب.
ربنا سبحانه وتعالى تحدى، وقال: "وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ" يعني ما من شيء مرتبط بالسلام أو يرتبط بالحرب أو بالظروف العادية او يرتبط بالطوارئ إلا وفي الكتاب المتمثل بوحي الله وفي السنّة المتمثل بكلام الرسول وأهل بيته و وجود الحل الناجح له..
وهنا سؤال: مادام الأمر كذلك.. لماذا البشرية اليوم تاهت وظلت وتفرقت وتعددت مشاكلها وهي عاجزة عن الوصول الى حلول ناجحة، وقد أصبح الناس اليوم في العالم في ضلال مبين؟ فيوم يختارون الاشتراكية فإذا بها تتحول الى اشتراكية الفقر والدكتاتورية والقمع، ويومٌ يختارون الرأسمالية فإذا بها تتحول الى الخداع والحيلة وتحطيم واستعباد شعوب بكاملها، وحسب قول القائل: (بكل تداوينا فلم يشفِ ما بنا) واذا نقرأ كتابات فلاسفتهم.. طبعاً لا شأن لنا بما يكتبه بعض الاعلاميين الذين يشتغلون بالتلميع ويكتبون في الصحيفة أو تلك، لأن عملهم هو تلميع صورة الرئيس الذي لا لمعان فيه! أو يلمعون وضع اقتصاد منهار، ولكن عندما نسمع ما تقوله مراكز الدراسات والفلاسفة الذين يكتبون عن بلادهم وعن اوضاعهم، نرى أن الناس على شفا حفرة من النار، مثلاً الرئيس الأمريكي يأتي ويذهب الى الرئيس الروسي الجديد ويتكلمون مع بعض ولكن حول ماذا يتكلمون؟ إنهم يتكلمون حول الأسلحة النووية التي اليوم تشكل خطراً كبيراً على البشرية.
حسناً.. هذه الأسلحة النووية نرى كميتها في تزايد منذ عام 1945 وعندما استخدمت قنبلتان في اليابان، ومالا يعرفه الناس عن هذه الأسلحة هو مايلي:
لو افترضنا هذه الأسلحة النووية وقوتها التدميرية حولناها الى لغة الأرقام والى اسلحة تقليدية والى ما نسميه بالديناميت وهي المتفجرات التي تحصد أرواح الناس، فان كل انسان من السبعة مليارات بشر على هذه البسيطة، سيكون نصيبه من تلك المتفجرات والديناميت هو (15) طن من المتفجرات! بينما الفرد يمكن أن يموت بـ(15) غرام من المتفجرات فقط، فاذا تم استخدام (15) طن لكل واحد من سكان الارض لكانت هذه الارض غير صالحة للسكن، إذن لماذا صنعوا كل هذه الأسلحة التي تستنفذ طاقات الإقتصاد العالمي؟ ولماذا يومياً يبتكرون جيلاً جديداً من الصواريخ ؟ ولماذا يصنعون الاسلحة الكيمياوية؟ ولماذا تجوب الغواصات العملاقة البحار؟
ربما قائل منهم: هناك اختلاف... حسناً، لكن لماذا الاختلاف؟ هذا هوالسؤال، و الى متى البشرية تستطيع أن تحل مشاكلها؟ وأين عصبة الأمم واين الأمم المتحدة وأين محكمة لاهاي؟ أين المؤتمرات؟ مؤتمر دافوس؟ ومؤتمر....؟ أين فوائد ونتائج هذه المؤتمرات والاجتماعات؟ ولماذا تلتقون وتأكلون وتشربون، ثم تقفون أمام عدسات الكاميرات وتطلقون الابتسامات الصفراء وغير الحقيقية وتقولون للناس: (نحن بخير)! فاي خير هذا؟ ولو أن نفقات التسلح في العالم تتحول الى العمران والتعليم لما مات كل سنة مليون انسان في العالم بسبب مرض الملاريا أو عدم وجود الأدوية.. الآن عندنا مشكلة الإنفلونزا المسماة بـ (H1N1)، هذا الفيروس الفتاك المنتشر والذي بدأ يحصد أرواح الكثيرين في العالم لأنه فصل الخريف والشتاء، حسناً .. فبدل هذه البحوث العسكرية و الدراسات في مجال التسليح والتدمير وفي قتل الانسان، تعالوا وابحثوا كيفية معالجة مثل هذه الآفات.. تعالوا وانتجوا مضادات لهذا الفيروس أو مايقينا شره، لكن العالم يقول كلا، هذا يباع بالمال، نحن نعطيكم كمامات وهذه الكمامات ليست بالمجان والآن أصبحت الكمامات مشكلة اقتصادية في العالم، فهل يمكن تصديق ذلك؟! إنه لأمر عجيب فأين ذهبت أموال هذه الكمامات؟ وأين ذهبت جهود وأتعاب هؤلاء السبعة مليارات انسان الذين يعملون طوال النهار؟ وأين بركات هذه الأرض التي تعطينا كل شيء؟
