تتمة: المرجع المدرسي يؤكد أن استقرار ووحدة البلاد بتطبيق (اللامركزية) وليس الاقاليم
|
وقال سماحته: " إن الوضع في العراق يختلف عما موجود في غيره من البلدان فهو حالة استثنائية ويعيش ظروفاً حرجة، لذا لا يستطيع احد ان يدعي انه بين عشية وضحاها بامكانه ان يغير الوضع نحو الاحسن". وأورد سماحته أمثلة عديدة من المشاكل والازمات التي وصفها بأنها باتت اشبه بالمزمنة والمتسعصية، مؤكدا انها لا تحل بالوعود والشعارات واثارة وإدامة الخلافات. وفي سياق حديثه عن الآلية الصحيحة للحل والمخرج من مستنقع المشاكل ، أكد سماحته على تحمل المسؤولية من قبل الجميع ، فالمهمة والمسؤولية ليست منحصرة في شخص رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية أو هذا الوزير او ذاك المسؤول وهذا المحكوم وذاك.. وحتى إن ادّعى احد مهما كان منصبه بان سيفعل ما يفعل... فانه محكوم بالفشل ، والسبب واضح ولا حاجة للتبيين اكثر، فالبلد في حالة غير طبيعية، والدولة او مايمكن وصفه ببقايا دولة ليست على أسس سليمة، مما يفرض على الجميع المشاركة لحل جميع المشاكل، لا أن تكون هذه الوزارة وتلك المؤسسة او هذا الملف وذاك، محلاً لتسجيل النقاط من قبل كل طرف ضد الاخر او لتقسيم الغنائم والمكاسب وفق الفئويات و الانتماءات، متجاهلين معايير الكفاءة والنزاهة..". مضيفا ان " من حق كل انسان البحث عن الحل... وهو يكمن في ازالة كل الفوارق المصطنعة التي ما انزل الله بها من سلطان. فلابد من إلغاء الاسماء غير المقدسة والانتماءات غير الوطنية، وان نفكر بشكل جماعي، ونتصور انفسنا وكأننا في سفينة واحدة وسط الامواج العاتية التي تهدد السفينة ومن عليها بالغرق .. ".واشار من ناحية آخرى الى ان "العراق، بلدٌ يحظى بامكانات كبيرة و وافرة، وفيه شعب يقظ ومتعلم، يمتلك كفاءات عديدة، وله خزين من التقاليد الاجتماعية والقيم الايجابية، كما يمتلك الشجاعة والديناميكية، لكنه لا يستطيع الاستفادة من كل هذه القدرات والفرص، والسبب هو غياب المنهجية الصحيحة".واستشهد سماحته بالاية الكريمة( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) ودعا للعودة (الى حبل الله المتين، أن نعود الى قيمنا ومبادئنا، ففي العراق دستور و برلمان، ولكن يبدو أن ذلك مثل المادة الخام التي لم تصقل بعد وما يزال الغبار والشوائب تتراكم عليه، فكل المفردات الايجابية والحسنة في العراق لن تظهر إلا بعد الصقل والتفعيل وبعث روح الوحدة والوطن والعمل المشترك والمصالح المشتركة، وهذه ليست مسؤولية رئيس او مدير او قائد عسكري، إنما هي مسؤولية الجميع والشعب باكمله، وفي مقدمتهم العلماء، وهم يقفون في قمة المسؤولية، ومعهم الحوزات العلمية، وكذلك هي مسؤولية مؤسسات الدولة والكتل السياسية الحاكمة". وحذر سماحته من مغبة استنساخ نماذج الحلول من الخارج، ودعا الى معالجة الحالة العراقية من خلال رؤية واقعية، وقال موضحاً: ان العراق اليوم " أشبه ما يكون بالانسان المريض في حالة حرجة، فيجب ان يُعالج بالشكل الذي تناسب حالته وظروفه الصحية، إذن؛ لا يجب ان يترك الوضع العراقي على حالته، كما لا يغتفر أي خطأ فني او أي عمل متهور او تدخل خارجي لأي سبب من الاسباب، لأن هذا ربما ينتج اثارا سيئة جدا على هذا الشعب باكمله، لذا لا يجب ان نجلس وننتظر حتى تأتينا مشكلة من من هنا وهناك، او الخارج ، وتسبب لنا وضعاً سيئا، ثم نجلس بعدها لنفكر في الحل".
|
|