طاعة الزوجة مفتاح السعادة
|
*إيمان عبد الامير
طاعة الزوجة لزوجها سراً وعلانية، فرض يقتضيه عهد الزواج، وما من امرأة نبذت طاعة زوجها الا وحلّ بها الشقاء، ولحقها البلاء.
هذا الشعار العام الذي يطلقه علماء الدين والاخلاق مستندين في ذلك على كمٍ هائل من الآيات القرآنية والاحاديث الشريفة ومن سيرة أهل البيت عليهم السلام، لكن المشكلة في التطبيق، كيف نطيع...؟ ومن نطيع...؟ وفي أي ظروف...؟
ان ما تعيشه عوائلنا، وهي بالحقيقة عبارة عن مجتمعات صيغرة، هو مزيج من الالتزام الديني والتخبط في تقاليد خاطئة والانقياد وراء مشاعر وأحاسيس – في الاغلب- كاذبة وغير صادقة. لذا فان هكذا شعار ناصع مثل ماءالزلال لن يمر بسلام من هذه البركة الآسنة، فلابد من التلوث وتغير المفاهيم والصورة، وبالنتيجة عزوف الكثير من الفتيات المقبلات على الزواج وقبلهن النسوة المتزوجات عن تطبيق هذه القاعدة الاجتماعية رغم ملائمتها للفطرة البشرية.
لكن لتعرف جميع بنات حواء انه كلما زادت طاعة الزوجة لزوجها إزداد الحب والولاء بينهما وتوارثه ابناؤهما. فالأخلاق المألوفة إذا سادت تحولت ملكات موروثه يأخذها البنون عن آبائهم، والبنات عن أمهاتهن، وقد حثّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله المرأة على هذه الطاعة فقال: (ثلاث لا يمسهم النار؛ المرأة المطيعة لزوجها، والولد البارّ بوالديه، والعبد القاضي حق الله وحق مولاه)، وقال صلى الله عليه وآله: (جهاد المرأة حسن التبعل)، والطّاعة بمفردها دون حسن العشرة لا تكفي لأن المرأة ربما اطاعت زوجها وهي لا تحسن عشرته. فتعمل ما يأمرها به، ولا تبحث ماوراء ذلك، بينما حسن العشرة أن تطيعه فيما يأمر وتظهر رغبتها الصادقة في ذلك فترسم على وجهها ابتسامة الرضا، وتسمعه أعذب الكلمات وتؤدي ذلك بحنان ورقّة.
والمرأة إن وعت معنى الطاعة وأدّتها بحقّها فإنها تملك قلب زوجها وتكسب ثقته ودوام حبّه، فيقابلها بأضعاف ما أعطته حتى يصير الأمر كأنه هو الذي يطيعها، ويلبّي رغباتها. لكن المشكلة ان قليلاً من النساء من يفهن ذلك، وأقل منهن من تعمل به، لاشك أن الطاعة تقوّي أواصر المحبة بين الزوجين، وعندما تحب الزوجة زوجها ستؤدي جميع حقوق زوجها عليها، وما ذلك الا صورة عملية واشعار لزوجها بالحب الذي استقر في قلبها، لهذا يقول رسول الله: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة، إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا اقسمت عليها ابرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في عرضها ومالها).
انها الزوجة الصالحة المحبة التي تبتسم لزوجها حينما ينظر إليها فلا تقطيب للحاجبين، ولا نظرات شزرة بل ابتسامات مفعمة بالحب والبشر.
من طاعة الزوج أن لا تصوم المرأة نفلاً إلا بإذنه، ولا تخرج إلا بإذنه، ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه ولا تتصرف في ماله إلا بإذنه، وتقيم مع زوجها في مسكنه، وهذا على سبيل المثال لا الحصر. ان المرأة لا تؤدي حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، وأهمها الطاعة. قال رسول الله : (ثلاثة لا تقبل لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى السماء حسنة...) فذكر منهم المرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى.
مع كل ذلك، نقول: ان الطاعة مثل الماء الطيب والزلال الذي نريد ان نسقي به الارض ونرجو منه الثمر، بمعنى إن كانت الارض سبخة، فلا فائدة من الطاعة، وليس هنالك حديث يدعو المرأة لأن تنفذ أوامر الزوج العاصي والمخل بالآداب العامة والظالم لأهله، نعم؛ هنالك وصايا بالصبر وضبط النفس، وهنالك قوانين في الشريعة تحمي الزوجة من أي تجاوز او اعتداء. ان المنهج الاجتماعي في الاسلام يضمن للزوج والزوجة السعادة والهناء، شريطة ان يؤدي كل طرف حق الطرف الآخر.
|
|