مملكة الشاعر
|
*رحيم شاهر
لنا بيت قديم
متواضع في الزمن الغابر
من ذكريات الطفولة
نبتت حوله ازهار الاحلام
ولكم كان والدي كادحاً
في اعماق التعب
لكنه كان يعيش في مملكة بستان ندّية
يجوب أطرافها المترامية
كانه سرجون بهيأته الظامئة
بعطش النخيل
ويشماغه المكور بعدة شقاء السنين
كانت مملكته (بستانه)
تتاخم الحدود شرقا
وبالقرب من تلك الحدود
المحاطة بنهر عدني ابيض
كان يقيم مراسيم تتويج الحقول
وتوسيم صدور النخيل
واستقبال بشائر الفصول
وتوديعها في حفل (ديمقراطي) للطيور
وكانت الشمس ترسل ابتاسمة اشراقها
الى الناس من نوافذ سعف النخيل
المزدحم كغابات الامازون
وفي الاصيل الساحر تتدحرج الى أفق أحمر بعيد
في بيتنا ذاك
وفي هزيعات الليالي
المتوجّسة
بصمت حذر
كنا نسمع صوتا
متصلا
يجر اذياله
الى اسماعنا
من اعماق
ذلك الظلام البعيد الصاخب
بنقيق الضفادع
الملهم بخوف العفاريت
صوت يمتزج فيه الانين والحشرجات
وتنساب في صداه ذيول القطارات
على امتداد طريق متعرّج
بين احتفاء النخيل والطيور
ذلك صدى بعيد
كان يقول
ولد في هذه المملكة
شاعر
له شأن الازل
|
|