قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
الكلاب السائبة .. حديث متكرر وانتشار مستمر
المستشفى البيطري: ثلاثة أساليب للقضاء على الكلاب السائبة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى / كربلاء المقدسة
ما يزال سكان أغلب أحياء محافظة كربلاء يعيشون حالة الخوف والهلع بسبب استمرار وجود الحيوانات السائبة مثل الكلاب والقطط، وقد وصفها بعض المواطنين بانها تستولي بالكامل على مناطقهم، لما يسبب وجودها من إثارة مخاوف الأهالي من ناحية تعرضهم للهجمات المسعورة أو من ناحية انتشار الأمراض المعدية والخطيرة، علماً إن الأوضاع الصحية في كربلاء وعموم العراق غير مطمئنة بالأساس، وتأتي هذه المعضلة والمشكلة لتزيد الطين بلّة!
الى جانب ذلك فان هذه الظاهرة تسبب دائماً بفقدان راحة المواطنين وعوائلهم خاصة من النساء والأطفال والتلاميذ وتعكس صورة سيئة لمدينة كربلاء المقدسة التي تُعد من أبرز المدن التي يفدها الزائرون في العالم.
ومن أسباب وجود وانتشار هذه الحيوانات في داخل مدينة كربلاء المقدسة وأحيائها هو افتقاد معظم احياء كربلاء الشعبية والكبيرة للتنظيم العمراني والبيئي العام وعدم التزام بعض المواطنين بنظافة الشوارع والأزقة، وغض الطرف عن أكداس النفايات التي تسببها الاكياس والعلب المملوءة بنفايات البيوت، وعندما تكون مكشوفة فانها تتحول الى مصدر لطعام الكلاب وكذلك تجمعها بصورة كبيرة فضلاً عن إن البعض يمارس تربية هذه الحيوانات وتركها حرة طليقة في شوارع المدينة تلاحق المارين ليلاً ونهاراً وتاركةً وراءها الفضلات والإزعاج الكبير، والأخطر من كل ذلك التسبب في انتشار الأمراض الفتاكة، وتأتي في مقدّمتها مرض الأكياس المائية وحمى مالطا (البروسيلا)، بالنسبة للقطط، وداء الكلب (السعار) وكثير من الأمراض التي تتركها نتيجة تطفّلها على ممتلكات المواطنين.
ومع تزايد انتشار هذه الظاهرة في كربلاء إلا إن الجهات المعنية بالمكافحة لم تفلح في خطط القضاء عليها وأصبحت أعدادها تصل إلى العشرات في كل منطقة من مناطق المحافظة وكان لزاماً أن تتضافر جميع الجهود من الصحة والبيئة والمواطنين للقضاء عليها.
(محمد كاظم ونّاس).. مدرس الأحياء في معهد المعلمين في كربلاء:
إن ظاهرة انتشار الكلاب السائبة في أحياء كربلاء يعكس عدم قدرة الهيئات الصحية والبيئية على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل منها بسبب قلة الوعي في هذا الموضوع خاصة مع الأمراض التي تسببها هذه الحيوانات وأبرزها فيروس داء الكلب الذي يصيب الجهاز العصبي ويؤدي إلى وفاة المصاب، وأرى أن الجهات المختصة لا يعنيها ظاهراً هذا الانتشار وإلا لما رأيناها بهذه الصورة الكبيرة.
وتابع حديثه: كانت تجرى سابقاً حملات من قبل وزارة الداخلية للقضاء على الحيوانات السائبة، وأما الحملات في الوقت الحاضر حتى وأن وجدت إلا أنها اقتصرت على أحياء محدودة في المحافظة مما أدى إلى انتشارها في مناطق أخرى وتجمعها حول النفايات المتجمعة وهذا ما سبب حرجاً للعوائل بسبب انتشارها قريباً من المنازل وفي مناطق سبيل المياه ولعب الأطفال الذين تعرض الكثير منهم إلى عضات الكلاب وإصابتهم بأمراض الأكياس المائية وغيرها.
وأضاف: على الجهات المختصة من دائرة الزراعة والصحة والبيئة الالتفات إلى هذه الظاهرة وإبداء الاهتمام الوافر لتخليص المواطن من خطر هذه الكارثة البيئية، إضافة إلى ذلك فعلى المواطنين أن يقللوا من تربية الكلاب في بيوتهم وأن يجعلوا نصب أعينهم أن هذه الحيوانات شرعاً هي ذات نجاسة عينية ومن الناحية الطبية فهي مصدر للأمراض الفتاكة.
مسؤول في المستشفى البيطري:
ولدى زيارة المستشفى البيطري في كربلاء، تحدث لـ (الهدى) أحد المسؤولين رفض ذكر اسمه، بانه وصلت إلينا العديد من شكاوى المواطنين الذين يعانون من مشكلة انتشار الكلاب السائبة و وفاة شخصين نتيجة لتعرضهما لعضة كلب قاتلة، والآن تواجهنا مشكلة أخرى وهو دخولنا السنة الدراسية الجديدة، حيث سيواجه التلاميذ معاناة خلال ذهابهم وإيابهم، كما يخلق حالة القلق والاضطراب الدائم لدى ذويهم.