هنا يأتي السؤال: أين الإسلام؟ وأين رسالة النبي محمد (ص)؟ نقرأ هذه الآية ونقول أين هي؟ ربنا سبحانه وتعالى يقول بصراحة في سورة المائدة في الآية 15: "قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ" النور ينفعنا من الظلام، نور يهدينا الى الحق، "وَكِتَابٌ مُّبِينٌ" عندك دستور واضح – كتاب يعني دستور – ثابت، "يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ" أنظر الى هذه الآية الكريمة التي نزلت قبل 14 قرن والى الآن ننشد السلام، لكن أين السلام؟ "يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ"، فالذي يسير في المنهج الصحيح ومع منهج القرآن ومنهج النبي وأهل بيته (ص) فهذا سوف يهديه الله الى سبل السلام والأمن، "وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ" وربنا لا يقول من الظلام، بل يقول من الظلمات، فماذا تعني الظلمات؟ إنها تعني النفس الأمارة وتعني الشهوات وتعني ابليس والطاغوت والجبت والحقد والضغينة والعنصرية والطائفية والخلافات... فهذه كلها ظلام في ظلام، "وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"، لكن كل هذه الظلمات يبعدها الله سبحانه وتعالى عن الأنسان ويقربه الى نور الرسالة الإلهية، "وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"، فيحققون اهدافهم في طريق مستقيم، لا إلتواء فيه ولا عقبات.
حسناً.. السؤال هو: أين هي هذه الرسالة الإلهية الموجودة بين دفتي الكتاب ؟ اقول بصراحة: إن الرسالة الإلهية المتمثلة بالقرآن موجودة، وهي موجودة أيضاً في كلمات الرسول الأعظم (ص)، وموجودة أيضاً في نهج البلاغة ونهج الأئمة المعصومين (ع)، ولكن المشكلة أن المسلمين الذين يدعون أنهم يحملون هذه الرسالة تحولوا الى حجب دون نور الرسالة، فرجعت الكرة علينا، فنحن المسلمين حينما نقول: (الله أكبر)، في نفس الوقت نكبّر كل شيء في حياتنا سوى حكم الله، أو نقول: (سبحان الله) ولكن ننزه الطغاة ولا ننزه الرب! أو نحن المسلمين عندما نختلف على قطعة أرض ونحارب ويقتل بعضنا بعضاًَ، فكيف نقول للناس تعالوا الى الوحدة؟ وكيف نتكلم باسم الله في هذه الأرض؟ والله سبحانه وتعالى لا ينزل هو وملائكته ليحكم العالم مباشرة، إن الله قد خلق اناساً وحملهم هذه الرسالة وقال: "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ" فاذهبوا وتوكلوا على الله، ثم قال للنبي موسى والنبي هارون (ع): "لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى"، إذن فتوكلوا، لكن أين المسلمون؟ وأين الدعاة الى الله؟ وأين التطبيق الصحيح للإسلام؟ فنحن اذا استطعنا أن نحمل هذه الرسالة ليس بألسنتنا وإنما بأعمالنا وسلوكنا ومنهجنا.. فان العالم يستطيع أن يرى الاسلام بوضوح ويلتف حوله، لكن السؤال هنا: لماذا نحن لانفعل ذلك؟ علماً أننا اذا طبقنا الرسالة سننتفع بها؟ وإذا طبقنا الرسالة فإن الانسان أول ما يخرج الى النور، أليس كذلك؟ فلماذا إذن لا نطبقه نحن المسلمين؟!
