قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
سماحةالمرجع المُدرّسي لدى استقباله لوفود وجموع من الزائرين من داخل العراق وخارجه:
زيارة الاربعين كانت تعبيراًَ مدوياً عن الولاء وشعبنا لن يرضخ للترهيب اوالترغيب
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ كربلاء المقدسة:
وصف سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله"،زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام، المليونية، في عموم العراق وفي كربلاء بالذات بأنها "كانت تعبيراًَ مدوياً عن الولاء وتجديداً لعهد الميثاق مع اهل البيت (ع) ومع الامام الحسين (ع)، و اعظم رسالة بعثها زوار ابي عبد الله (ع) الى العالم كله والى بعض الدول الاقليمية.. بأننا شعب لايمكن ان يُبعدنا أحد عن ائمة الهدى و قد عقدنا العزم على ان نبقى معهم نوالي من والاهم ونعادي من عاداهم الى يوم القيامة وأن الترهيب والترغيب، وكل المحاولات الارهابية وكل المؤمرات سوف تتلاشى على صخرة الصمود التي آلينا على انفسنا ان نبقى عليها".واصفا ذلك بأنه "رسالة مهمة وتأريخية لاتتكرر عادةً في تاريخ الشعوب كثيرا". واضاف سماحته لدى استقباله خلال اليومين الماضيين بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، وفودا علمائية ورسمية، وجموعا من الزائرين، من عدة مدن في المنطقة الشرقية بالسعودية، والبحرين، ومن محافظات البلاد، أن "شعبا من الشعوب قد يقرر مثلا في استفتاء عام ان يبدل النظام الملكي الى نظام الجمهوري او ان يتبع دستوراً جديداً، لكن شعبنا وأستفتاءه الحسيني هذا يتكرر كل عام عدة مرات، في زيار ة الاربعين مرة وفي زيارة 15 شعبان مرة اخرى وفي زيارة عاشوراء ايضا.. ليقول لعل أحداً ينسى او أن أحدا لم يسمع او لم ينتبه، بأننا نحن هذه عزيمتنا وارادتنا و ولايتنا وتبقى معنا الى الحشر إن شاء الله".وقال سماحته " هذه رسالة، وهي في الحقيقة الشيء الذي لا بد للآخرين ان يستفيدوا منه، وان لم يفهموه فهذه مشكلتهم، اما الرسالة الثانية التي بعثها الشعب العراقي في هذه المسيرات الضخمة العظيمة فهي اننا مع الدين، الامام الحسين عليه السلام هو قائد ديني، وقائد الحياة، هو قمة الايمان وقمة العرفان وخلاصة الدين، لا يستطيع احد أن يقول خلاف ذلك، اذا كنت تريد مصباحا منيرا فهو مصباح الهدى، اذا كنت تريد نجاة من مخاطر الدنيا والآخرة فهو سفينة النجاة..."
واوضح بالقول " هذه هي الرسالة التي يؤكدها هذا الشعب، يقول للناس والعالم نحن مع الدين ومع اخلاق وقيم وتعاليم الدين، ومن يريد ان يضحك او يستهزئ بنا إنما يستهزئ و يضحك على نفسه، ولا يستطيع ان يفصلنا عن ديننا، وأننا مع علماء الدين ،مع من يمثل نهج الامام الحسين عليه السلام، والمراجع والعلماء والحوزات الدينية .. هذه رسائل الشعب العراقي بعثها ونشرها في العالم وكانت هذه الرسائل موجزة وجدية ومؤكدة".وتابع بالقول "المهمة انجزت، المؤمنون اجتمعوا، و عبروا عن رأيهم وارادتهم وتطلعهم، وطرحوا شعاراتهم المعبرة عن ذلك، وتكاتفوا ووحدوا انفسهم، وتعاونوا فلم ترَ مؤمناً اتى لزيارة كربلاء وهو ينظر الى اخيه المؤمن الآخر نظرة سلبية، كلهم احباء، جنود في مسيرة الامام الحسين عليه السلام، شعارهم واحد ورايتهم واحدة، و الآن يعودون من كربلاء، ولكن السؤال هل يعودون ويبقون على ذات النَفَس والروح العالية هذه ام لا ؟..". واضاف" ندعو ونرجو ان نعود كما جئنا، بنفس العزم ونفس الهمة، كل يعود الى بيته، الى مدينته، الى بلده، فليفكر انه جاء الى كربلاء لزيارة الامام الحسين عليه السلام وبايعه وجدد الميثاق عنده، فماهي مسؤوليته، وما هو واجبه بعد الزيارة؟، فيتخذ إن شاء الله قراره بعزم أن واجبي هو أن اترجم هذا الميثاق وأُفعّله الى سلوك الى مواقف والى انتماء والى تعاون على منهج ابي عبد الله الحسين (ع) الذي قال له كل زائر منا : انا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم. وانصر هذا النهج بالسعي للاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح ذات البين، وتزكية النفوس والاخلاق والتناصح بالحسنى والعطاء، والاحسان للآخرين، وحسن التربية والعلاقات داخل العائلة، وجماع ذلك كله التفقه في الدين وزيادة العلم والمعرفة بما يخدم المجتمع ويبنيه" مضيفا "فنتعلم على الخدمة وعلى الاحسان والتعاون، ذلك النظام الذي كان يحكم العراقيين حولهم حسب تعبير احدهم الى رذاذ لكي يخاف احدهم من الآخر، ويكون احدهم ضد الآخر، الآن نحن خرجنا من قوقعة وسجن وهيمنة ذلك النظام الفاسد، لكن تلك الحالات قسم منها باقية لحد الآن للاسف، كأن لا نثق ولا نحب بعضنا ولا نتعاون مع بعضنا البعض وكأنه صعب علينا ان نتعاون !؟، لابد ان نغير هذه الثقافة، فنحب ونتفاهم ونتعاون فيما بيننا وأن ينظر كل منا الى الآخر بما لديه ويحمل من الايجابيات وليس السلبيات، فنحب للناس ما نحب لانفسنا، ويصفح ويعذر بعضنا البعض فكلنا معرضون للخطأ ..".