المرجع المدرّسي : الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة وعار على من يتستر عليهما ويدعمهما
الخروقات الأمنية والتفجيرات يغذيها فساد الداخل واجندة خارجية لا تريد لنا الامن والاستقرار
|
كربلاء المقدسة/ الهدى:
عدّ سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) الخروقات الأمنية والتفجيرات الارهابية التي وقعت مؤخرا ، ومن بينها التفجيرات الاثمة التي استهدفت زوار الامام الحسين (ع) بأنها تأتي في سياق المخططات الارهابية التي تحظى بتأييد اجندة خارجية لا تريد للعراق وشعبه الامن والاستقرار. واشار سماحته في جانب من حديثه له امام جموع من الوفود والزائرين من داخل وخارج البلاد الى ان "آفة الفساد الاداري في البلد تسهم بدرجة كبيرة في استمرار وتغذية الارهاب" واصفاً اياهما بأنهما "توأمان لاينفصلان" وتابع سماحته منتقداً ومتسائلاً عن كيفية تكرار وقوع الخروقات الامنية و هروب عناصر وقادة إرهابيين من السجون المحصنة مؤخراً. واوضح بهذا الشأن ان "هذه العملية وامثالها العشرات التي وقعت في اوقات سابقة انما تدل بشكل واضح على تفشي الفساد الاداري والاهمال في تحمل المسؤولية ونتيجة عدم وضع الرجال الصالحين والمناسبين في المكان المناسب" . وان ذلك يتم في الغالب على اساس المحسوبية والحزبية"وما شابه من دواعٍ سيئة وفاشلة ولمصالح فئوية وشخصية. فالفساد الاداري في البلد هو في الحقيقة وصمة عارٍ على الساسة والمسؤولين الذين يغطونه واولئك الذين سكتوا عليه ولا يتحركون لفضحه وايقافه، في حين يقوم كل منهم بتكتله وحزبه وجماعته بالتستر على الفساد، وما ذلك الا لأن لكل منهم ايادي ومصالح في هذا الفساد يخشون ان تُفتضح" . واضاف ايضاً ان "الارهاب كذلك وصمة عار ليس على جبين الارهابيين ومن يدعمهم فقط بل ايضاً على اي سياسي ومسؤول لا يتحرك ولا يعمل على ايقافه ووضع حدٍ له وهو قادر على ذلك.." واكد في هذا السياق أن على الساسة والمسؤولين " تقبل النقد والنصيحة وتوضيح الحقائق وكشف العيوب لهم ، وليس البحث عمن يغشهم و يتزلف لهم ، هناك عيوب لابد ان نتخلص منها، فالفساد الاداري هو صنو الارهاب الذي يضرب يمنة ويسرة، والارهابيون الذين يؤيدون من قبل اجندة خارجية هؤلاء لايريدون الأمن للعراق لسببين ، الاول هم ضد هذه الشعائر الحسينية التي استهدفوها، لانها في الحقيقة تهز عروش الطغاة و تبث النور في العالم ، و من جهة اخر ى ايضا هم لا يريدون ان تعقد قمة في العراق، يريدون ان يثبتوا أن العراق دولة ضعيفة متهاوية لا تستطيع ان تحمي ابناءها .. القوات الامنية يجب ان تكون حذرة والناس ايضا يجب ان يكونوا حذرين ، ولابد من التعاون الجدي بين الطرفين.. ". وتابع بالقول أن "الفساد الادراي ليس بالمال فقط وانما ايضا ان يجعلوا الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب على اسس فئوية ومصلحية خاصة .. بما يبعد العناصر الصالحة والنزيهة ويعرقل اجراء اصلاحات مثمرة ،و اقول للمسؤولين بصراحة ياجماعة ادرسوا سنن الله، و التاريخ القريب حتى، بعد الطاغية الافراد الذين كانوا قبلكم ارادوا ان يبقوا في مناصبهم وما بقوا..وهذه تجربة زيارة الاربعين وذكر مصاب الامام الحسين (ع) ومن ضمنها هؤلاء المشاة وغير المشاة الذين يأتون وكل السنتهم لعنة على يزيد وال يزيد ومن يسير في اتجاههم. فأحذر انت أن لا تشملك اللعنة، فالله تعالى لا يعلن الظالمين كيزيد وامثاله لان اسمه يزيد ، انما يعلنهم لافعالهم لانهم خالفوا الدين واتبعوا الهوى وفكروا في انفسهم ومصالحهم ولم يفكروا في الناس..". ودعا سماحته الحكام والمسؤولين العرب وغيرهم بمن فيهم العراقيين الى "التنبيه من الغفلة " واخذ العبر والدروس مما جرى في تونس ومن قبلها للنظام الصدامي في العراق ومن قبلها الشاه في ايران ، وغيره.. ودراسة تاريخ الطغاة والحكام كيزيد (لعنة الله عليه) عدم الاغترار بكراسي الحكم والسلطة لان الله تعالى للظلم والظالمين بالمرصاد". عاجلاً ام اجلاً . مؤكداً ان الساسة والحكام يكون مصيرهم سيئاً حينما يسعون فقط لتأمين "حكمهم وسلطتهم وكأنها ستبقى وتدوم لهم للأبد ، والاهتمام بمصالحهم واحزابهم وجهاتهم على حساب مصالح وحقوق الشعوب..." .
|
|