قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
سماحة المرجع المُدرّسي مستقبلا جموعا من وفود الحجيج في مكة المكرمة:
الحج فرصة للقرارات الكبرى والتحرر من "اليأس و التردد “في طريق النهوض و الاصلاح
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة علي القطيفي/الهدى :
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)، بأن الحج “اكتسب أهمية كبيرة في الحاضر والماضي، كونه شهد أحداث وقرارات كبرى غيرت مسار التاريخ، وقد اتخذت في موسم الحج، كبيعة العقبة للنبي (صلى الله عليه وآله) تحت الشجرة، وما أعلنه (ص) في حجة الوداع عن تكافؤ دماء المسلمين وحرمتها، والحلف الدفاعي بينهم، بل إن رسول الله بُعيد هذه الحجة، أصدر أهم مرسوم على الإطلاق تمثل في تنصيب الإمام علي (عليه السلام) ولياً له من بعده، في غدير خم. ."، جاء ذلك في حديث له لدى استقباله عددا من علماء دين وحجاجاً من العراق بمقر بعثة الحج الدينية بمكة المكرمة،كما ذكر سماحته بأن التاريخ يروي أحداثاً كبيرة أخرى جرت في أيام الحج “مثل إعلان بعض الثورات من مكة المكرمة، ويكفي أن الإعلان الرسمي لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت في أيام الحج.."، واستخلص سماحته من ذلك بأن “الفرصة متاحة للإنسان على المستوى الفردي والاجتماعي بأن يصنع حركة تغييرية تتخذ من الحج بداية هامة لإحداث نقلة مفصلية في حياة الإنسان كفرد، وفي حياة المجتمعات..".
وفي كلمة اخرى القاها سماحته على حشد من وفود الحجيج في مقر بعثته في مكة المكرمة، اكد في جانب منها على أهمية "طلب الإنسان نظرة الرحمة والبركة من الله سبحانه وتعالى، وطلب التحول النوعي لا الكمي في حياتنا، على صعيد الفرد والمجتمع. .". كما وجه سماحته الحجاج بأن يتحرروا "من اليأس أو التردد" ويكون لديهم حسن الظن الكبير والعظيم برحمة ربهم وغفرانه لهم، وأن يبتعدوا عن "الشبهات وعن التشكيك من أن الله لا يستجيب لهم بعد أن وفقهم سبحانه لاداء فريضة الحج والوقوف أمام الكعبة المشرفة وعرفات وسائر المشاعر" لافتا الى أن اليأس والشك برحمة ومغفرة الله تعالى لعباده المؤمنين التائبين بعد ادائهم لهذه الفريضة طائعين مخلصين مستغفرين "يُعد من اشد الذنوب واعظمها" وفق روايات اهل البيت عليهم السلام. وختم سماحته حديثه عن القنوات التي يحصل منها الإنسان على مزيد من الرحمة والبركة في الحج، معتبرا أن أهم هذه القنوات هي "أن يطلب الإنسان من الله أن يوسع وينمي في وعيه وعقله ويخلص في نيته وعبوديته، ويعطيه الطموح والتطلع، وأن يوسع أفق ادراكه وتطلعه ومكارم اخلاقه وادبه ليتحرك إلى الأمام بروح ملؤها الامل والعزيمة..". مشيرا الى أن من قنوات ودواعي البركة والرحمة ايضا حسن الظن بالاخرين، والتعامل معهم بروح الاخاء والتعاون، فهناك بركة اخرى في مضمار الحج تتمثل في قدرة الإنسان في التعارف و التعامل مع الناس واكتشاف إيجابياتهم من أجل التعلم والاستفادة منها، وليس التفتيش عن سلبياتهم..".
فرصة لإحداث التحول في حياة الناس بعيداً عن دوامة التقاليد
وفي كلمة اخرى ألقاها على عدد من الوفود والحجيج الذين وفدوا على مقر بمقر بعثة الحج الدينية لسماحته في مكة المكرمة، أكد سماحة المرجع المدرسي (دام ظله) بأن فريضة الحج تعتبر "فرصة للإنسان بأن يراجع نفسه ويحدث تحولاً في حياته على المستوى الفردي، لا أن يعيش في دوامة الاغلال و التقاليد والاعراف غير السليمة، وإن أخطر ما يصيب الإنسان هو أن يدخل شرنقة لا يستطيع معها أن يغير من واقعه شيئاً".
وأضاف سماحته بالقول إن "الإنسان إذا ما أراد أن يخرج من واقعه، فإنه يحتاج إلى قرار، وإلى لحظة تأمل، ربما لا يجد هذه اللحظة في سائر أيامه، ولعل الله جلا وعلا أمرنا بالحج لهذا الهدف الأساسي الذي عبر عنه في الآية بوقله سبحانه : ليشهدوا منافع لهم". ولفت سماحته إلى أن الإنسان "في كثير من الأحيان وهو يعيش دوامة العمل لا يسأل: ما الهدف؟. لذلك يُعتبر الحج فرصة عليه انتهازها ليعيد النظر في أفكاره وتحركاته، فهو لا يتغير بمجرد مرافقته لشخص ما، بل بإرادته وقراره لتغيير نفسه، ومن ثم السعي للتغير الايجابي في مجتمعه و محيطه الاوسع..".