الجواب على ذلك: أننا لم نفهم الاسلام ولم نعرفه حتى الآن، نحن كمن يملك رصيداً ضخماً في البنك ولكن إذا سألته تراه يعيش في حالة من الفقر والفاقة، لأنه لا يدري بأنه يملك ذلك الرصيد ولا يعرف بان له حساب مثقل في البنك، وهنا مكن الخطر.
إذن المسألة الأولى هي معرفتنا بالاسلام، وبالآيات القرآنية، فكم قرأنا القرآن الكريم وكم تدبرنا فيه؟
قلت يوم أمس في درس التفسير: نحن لا نفسر القرآن ولكننا نفسر واقعنا بالقرآن، فالقرآن كتاب مبين وكما يقول ربنا في هذه الآية: "وَكِتَابٌ مُّبِينٌ"، فيجب أن نأخذ القرآن مصباح هدىً، حتى نعرف كيف نستفيد؟ وكيف نحرّك واقعنا؟ وفي القرآن الكريم نشخص دواءنا وبه نعرف داءنا، فنعرف الداء ونشخص الدواء، وهذا هو كتاب الله سبحانه وتعالى، لكن تعالوا الى هذا الواقع المرير، ودعونا نقوّم هذا الواقع، فمن يحكم القرآن فيما بينه وبين اخيه في الخلافات ونحن نختلف في السياسة وعلى الكراسي، وعلى المناهج السياسية وعلى الأمور الأخرى؟
أقول أيها الأخوة.. إن الاختلاف حق و واقع، "ولا يزالون مختلفين"، "وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ" ولكن هل نحن رجعنا الى القرآن الكريم والى اهل البيت في حل مثل هذه الخلافات؟ ربما هذه الخلافات تنهش في واقعنا وكياننا وتهدم بلادنا وقوانا، فالى متى.. ؟! ولماذا لا نعود الى القرآن الكريم ؟ بينما نجد العكس، فبعض الناس يخشى المرور من عند القرآن الكريم وآياته خشية أن يسمع منه كلاماً لا يرتضيه، لذا فأنه يضع قطناً في أذنه ولا يقرأه ولا يتدبر فيه! وإذا رأى شخصاً آخراً يقرأ القرآن ويدرسه ويتعلمه يقول له: ماذا تفعل؟! اذهب واقرأ الكتاب الفلاني....
وهذا يعني اننا نحن المسؤولين اليوم أمام هذه القضية ونحن المسؤولون امام ربنا، بأننا نفهم مايقوله الإسلام ثم نحول هذا الفهم الى واقع حي ليصبح عندنا جيلاً قرآنياً ونبوياً وعلوياً وحسينياً.
في هذا اليوم ومن هذا المكان والمنطلق وأمامكم أيها الأخوة الطيبون أقول: إن هذه رسالتنا الى كل إنسان واعٍ وكل ذي بصيرة و وعي.. ياجماعة ارتفعوا الى مستوى القرآن الكريم، وارتفعوا الى مستوى فهم القرآن وتطبيقه على أنفسكم، ودعونا نكوّن هذا الجيل النبوي والعلوي والحسيني، فاذا تكوّن هذا الجيل وهذا التيار المؤمن الصالح الإلهي، سيتحول مع الزمن الى كتلة من النور، وهذه الكتلة سوف تشع وتشع حتى تصل الى العالم كله، ومن ثم نستطيع أن نحمل هذه الرسالة..
