وطنُ إذا سرقَ الطُّغاةً لنَا وَطنْ
|
*زكي اليارسي النجفي
مَاكُنتُ أنثرُ منْ يراعيَ قطرةً ***** إلا لأهل البيتِ مدحًا أو حَزَنْ
وقد استُـثيرتْ قُرحتي وقَريحتي ***** وأبيتُ إلا أن أكونَ لها رَهَنْ
فكأنمَا وحيُ الحسينِ يقولُ لِي ***** إنسجْ حريرًا من خيالِك والرُّدَنْ
أولستَ عبدًا للكُماةِ بكرْبلا ؟ ***** أكتبْ فنبضُ الطفِّ مثلهُ حسنْ
إصْقلْ فسَيفي للأباةِ مُصيَّرٌ ***** أسْهِبْ قريضًا فيه بالمدحِ الحسنْ
وهنا بفحْوى إذنِهِ طَرُبَتْ يدِي ***** وغدوتُ أنسُجُ ثوبَ عُرسٍ لا كفنْ
وبناتُ أفكاري تألقَ وحيُها ***** نحوَ الحقيقةِ دونَ خوفٍ أو وَهَنْ
********
قلبي بحبِّك يَا مُشيمعُ مغرمٌ ***** وطنُ إذا سرقَ الطُّغاةً لنَا وَطنْ
حيث استُحيلتْ أرضُ ميثمَ بلقعًا ***** وأبيتَ إلاَّ أن تكونَ رُبَا عَدنْ
قد كانتِ البحرينُ أروعُ مسجدٍ ***** للعاكفينَ وخيرُ رَبْعٍ مؤتمنْ
وبنوا أوالٍ أصغر القومِ بهم ***** نسَّاكُ ليلٍ والجباهُ لهَا ثِفنْ
كانتْ صلاةُ الليلَ غايةَ سؤْلهمْ ***** ومُنى الفؤادِ كتُرسِ حربٍ أو مِجَنْ
يحدوهمو حبَّ النبي وآلهِ ***** سبلَ السَّلام وللنجاةِ همُ السَّفنْ
*****
ويلٌ لآل خليفةٍ من غيِّهمْ ***** يهتزُّعرشُ اللهِ من هولِ الفتنْ
العاقرينَ الحقَّ ظلمًا من قفىً ***** الوائدينَ الطُّهرَ غيْهبَ ذي إحَنْ
الناشرينَ العُهرَ فِي وَطَنِ الهُدى ***** مستوردينَ المُومِسَاتِ ذوي المُجُنْ
المغرقينَ الأرضَ من خمرٍ غدَى ***** يُنباعُ في كلِّ البلادِ على عَلنْ
الهادمينَ بيوتَ ربِّكَ ذي العُلا ***** المُحْرقي القرآنَ عُبَّادُ الوَثنْ
القاتلينَ النفسَ دونَ جنايةٍ ***** السَّاحقينَ كرامَةً حَنَقاً وَظنْ
السَّارقينَ الأرضَ والبترولَ لا ***** يُبقونَ حتى قطرةَ الماءِ الأسِنْ
المُشترينَ من الشئامِ جنودَهمْ ***** من أرضِ باكستانَ أو أرضِ اليمنْ
من جُندِ عفلقَ من صدامَ مَنْ ***** قتلوا العِراقَ لأجلِ فكرِهِمُ العَفِنْ
المَالئونَ سُجونهمْ برجَالنَا ***** ونسائنَا والطفلُ أصبحَ مُرتهنْ
شُحْبُ الوجوهِ منَ العذاباتِ التي ***** جعلتْ خليلَ الصَّبر مُنهَارا يئنْ
فهناكَ يقبعُ خيرةُ الوطنِ الذي ***** تفديهِ أنفسُنا ونرخِصُهُ الثمنْ
وهناكَ يصدَحُ قلبُ طُهرٍ نيِّرٍ ***** فإذا سُدولُ الليلِ آواهًا يَجِنْ
لا لنْ يُفَتَّ العزمُ منكَ مُشيمعٌ ***** إذْ أنتَ قدْمُوسُ الجبالِ عَلى قننْ
يَا طيلسَانَ الوعْيِ في بحريننا ***** تحمي الذُّمارَ لذا الفَخارُ بكَ اقترَنْ
لمْ يستطيعوا سَجْنَ فكركَ سيِّدي ***** سَجنوا غباءً منهمُ لكمُ البَدَنْ
|
|