شهر ربيع القرآن
|
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "ألا من تعلم القرآن وعلّمه وعمل بما فيه فأنا له سائق إلى الجنة، ودليل إلى الجنة". وقال صلى الله عليه وآله: "ما من رجل علم ولده القرآن إلا توج الله أبويه يوم القيامة بتاج الملك، وكسيا حلتين لم ير الناس مثلهما".وروي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: " من علم ولداً له القرآن قلده قلادة يعجب منها الأولون والآخرون يوم القيامة" .وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: " حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه، ويعلمه القرآن" .
كيف نورث ذرياتنا القرآن؟
نحن نعلم علم اليقين أننا جميعاً راحلون، وأن الذي يبقى من بعدنا هو ذرياتنا، ولذلك كنا مسؤولين عنها، وهذه المسؤولية ليست إلاّ أن نخلّف لهم تراثاً مفيداً؛ وأنعم بالقرآن تراثاً، كما جعل إبراهيم الخليل عليه السلام التوحيد تراثاً في عقبه (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).ولكن كيف نتمكن من أن نورّث ذرياتنا القرآن؟. والجواب كما بحسب الرؤى الرسالية التي يقدمها سماحة المرجع المُدرّسي دام ظله، يقول: اننا نتمكن من ذلك عبر الطرق التالية:
1- أن نحبّب القرآن إليهم، ونقربه من نفوسهم بانواع التقريب والترغيب. 2- أن نعلّمهم القرآن، حتى لو استدعى ذلك الوقت والمال والجهد الكبير، وبالذات أن نسعى إلى تعليمهم في سنّيهم الأولى. 3- أن نعلّمهم التدبر في آيات الله، وكيفية الاستفادة منها، وتحويل القرآن في أنظارهم إلى بصيرة وعبرة يكرسونها في حياتهم ويعودون إليها في كل وقت وحين. 4- أن نشجعهم بتقديم الجوائز والهدايا لهم لحفظ القرآن، فإنهم إذا حفظوه امتزجت بضمائرهم وعقولهم الثقافة القرآنية الأصيلة. وبهذه الطرق وغيرها نجعل القرآن الكريم مستمراً في أعقابنا، فنضمن عند ذلك سلامتهم واستقامتهم وإيمانهم، ونضمن أيضاً خلاصنا من مساءلة الرب لنا في يوم القيامة، إذ كلما قرأ أولادنا كتاب الله أو استفادوا أو أفادوا منه، كان ذلك لنا حسنات، حتى وإن كنا قد غادرنا الدنيا، فإن من سنّ سنّةً حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
******
كلامكم نور
لمن صام يوماً في شدَّة الحرّ
قال الامام الصادق (عليه السلام) : من صام لله عز وجل يوماً في شدَّة الحرِّ فأصابه ظمأ، وكّل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه، حتّى إذا أفطر قال الله عز وجل له : ما أطيب ريحك وروحك. ملائكتي اشهدوا أنّي قد غفرت له. وعنه ايضا عن آبائه (عليهم السلام)؛ أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه : ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب ؟ قالوا : بلى. قال : الصوم يسوِّد وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحبُّ في الله والموازرة على العمل الصالـح يقطع دابره، والاستغفــار يقطع وتينــه. ولكل شيء زكاة، وزكاة الأبدان الصيام.
******
ودعاؤكم فيه مُستجاب
اِلـهي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائي، وَهَرَبْتُ اِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ اَهْوائي، وَعَلَّقْتُ بِاَطْرافِ حِبالِكَ اَنامِلَ وَلائي، فَاْصْفَحِ اللّـهُمَّ عَمّا كُنْتُ اَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلي وَخَطئي، وَاَقِلْني مِنْ صَرْعَةِ رِدائي فَاِنَّكَ سَيِّدي وَمَوْلاي وَمُعْتَمَدي وَرَجائي وَاَنْتَ غايَةُ مَطْلُوبي وَمُناي في مُنْقَلَبي وَمَثْواي. اِلـهي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكيناً الْتَجَأَ اِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِباً، اَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ اِلى جَنابِكَ ساعِياً، اَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمآناً وَرَدَ اِلى حِياضِكَ شارِباً، كَلاّ وَحِياضُكَ مُتْرَعَةٌ في ضَنْكِ الُْمحُولِ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالْوُغُولِ، وَاَنْتَ غايَةُ الْمَسْؤولِ وَنِهايَةُ الْمَأمُولِ. اِلـهي هذِهِ اَزِمَّةُ نَفْسي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِكَ، وَهذِهِ اَعْباءُ ذُنُوبي دَرَأتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَهذِهِ اَهْوائِي الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُها اِلى جَنابِ لُطْفِكَ وَرَأفَتِكَ.
|
|