سماحة المرجع المُدرّسي: الحج رسالة الوحدة والتوحيد والوسطية و احترام الناس
|
علي القطيفي/الهدى :
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) إن للحج رسالة عظيمة تتمثل في جانب منها أن الله تعالى اختار طائفة من عباده جعل في أفئدتهم هوى الإيمان، واستقطبهم لبيت الله الحرام انطلاقاً من دعوة إبراهيم (عليه السلام)، وأمر الرب في قوله جل شأنه (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). وأردف سماحته في كلمة ألقاها على حشود من الوفود والحجيج بمقر بعثة الحج الدينية لسماحته بمكة المكرمة، بالقول أن "هذه الحشود الكبيرة من المسلمين، في هذه الضيافة الكبرى، في رحاب البيت الحرام ووادي عرفات ومزدلفة ومنى وسائر المواقف والمواطن المشرفة، عليهم أن يحملوا رسالة الحج وروحه إلى الناس كافة، وهي رسالة المرامة والتواضع و المحبة والاخلاص والتعاون ونبذ العصبيات الجاهلية والفوارق الزائفة بين عباد الله تعالى. .".واضاف بأن “هذه القبلة هي المحور الذي نتوجه في كل أوقاتنا إليها، وحين نأتي للحج، فإننا نؤكد هذه المحورية في الطواف، فهاهنا، وفي هذه الشعائر تتنزل رحمته تعالى، ومن خلالها تنتشر في أرجاء الأرض".
وعدّ سماحة المرجع المدرسي بأن رسالة الحج هي "رسالة الوسطية التي تعني من جهة، الأمة الواحدة، التي تتجلى عندما نفيض من حيث أفاض الناس، وعندما نقف جميعاً في عرفة، ونجتمع في مزدلفة"، مضيفاً بأن “الله سبحانه وتعالى يريد لنا جميعا عبر هذه الشعيرة العظيمة أن نخلص له العبودية ونتجرد عن ذواتنا واهوائنا، و أن نتعارف ونتعاون و نندمج ونتلاحم، ونشهد بأعيننا- وليس بقلوبنا فحسب- وحدة الأمة، والالتزام بوحدة المصير والمصالح..".
كما رأى سماحته بأن الوسطية "تعني كذلك العدل بأخذ الأمور حسب استحقاقاتها، لا أن يعيش الإنسان نفسه ويستأثر وينعزل عن الآخرين ولايتفاعل معهم ومع مشاكلهم والامهم وآمالهم، ولا أن يقوم بفرض نفسه على الآخرين، أو تقوم طائفة بفرض إرادتها على الناس.."،مبيناً بأن الله سبحانه" دعانا للبيت الحرام، ليربينا على احترام الناس بل واحترام كل مخلوقاته بما فيها الطبيعة والحيوان..".وخلص سماحته في ختام كلمته بالقول أن الحجاج "إذا ما حققوا رسالة الحج التي أرادها الله، فعليهم أن يكونوا في الطليعة ويشهدوا ويقوموا بدفع الآخرين للدفاع عن حقوق الناس، وبالإهتمام بأوضاع المسلمين في شتى بقاع العالم"وحث سماحته "المسلمين الذين لم يأتوا للحج بأن يتعايشوا مع رسالة وروح الحج التي يجسدها الحجاج حتى انتهاء هذه الفريضة العظيمة، التي تشكل بوتقة معنوية تنصهر فيها النفوس المختلفة..".
|
|