تجاذب وصراع وقلق شعب
|
حسين الاعرجي
ما تسمعه من المواطن البسيط اليوم هو هاجس القلق من الواقع الذي يعيشه البلد اليوم مع ارتفاع وتيرة وحدة تبادل الخلافات و الاتهامات والتي وصلت حد الاشهار بها والتحدث بها علنا بين المسؤولين ونواب الكتل السياسية وعبر وسائل الاعلام، فتلك الكتلة وهذه الكتلة كلتاهما تتهم الاخرى بدكتاتورية السيطرة على هذه الوزارة او تلك، او في اتخاذ هذا القرار والموقف او ذاك، وكل منهما يصفي حساباته السياسية بهذا الاستهداف وبعناوين وذرائع شتى حتى بات المواطن لا يستطيع التمييز بين الصادق والكاذب وبين صاحب الحق وبين المدًعي له. فما يهم الشعب اليوم هو من يقدر على تقديم الامن والاستقرار والخدمة له ومن يشعر بهمومه فعلا ويحاول ايجاد الحلول لها وليس من الذين يتبادلون الاتهامات والصراع من اجل المكاسب الذاهبة بين ساعة واخرى. ففي الوقت الذي تتبادل تلك الكتل هذا الصراع هناك قوى واجندات خارجية، اقليمية و دولية، تتمنى عودة العراق الى مربع الاعوام القليلة المنصرمة، وما شهدته من تراجع امني وصل حد الخطر بنشوب حرب اهلية بين مكونات الشعب، والتي لولا اللطف الالهي وحكمة اصحاب العقول الراجحة واصحاب الكلمة المؤثرة لكان حصل في العراق ما لا يحمد عقباه، وما يتمناه اصحاب النوايا السيئة. ..
لو كان همنا الحقيقي الشعب ومصلحته لما كان واقع حالنا اليوم وصل الى ما هو عليه، فيما الافاعي والزنابير تحوم من حولنا وتحاول لدغنا ومن أي مكان من جسد العراق الذي ما عاد شعبه يتحمل لدغات جديدة فهو كله منهك مصاب بالجروح الاليمة والعميقة ولذا فليحاول اصحاب الشأن استعادة الفرصة لتغيير واقع الوطن لما يريح بال شعبه. .
|
|