قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

المشاريع الخدمية في كربلاء المقدسة... تعطّل في إنجازها وعشوائية في أدائها
تحقيق: نزار علي
لا تزال محافظة كربلاء تفتقر إلى الكثير من المشاريع الخدمية والحيوية المهمة للمواطن الكربلائي وزائري المدينة المقدسة من الوافدين على مدار العام ومن كل فجّ عميق، فضلاً عن تعطّل البعض منها وعدم إنجازها بالوقت المحدد والصورة المطلوبة، وهذا ما أثر سلباً على الحياة اليومية للمجتمع وعلى الكثير من الأصعدة بصورة عامة.
حيث تتصف الكثير من الأعمال الجارية في المحافظة بالعشوائية وعدم التنظيم والتخطيط المسبق لها؛ ابتداءً من مركزها وانتهاءً بأحيائها السكنية خاصة في مشاريع تعبيد الشوارع وحفريات المياه والصرف الصحّي، وسبّب هذا الأمر استياء المواطنين إزاء حالة الفوضى التي تتركها أغلب هذه المشاريع وعدم الانسيابية في أداء العاملين فيها.
السيد (يوسف الحبوبي) النائب الثاني لمحافظة كربلاء، عزا هذا الأمر إلى الكم المتعدد من المشاريع المقامة في المحافظة وتنوعها الأمر الذي أدى إلى ظهور هذه العشوائية في العمل، وقال في حديثه لـ (الهدى)، إن عمليات الإعمار في المحافظة تحتاج إلى بذل الجهود المضاعفة حرصاً على إنجاز المشاريع بوقتها المحدد وبالصورة المطلوبة.
وأضاف: هنالك عدد من المشاريع التي تنفّذ من قبل الحكومة المحلية وتشمل كل أوجه الحياة وشتى الخدمات، ونتيجة لعدد وكم المشاريع المقامة فهناك بعثرة وعشوائية تظهر خلال الأعمال الجارية، ولكننا نحرص على إيجاد البدائل التي تقلص من الازدحام والاختناقات في حالة إغلاق الشوارع وكل ما يؤثر على تسيير الحياة اليومية للناس.
وفي لقاء أجرته (الهدى) مع عدد من المواطنين لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع، قال المواطن (حسين صاحب): لا تزال هنالك أحياء سكنية في كربلاء تفتقر إلى المشاريع الخدمية من تعبيد الشوارع وتزويدها بأنابيب الصرف الصحي مثل حي العسكري وحي العروبة، بالإضافة إلى تباطئ العمل في بعض المشاريع المقامة وإهمالها وهذا ما نلاحظه في مناطق من حي العامل وحي الموظفين.
وأضاف: على المسؤولين في مجال المشاريع الإطلاع على الواقع بعين فاحصة ومحاولة التخطيط المسبق لإقامة المشاريع وإعطائها لذوي الخبرة والاختصاص لكي يكون هنالك دقة في العمل وانسيابية كبيرة في أداء العاملين، وما نلاحظه في كربلاء هو عدم وضع الإستراتيجية الناجحة في العمل فهناك شوارع يتم تعبيدها وبعد فترة زمنية يتم حفرها لوضع أنابيب المياه أو أسلاك الهاتف ومن ثم يتم تعطيل للحياة اليومية وهدر للأموال.
أما المواطن (حسن محمد) فقال: هنالك عدد من المشاريع الخدمية التي تجرى في محافظة كربلاء ويتم صرف المبالغ الطائلة عليها ولكن في نفس الوقت لا تلبّي طموح المواطنين حتى وإن كانت تمثل مرحلة في تطوير المحافظة، نتيجة لإهمال المشرفين عليها ونقص الخبرات في عدد منها.
وتابع: يعاني المواطن الكربلائي من عملية تأخير إنجاز المشاريع الموجودة في المحافظة؛ حيث يؤدي العمل فيها إلى غلق الشوارع وتحفّرها وتحوّل الأحياء السكنية وحتى مركز المدينة إلى منطقة لتراكم مخلفات وأنقاض المشاريع، ولابدّ من الالتفات إلى هذا الموضوع والحثّ على تسهيل مهمة إنجازها بالوقت المحدد لكي نعطي لكربلاء رونقها وقدسيتها.
من جانبه قال المواطن (ليث علي): نلاحظ في الفترة الحالية العشوائية الكبيرة في أداء أصحاب الشركات الهندسية والمقاولين المتبنّين للمشاريع الخاصة بكربلاء وتركهم للمخلفات والأنقاض بعد الانتهاء منها وهذا ما أعطى صورة غير لائقة للمحافظة، وصار على الدوائر الحكومية المتعلقة بالمشاريع تحديد الوقت اللازم للانتهاء من المشروع ورفع الأنقاض الناتجة عنه و وضع الغرامات على المقاولين في حالة تلكئهم وإهمالهم له.
وبيّن المتحدث نفسه: إن من السلبيات الأخرى المتعلقة بالمشاريع هي عدم استمرار العاملين بالعمل واقتصارهم على الفترة الصباحية فقط، وكان من الصحيح أن يبقى على طول ساعات الـيوم ومقسم إلى ثلاثة أوقات ليتم إنجاز المشروع بوقت قياسي وبالصورة المطلوبة.
فيما أشار المواطن (عدنان حسين) بأن إقامة المشاريع في منطقة ما يؤدي إلى إغلاق الشوارع وعرقلة سير السيارات والمواطنين دون إيجاد بديل أو حل لهذه المشكلة، وقال: نطالب المقيمين على المشاريع في المحافظة الاهتمام بهذه الجوانب التي تسبب تذمّر المواطنين نتيجة لحالة الفوضى التي تتركها الأعمال الجارية في المشروع، فضلاً عن الحرص على اتخاذ الإجراءات السليمة والعلمية في عملية البناء والتصاميم الهندسية لتصبح المشاريع مستقبلية وتخدم المواطن الكربلائي وتلبّي طموحاته.
وتابع: هنالك ظاهرة سلبية أخرى ترافق إقامة المشاريع وهي التفاوت بين حيّ سكني وآخر في نفس المحافظة من حيث نوعية المشاريع المقامة وفترة إنجازها وهذا الأمر يحزّ في نفوسنا ولا نعرف المنظار التي ترى به حكومتنا المحلية إلى مواطني المحافظة، و الوافد إلى مدينة كربلاء يدرك ويشاهد هذه الظاهرة المزرية وهي للأسف لا تزال مستمرة دون إيجاد حل لها.