جدول إعمال بنقاط مستعصية قد تطيل (تأخير) الحكومة وتجعل (خميس) البرلمان في مهب التأجيل
من أربيل الى بغداد.. لعبة (الوقت) مستمرة وتفاؤل(حذر) يحيط بطاولة المفاوضات
|
الهدى/ علي التميمي:
بعد مرور ثمانية اشهر من (لعبة الوقت) التي لايزال الساسة يمارسونها لغاية اليوم، ساد مايمكن وصفه بـ(التفاؤل الحذر) اجواء مشاورات و(مفاوضات) تشكيل الحكومة بين زعماء وقيادة الكتل السياسية الذين تقاطروا على اربيل، الاثنين، وجلسوا على ماسميت بطاولة الكاكا (المستطيلة)، بدلا من طاولة السيد (المستديرة) التي كان دعا اليها السيد عمار الحكيم قبل نحو اربعة اشهر وجوبهت بالرفض من قبل ائتلاف دولة القانون. الجلسة التي استمرت لمدة ساعتين سادها الطابع البروتكولي والكلمات المتشابهة من حيث الدعوة إلى المشاركة الوطنية الحقيقية، فشهدت القاء (خطابات جميلة) من القادة السياسيين، حملت رسائل لايُعلم اهي للشعب ام للتبادل فيما بينهم ؟، الاّ انها من جانب آخر، وبحسب كثير من المراقبين، أشرّت الى وجود خلافات وعُقد وشروط مستعصية قد لايتمكن القادة من حسمها سريعا للتوصل الى اتفاق يسهم بتسريع تكشيل الحكومة، وتمهيدا لانعقاد جلسة البرلمان الموعودة، الخميس، والتي ـ في حال لم تسفر المفاوضات التي من المفترض ان تستمر عصر اليوم الثلاثاء في بغداد، عن نتائج حاسمة ـ فإنها ستكون في (مهب) التأجيل، او الانعقاد (البروتكولي) وفق افضل التوقعات.
ومن المؤمل أن يستكمل زعماء الكتل اجتماعاتهم اليوم في بغداد، لمناقشة جدول أعمال يحتوي على نحو 11 نقطة، ابرزها جلسة مجلس النواب الخميس، والمجلس الوطني للسياسيات العليا ومدى صلاحياته والزامية قراراته، ومايسمى بالمصالحة الوطنية، والالتزام بالدستور، و النظام الداخلي لمجلس الوزراء، و المساءلة والعدالة، و توزيع المناصب، والمسائل العالقة بين بغداد وأربيل، والضمانات التي من الممكن أن تسهم في الاتفاق على الرئاسات الثلاث، إضافة إلى نقاط أخرى تتعلق بعمل الحكومة المقبلة. وكل ذلك من نقاط جدول اعمال قال رئيس الوفد الكردي المفاوض روز نوري شاويس ان القادة صوتوا على بحثه في بغداد. واعترض طارق الهاشمي على أن هذه النقاط الخلافية لا يمكن حسمها في اجتماع القادة، وكان ينبغي أن تبحث في اللجان التمهيدية وترفع حولها توصيات إلى الاجتماع. ورد رئيس الوزراء نوري المالكي بالقول إن هذه النقاط تحتاج إلى فترة أشهر للاتفاق عليها، لذا اقترح اختصارها بالاتفاق على الرئاسات الثلاث وجلسة مجلس النواب الخميس المقبل. واوضح ان محاولة التوصل لاتفاق يلبي كل الطلبات قد يؤخر تشكيل الحكومة وأضاف أنه اذا قرر القادة الاتفاق على كل شيء فان الامر سيستغرق عاما أو عامين من الان لكنهم بحاجة للاتفاق على ما يمكنهم الاتفاق عليه.
وفيما عاد رئيس الجمهورية جلال طالباني إلى بغداد، في نفس اليوم (الاثنين)، بعد مشاركته في افتتاح اجتماع اربيل. جدد كل من رئيس الوزراء نوري المالكي، و اياد علاوي، مواقفهما السابقة ، وبدت الكلمات التي القاها كل منهما على طرفي نقيض رغم التلاقي في بعض النواحي. وقال المالكي " ان هناك "ثلاث نقاط مهمة هي الوحدة الوطنية والمصالحة والشراكة". ودعا الى "فتح صفحة جديدة لدفع التفاهم بين الكتل المختلفة والاسراع في تشكيل الحكومة وشراكة وطنية حقيقية حيث يجب ان يكون الشريك شريكا حقيقيا من اجل تجاوز الماضي بكل جراحاته". لكنه استدرك قائلا "ان البداية الجديدة مشروطة بالالتزام بالدستور بشكل كامل"، اي عدم الخوض في مسألة تعديل النص الدستوري مجددا. وفي المقابل، قال علاوي ان "المطلوب تحقيقه هو تشكيل حكومة سريعا وفق الاستحقاقات الانتخابية، تكون قادرة على تعديل مسار العملية السياسية". حسب تعبيره. ودعا الى ماوصفها بـ"المساواة في الحقوق والواجبات والصلاحيات"، وان "تكون الصلاحيات موزعة ومتساوية وضامنة بعيدا عن الطائفية" على حدّ قوله. ووصف كل من الطالباني والبرزاني، الاجتماع بـ"التأريخي" من إجل "إزالة الحساسيات الموجودة" و"كسر الحاجز النفسي" بين القادة السياسيين "لأنهم لم يجتمعوا قبل اليوم معاً" حسب تعبير البرزاني، وآملا أن "يتوصل الاجتماع الى اتفاق على تسمية الرئاسات الثلاث حتى يتم التصويت عليها في جلسة مجلس النواب المقررة يوم الخميس القادم".
|
|