تكسير العتبات المقدسة .. والوهابية !
|
فرج الخضري (*)
التصريح الذي "استفرغه" في قناة وصال ذلك النائب التكفيري القاعدي في البرلمان الكويتي، والخاص بالمراقد المقدسة وهو أن : (العتبات أبشرك راح تتكسر إن شاء الله العتبات هذه لن يكون لها أثر...)، لم يأت من فراغ، بل هو ركن مهم في عقيدة الوهابية الاستئصالية وهي (الهدم)، وقد طبقت عملياً منذ بداية تأسيس هذا المذهب، فالوهابيون ومنذ سنة 1801م وهم يهاجمون مدينتي كربلاء والنجف الشريفتين، وذلك لهدم المقامات المقدسة هناك، وقد نجحوا في حرق وهدم مقامي الإمام الحسين وأخيه العباس (سلام الله عليهم) بعد أن نهبوا وسرقوا الكنوز والجواهر وصفائح الذهب الموجودة في خزائن وجدران الأضرحة المباركة، وقاموا خلال هجومهم بقتل تسعة آلاف مدني بين مسن وطفل وامرأة بشكل وحشي، وحاولوا هدم مقام الإمام علي (عليه السلام) في النجف الأشرف لكن أسوار وأهالي المدينة تصدوا لهم، وهناك عشرات المصادر تذكر التفاصيل البشعة مثل كتاب (أربعة قرون من تاريخ العراق)، وكذلك هدمهم للمساجد والمقامات والأضرحة في مكة والمدينة سنة 1925م وخاصة في البقيع الفرقد، الذي دفن فيه أكثر من عشرة آلاف من الصحابة، ومن الأضرحة التي هدمت، قبب ومقامات بنت النبي فاطمة الزهراء (صلوات الله عليهما وسلامه)، وأربعة من الأئمة المعصومين وهم الحسن المجتبى وزين العابدين والباقر والصادق (سلام الله عليهم)، ووالدا وجدا وأعمام وعمات وأبناء عم وزوجات الرسول الأعظم (صلوات الله وسلامه عليهم)، ومرضعته، وكان هناك أكثر من 44 مسجداً تاريخياً مباركاً في بلاد الحجاز تم مسحها جميعاً من قبل الوهابية، وهناك كتاب قيم للأستاذ (السني) د.عمر عبدالله كامل وآخرين بعنوان (لا ذرائع لهدم آثار النبوة)، ينتقد ويناقش فيه علماء الوهابية المعاصرين حول أسباب وفتاوى هدم هذه الكنوز الدينية والتراثية والتاريخية، وحتى المسجد النبوي حاولوا هدمه، لكنهم خافوا من انقلاب الأمة الإسلامية عليهم.
وامتد جرمهم إلى يومنا هذا بتفجير ذراع الوهابية العسكري (القاعدة) لمقام الإمامين العسكريين صلوات الله عليهما في سامراء سنتي 2006م و2007م، وأصدر فقهاء الوهابية فتاوى تحرض على تفجير باقي المقامات وخاصةً مقامات الإمام الحسين والإمام علي والسيدة زينب وأبي الفضل العباس (صلوات الله عليهم) وذلك سنة 2007م وكان من ضمنهم الكويتي (ح.ع)، وأسسوا لجانا إنترنتية خليجية تحت إشراف طلبة جامعة محمد بن سعود وذلك لتطبيق هذا البرنامج الجهنمي. وبدأ الوهابيون بتطبيق فتاوى الهدم كل في بلده، ففي مصر الكنانة التي أفتى بكفرها محمد بن عبدالوهاب في كتابه (الفتح المجيد) وذلك لأن أهل السنة فيها يعتقدون بسيدي (أحمد البدوي)، فقد قام الوهابية هناك بهدم الأضرحة ومنها اربعة أضرحة في منطقة (القليوب)، مما دعا مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر أن يرد بفتوى بأن هذه الأفعال (محرمة شرعاً)، وصرح مفتي الديار المصرية د.علي جمعة معلقاً : (يقطع الله يد كل من يطالب بهدم ضريح الإمام الحسين عليه السلام)، وذلك بعد مطالبة الوهابيين المصريين بهدم مقامات الشهيد الحسين والسيدتين زينب ونفيسة سلام الله عليهم.
وانتشر سعار الهدم الوهابي في ليبيا واليمن والعراق والبحرين وغيرها... إلى أن وصل إلى الكويت، ليحيي ويجدد ما قام به الوهابية قبل سنوات من جريمة هدم مقام الخضر (عليه السلام) في فيلكا، إذا فالمذهب الوهابي هو ذلك الرافد الذي يغذي هذا الطرح الخطير والطائفي والتكفيري، وهو منطق الهدم والمسح والتفجير والنحر والذبح، وهؤلاء هم أصحابه، فماذا أنتم فاعلون..؟
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، صلوات الله عليهم والحمدلله عدد ما حمده الحامدون..
(*) كاتب وناشط كويتي
|
|