أقول هذا الكلام وانا جالس في مدينة الحسين (ع) والإمام الحسين هو مصباح الهدى وسفينة نجاة، وأنتم تعرفون أن هذا الحديث النبوي الشريف جاء بهذه الصيغة: (مكتوب تحت ساق العرش)، وما هو العرش؟ ربنا سبحانه وتعالى يقول: "الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى"، يعني موقع القيادة لكل العالم وليس للأرض فقط بل في الشمس والقمر والنجوم والمجرات الضخمة في هذا الفضاء الفسيح، هناك مكتوب أنه - وهذا كلام النبي (ص) بحق الإمام الحسين (ع) – (إن الحسين مصباح هدة وسفينة نجاة)، معنى ذلك أن هذا المصباح هو ليس مصباحاً خاصاً بمدينة الإمام الحسين، كربلاء فقط، أو ببلد الحسين وهو العراق، أو بالشرق الأوسط، وإنما يجب أن ينير هذا المصباح وينير حتى يصل الى أقاصي الصين والى أمريكا الجنوبية والى وسط افريقيا فضلاً عن امريكا الشمالية، أليس كذلك؟ إنه مصباح هدىً لأنه مكتوب في ساق العرش وليس في كتاب موضوع على الدرج، فمعنى هذا أن الإمام الحسين (ع) وكما جاء في نص الحديث نفسه أنه في السماء أعظم منه في الأرض، فهذا هو الإمام الحسين (ع) وهذه بصائره وهذا منهاجه وهذه أهدافه.. فالامام الحسين يستجير به أهل السماء.
أبشرك بشارة...! وانت رجل حسيني وآتٍ الى الإمام الحسين (ع) في ليلة الجمعة، إن الإمام الحسين (ع) قد خلقت من نوره الجنة، والله رب العزة خلق الجنة وهي عرضها عرض السماوات والأرض من نور الإمام الحسين (ع)، فالقضية ليست بالبسيطة، اذن احملوا الراية.. وانا اتكلم من هنا لأني أتصور أنه هناك ما يحمل هذه الكلمة الى الآفاق، وأنا أقول (ما) ولا أقول (من)، بمعنى أن هناك قوى خلقها الله لتحمل رسالة الحق، و رسالة أبي عبدالله الحسين (ع)، ورسالة القرآن الكريم وكلهم نور واحد، فالإمام والانبياء والقرآن الكريم كلهم نور واحد، لأنهم كلهم يشعون من مصباح الحق، فهذا يوصله الى من يجب أن يصل اليه، لكن أيها الأخوة: لا نكون حجب ولا ندعو بكلامنا شيئاً ونعمل شيئاً آخر، تعالوا نتحول الى أمثلة حيّة ونماذج واقعية الى هذا القرآن الكريم وننبذ خلافاتنا، فاذا كانت هناك خلافات لا بأس.. لنحددها ونوصلها الى مستوى معين، ونضع حداً للمهاترات، وتعالوا أيها المؤمنون لنتوحد ونؤلف قلوبنا بإذن الله ولا أقول اجسامنا بل قلوبنا ونصفي نياتنا ونطهر انفسنا من الحقد والغل، "وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ" إقرأ هذه الآية في صلاتك، "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ"، والمؤمن هو الذي يستغفر الله لمن مضى ويسأل الله بأن يقتلع كل انواع الغل والغش والانحراف والحسد والبغضاء من قلبه إزاء الآخرين المؤمنين، والمؤمن يقوم في جوف الليل ويترك مضجعه الدافئ والنوم الهانئ ويتوجه الى ربه ويصلي صلاة الليل وعندما يصلي عشرة ركعات ويبدأ بالركعة الحادية عشرة يقوم ويقول: اللهم أغفر لفلان... وفلان... لأربعين مؤمن، يعددهم ويستغفر لهم، لماذا؟ حتى لا يبقى في قلبه غل لهم. ونحن اذا فعلنا ذلك وتبلورت فينا الشريعة الإلهية كتاب ربنا ففي ذلك اليوم سوف نرفع الحجُب بين القرآن الكريم وبين العالم كله ليستفيد العالم منه.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لذلك ويسدد خطانا ويرفعنا ويرفع أرواحنا وأهدافنا من هذه المستويات الواطئة بحيث نتمكن من خدمة الناس جميعاً وأنفسنا والعالم ان شاء الله بتطبيق كتاب الله المجيد.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.