لبيك اللّهم لبيك .. في الحجّ ومشاعره إسقاط لتبريرات التكفيريين
|
فيما كان المسلمون يلبون نداء الرّب سبحانه ويتوجهون على مدى الاسبوعين الماضيين الى الديار المقدسة لاداء مناسك الحج، كان وعاظ السلاطين، وادعياء العلم من مشايخ ومفتي الوهابية، في السعودية والكويت، يشنون هجوما قذرا على المؤمنين ومذهب اهل البيت(ع) والمراقد المقدسة، مهددين بأن هذه المراقد المطهرة سوف تتكسر وتُزال !، بحسب ماقال وتمنى الداعية الوهابي والنائب في البرلمان الكويتي محمد هايف . وقبل ذلك صعد مايسمى بإمام المسجد النبوي ، الناصبي عبد الرحمن الحذيفي المنبر ليقول مايشبه هذه التخرصات ، مكفرا من اتباع مذهب اهل البيت(ع) وطاعنا في ولائهم وعقائدهم. كما قام مجرم ناصبي يقوم بإمامة مسجد في منطقة الاحمدي الكويتية بالتفوه بتخرصات وبذاءات وصف فيها زيارة كربلاء المقدسة بأنها اعظم وأشد وأسوأ من فاحشة " الزنى"، وشرّك، وكفر المواطنين سنة وشيعة ممن يقومون بزيارة المراقد.
لن ننحدر الى مستوى فكر وخطاب ولغة هولاء المكفرين الذين ابتليت بهم وبسفاهاتهم كل الأمة التي اشاعوا فيها بمواقفهم وفتاواهم السقيمة القتل والدمار و سفك الدماء، إنما وكمنوذج بسيط نورد هنا بعضا مما جاء في كتيب 35 حكمة من حكم الحج، لسماحة آية الله السيد هادي المُدرّسي (حفظه الله)، الذي تساءل في احد مقاطعه عن حجج هؤلاء التكفيريين، وكيف أنها تتساقط وتتهاوى إمام شعائر الحج ذاته، فيقول سماحته عن ذلك:
في الحج إسقاط لحجج المتطرفين الذين يتركون اللباب ويتمسكون بالقشور، ويتجاهلون المخبر، ويلتمسون المظهر، فربنا تعالى منزه عن شوائب المادة، فهو وحده المتجرد بالمطلق عن كل ما هو مادي، لكن خلقه من المادة، وإن اختلفت تلك المواد في مخلوقاته. فلا شيء منزها عن المادة إلا الله، أما نحن فمخلوقون مادّيون. ولهذا فقد جعل لنا بيتاً من الأحجار، وأمرنا بالطواف حوله، وجعل ذلك رمزاً لتوحيده وطالبنا بمخاطبة الحجر الأسود، وتقبيله، ودعانا للصلاة عند مقام إبراهيم نبيه، وأمرنا بالسعي حول تلّتين من الحجر هما الصفا والمروة. فمع انك في الحج تطوف حول أحجار جلبت من جبل أبي قبيس، إلا أن عملك هذا هو عين التوحيد وتصلي خلف مقام إبراهيم وهو حجر كان يقف عليه هذا النبي العظيم عند بناء البيت إلا انك تعبد الله بذلك. إذن ما معنى ما يقوله بعض الجهلة من أن الصلاة عند قبر أولياء الله شرك؟ أو ان السجود على تربة من كربلاء الحسين (ع) ، شرك؟
أنت في الحج تتوسل بموضع قدم إبراهيم وتعتبره وسيلة لكسب رضا الله، فلماذا إذن يكون التوسل بقبر رسول الله (ص) الذي يضم جسده الشريف شركاً؟. وأنت في الحج تسعى في البقعة التي مشت فيها هاجر، وهي زوجة نبي، فلماذا يكون الصعود على جبل النور شركاً، وهو مكان تعبد رسول الله (ص)؟. وأنت في الحج تستشفي بماء زمزم، والذي جرى من تحت قدم إسماعيل، لأنه رضي بان يذبح في سبيل الله، ولم يذبح. فلماذا إذن يكون الاستشفاء بالتربة التي أريقت عليها دماء الحسين(ع) في سبيل الله، شركاً؟. لقد أمر الله الملائكة بأن يسجدوا لآدم وكان ذلك عين التوحيد، لأن فيه طاعة الله. وكذلك السجود إلى الكعبة المشرفة، وهي مجرد أحجار، والتماس البركة من الحجر الأسود، حيث يستحب لمسه وتقبيله، فإذا فعلت ذلك أثابك الله، ومن ثم نفعك، وإذا لم تفعل خسرت الثواب، إذن أضرك. فلماذا يعتبر البعض حجراً لا يضر ولا ينفع؟. لقد اعتبر الله الوقوف بعرفات سبباً لنزول رحمته وبركاته على عباده، فلماذا يكون الوقوف عند ضريح رسول الله (ص) الذي أرسله ربه رحمة للعالمين شركاً؟ ومقام النبي محمد(ص) أعظم من مقام جميع الأنبياء، وأهل بيته أعظم قدراً من أهل بيت جميع الأنبياء، وهم أبواب رحمته، ووسيلة مغفرته. فلماذا يكون التوسل بهم شركاً؟...
|
|