بريد الرسائل (الدموية).. ينتقل من بغداد الى كربلاء والنجف والبصرة
المرجع المُدرّسي: الأعداء يتربصون بنا الدوائر ما يستدعي احتكام الجميع الى لغة العقل والاسراع بتشكيل الحكومة
|
الهدى/ محمد الموسوي:
عشية انعقاد ماوصف بـ"القمة" التي جمعت زعماء وقياديي الكتل السياسية في اربيل، وفي ظل مشهد سياسي معقد، ومفاوضات تتحكم بها "الشروط" والمواقف المتشجنة، لم تفضِ بعد ثمانية اشهر من الانتخابات بسوى مزيد من تأخير تشكيل الحكومة وانعقاد البرلمان، يواصل الارهاب تفخيخ بريده القاتل، وخروقاته المتوالية والخطيرة للملف الأمني، بسلسلة رسائل دموية انتقلت يوم أمس الاثنين من بغداد نحو محافظات الوسط والجنوب، بسيارات ملغمة ادت الى سقوط المزيد من الضحايا الابرياء من ابناء شعبنا الجريح، ومن زوار المراقد المقدسة. حيث ادى تفجير سيارة مفخخة قرب منطقة باب طويريج في مدينة كربلاء المقدسة الى استشهاد مالايقل عن 7 وجرح اكثر من 36 شخصا معظمهم زوار ايرانيون، بحسب ماأفاد مصدر طبي لـ"الهدى". واتهم محافظ كربلاء، أمال الدين الهر ازلام النظام البائد بالتفجير، واشار في تصريح له ان السيارة المفخخة كانت تحمل 60 كغم من مادة TNT، فيما ادى انفجار سيارة مفخخة في بمدينة النجف الاشرف الى استشهاد 8 وجرح 31 شخصا، بحسب مدير مكتب محافظ النجف،فائز شعبان. وفي البصرة انفجرت سيارة ثالثة ادت الى استشهاد ما لايقل عن 8 وجرح 30 اخرين جروح غالبيتهم خطرة، بحسب مصادر طبية.
وأدان مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي، التفجيرات الارهابية، واعتبر في بيان له، ان هذه الاعتداءات الجبانة ة الجرائم النكراء من قتل وترويع وتخريب، التي ارتكبتها الايادي الآثمة مع بداية شهر ذي الحجة الحرام في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والبصرة بالأمس، ومن قبلها في مناطق عديدة من العاصمة بغداد، والتي ادت لسقوط عدد كبير من الضحايا من ابناء شعبنا الصابر، ومن زوار المراقد المقدسة، بقدر ماتمثل من انتهاك صارخ لحرمات الدين والقيم والانسانية، فهي تعد أيضا ـ وللاسف الشديد ـ من تداعيات تأخير تشكيل الحكومة، واستمرار الخلافات والصراعات في المشهد السياسي، مايلقي بظلاله السيئة على الملف الأمني، وحيث يستغل الارهاب مايتوفر له من منافذ ومن خلل وقصور في هذا الملف لتنفيذ مخططاته وجرائمه القذرة. وأشار البيان الى أن الأعداء يتربصون بالشعب العراقي الدوائر مما يستدعي تكاتف الجهود والاسراع بتشكيل الحكومة، لإن مزيدا من التأخير يسهم في فتح باب العراق للارهابيين ومن يدعمهم من الاعداء، على مصراعيه، محذراً من مخاطر أكبر فيما لو لم يحتكم الجميع الى لغة العقل والتفاهم والمصلحة العامة.كما دعا البيان الاجهزة والمسؤولين الامنيين الى اليقظة وعدم الترهل في حفظ الأمن وبذل مزيد من الجهد لمعالجة الخلل والثغرات التي تسمح للارهابيين بتنفيذ مخططاتهم واهدافهم الجبانة، ولحماية ارواح وأمن المواطنين لأنهم أمانة في أعناقهم مهما تغيرت الحكومات وتوالت. وحث البيان الجماهير والقوات الامنية الى مزيد من التعاون والتلاحم فيما بينها، لتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وشعبه شراً. و اعرب البيان عن الاسف والألم الكبير لوقوع الضحايا الابرياء من ابناء الشعب، مدنيين ورجال أمن، ومن زوار، شهداء وجرحى على يد قوى الارهاب الآثم، معبرا عن عميق وخالص المواساة لذوي الضحايا، سائلا الباري تعالى أن يلهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان، وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
|
|