وتابع المسؤول في المستشفى البيطري قوله: بهدف تحقيق الواقع الصحي والبيئي في محافظة كربلاء ولما لوحظ من كثرة شكاوى المواطنين من ظاهرة انتشار الكلاب السائبة في أحياء مدينتهم وما تشكله من انتشار الأمراض الضارة على الصحة العامة، اتجهت المستشفى إلى وضع مجموعة آليات للقضاء والحد من انتشار الحيوانات السائبة في المحافظة، وقد وضعت سابقاً عدة آليات للحدّ منها وكان منها صرف مبالغ مالية وصلت إلى (50) مليون دينار من قبل مجلس المحافظة لشراء الكلاب من المواطنين ويتم تسليمها إلى لجنة شكلت لهذا الغرض متكونة من مدير المستشفى البيطري وممثلين عن دائرة الصحة ودائرة البلديات وشرطة محافظة كربلاء واستمرت هذه الحملة لمدة شهر من تاريخ 2-12-2008 وتم قتل (4090) كلباً وكانت هنالك حملة ثانية تم فيها قتل (2871) كلباً.
وأضاف: خلال الفترة الحالية كان لنا اجتماع مع عدد من ممثلي مجلس محافظة كربلاء والدوائر المعنية بهذا الخصوص وأصبحت لدينا خطة جديدة خلال الفترة القادمة لإبادة هذه الحيوانات التي انتشرت بصورة كبيرة وسريعة في المحافظة، وتتمثل هذه الخطة تشكيل لجنة من ست دوائر مختصة للقضاء على الكلاب السائبة وسنستعمل فيها ثلاثة أنواع من وسائل الإبادة وهي القتل عن طريق الأسلحة الكاتمة للصوت وأخرى عن طريق إعطاء المبالغ المالية للمواطنين مقابل كل حيوان وثالثة عن طريق المبيدات الكيميائية وسنعطي هذا العمل إلى الجهات الأمنية لاستخدام هذه الوسائل بصورة صحيحة وناجحة.
وأوضح المصدر: لدينا خطة أخرى تتمثل بصناعة سم قاتل لهذه الحيوانات والذي نقوم بتطويره في مختبراتنا في الوقت الحاضر ليكون جاهزاً خلال الفترة القادمة، وسنبدأ بالإبادة من المناطق الأكثر انتشاراً للحيوانات السائبة خاصة في مناطق تجمع النفايات والمقابر والبساتين وصولاً إلى أقل المناطق خطراً وانتشاراً ويتم بعدها طمر هذه الحيوانات في أماكن خاصة في أطراف المدينة لإبعاد خطرها عن المواطنين.
 
مواطن: الانتشار السريع للكلاب..
وعن هذه الظاهرة بيّن المواطن (طالب الميالي) من سكنة حي العامل في كربلاء؛ أن الكلاب السائبة مصدر للإزعاج والأمراض القاتلة للإنسان خاصة لشريحة الأطفال، وقال: حينما أعود إلى البيت ليلاً أجد جيشاً من الكلاب السائبة تطارد المارة وهذا ما يشكّل خطراً عليهم، فضلاً عن إنها تشكل منظراً غير لائق لمدينة كربلاء وتزيد من مشكلة التلوث التي تعاني منها.
وتابع قوله: لابدّ من وضع حلول مناسبة في أقرب وقت للقضاء عليها خاصة وإنها تتميز بالتوالد المستمر حيث تضع أنثى الكلب من (6-9) صغار في ثلاثة أشهر وهذا ما يضعنا أمام بيئة مليئة بالكلاب السائبة إذا ما كان هنالك وعي وإصرار من قبل المواطنين والدوائر المختصة بالمكافحة للحدّ من انتشارها.
أما المواطن (مصطفى محمود) من سكنة حي النصر في كربلاء فقال، أن ظاهرة الكلاب السائبة منتشرة في جميع أحياء كربلاء ما عدا المناطق القريبة من مركز المدينة، وهذا يشكل خطراً على الناس من خلال انتشار الأمراض التي تنقلها وتسببها هذه الحيوانات، وتعد هذه الظاهرة غير حضارية خاصة ونحن في مجتمع مسلم وعلى المسؤولين في الحكومة المحلية أن يلتفتوا إلى هذه الحالة المتردية في الوقت المناسب.
وتابع: نلاحظ وجود من (5-6) كلاب في كل شارع من شوارع المدينة ويكون هنالك انتشار واسع لها في الليل لخروجها لغرض الحصول على الطعام الذي تعد النفايات المصدر الرئيس له، وبعض الكلاب يهاجم الناس ليلاً ونهاراً وقد تعرض أحد الأصدقاء إلى عضة كلب أدى به إلى دخول المستشفى لأن الكلب كان مسعوراً وشككنا أنه قد انتقل إليه المرض.
وبالرغم من الحديث المستمر والمتكرر حول قضية أنتشار الحيوانات خاصة الكلاب السائبة في كربلاء المقدسة، إلا اننا نشهد استمرار وجود هذه الظاهرة بين بيوت المواطنين والمدارس والمحال التجارية وأسواق المواد الغذائية، علماً إن مكافحة هذه الكلاب ليس بحجم مكافحة الارهاب أو عصابات الجريمة التي تتطلب المطاردة والتحقيق والتحرّي و.... إنها مجرد حيوانات سائبة ربما يحتاج الأمر الى بضعة أيام لتنظيف المدينة وأحيائها من وجود هذه الكلاب..
نرجو أن يصل هذا الصوت الى المسؤولين المعنيين ليتدبروا الأمر ويتخذوا اللازم.