من المواقف الخالدة
حتى (الشقاوات) يلتزمون فتوى مرجع التقليد
|
إعداد / نبيل حمودي
عُرف عن الفتوى الشهيرة بتحريم استخدام التبغ المنتج بريطانياً في ايران، الالتزام الواسع والكبير في أوساط الشعب الايراني، احتجاجاً على قرار بيع الملك القاجاري ناصر الدين شاه، امتياز زراعة وانتاج التبغ الايراني الى إحدى الشركات البريطانية مقابل بضع ليرات ذهبية، ويذكر التاريخ أن المساجد والحسينيات والبيوت أصبحت مآذن لإبلاغ الفتوى الشهيرة التي أصدرها المرجع الكبير الراحل الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي (طاب ثراه).
اخترقت الفتوى الى قصر الملك القاجاري الذي طلب (النرجيلة) كعادته وكان مدمناً عليها، فجاءه الجواب من الخدم، بان زوجته حطمت جميع (النرجيلات) امتثالاً لأمر مرجع التقليد بحرمة تدخين التبغ! وكذلك كان حال شرائح أخرى من المجتمع الايراني.
وفي إحدى الأيام كان عدد من (الشقاوات) يجلسون في إحدى مقاهي طهران، التي كان يكثر فيها هذا النمط من الأفراد، وما أن سمعوا بالإبلاغ عن حرمة تدخين التبغ والنرجيلة، انتفضوا فجأة ونحوا النرجيلات جانباً ممتنعين عن التدخين، ولما سُئلوا عن السبب، قالوا طاعة لمرجع التقليد، فقيل لهم: ما أنتم وفتوى مرجع التقليد...؟! وانتم ترتكبون أنواع المحرمات والمنكرات،
فأجابوا: صحيح إننا نفعل المعاصي، ولكن لدينا أمل بالرسول الأعظم وأهل بيته (صلوات الله عليهم) بأن يشفعوا لنا عند الله ويطلبوا لنا المغفرة بعد ان نتوب إلى الله تعالى، والميرزا الشيرازي اليوم هو نائبهم وحامي شرعهم ومؤديه إلى الناس ونحن نأمل أن يشفع لنا عندهم، فإذا أغضبناه من الذي سيشفع لنا ويسأل من الله غفران ذنوبنا؟!
وللعلم فان فتوى الميرزا الشيرازي صدرت من مدينة سامراء والتزام الناس والمؤمنين كان في ايران، وهم لا يرون مرجعهم، وهو مرجع الطائفة بأكملها، ولم تكن هناك وسيلة اعلامية لنقل الصوت أو الصورة للتفاعل مع هذا المرجع ومع أحاديثه، إذن؛ التفاعل والإيمان كان له منشأ آخر هو القلب السليم والنفوس المطمئنة، وهؤلاء لم يسمحوا لأحد أو لجهة بأن تكون حائلاً بينهم وبين مرجعهم وملاذهم الوحيد ومحور ايمانهم وعقيدتهم، وإلا لما كان ثمة شيء يجبرهم على الالتزام بالفتوى وحرمان أنفسهم لذة معينة طالما نشهدها اليوم، ولا من ناصح أو وازع يقوّم مسيرة الشباب والرجال بشكل عام بالاقلاع عن عادة التدخين.
|
|