ظاهرة
الخليج في مخاض..
|
من جميل العلي الى توفيق العامر
* حسن الحسني
ـ قال زميلي: من هو الشيخ توفيق العامر بحيث تنقلب المنطقة الشرقية في العربية السعودية للخروج في تظاهرات عارمة لاطلاق سراحه من السجن؟
ـ قلت: هو ربيب مدرسة التحدي الرسالي، ومعلوماتي عنه انه كان ذائباً ومهتماً في منهج التدبر في القرآن الحكيم، وهذا الأمر صقل شخصيته بشكل واضح.
ـ قال : هناك الكثير ممن يتحدوّن الفساد والظلم في ساحتنا، او الذين يهتمون بالقرآن الكريم، فلماذا لم ينحو هذا المنحى كما أشرت؟!
ـ قلت: القرآن الكريم مشروع حياة ـ اذا نظرنا إليه كما ينبغي ـ وإلاّ قد يتحول عند " البعض" الى مشروع هامشي ينفع لدفع بعض الامراض او للتبرك، او مجمعاً للعلوم البلاغية والنحوية والطبية..
ـ قال(مقاطعاً): وهو ايضاً كذلك لان في القرآن الكريم بركات كثيرة..
ـ قلت (مقاطعا ايضاً): نعم. .. .. دفع الامراض والتبرك والاهتمامات البلاغية و.. تعد من بركات القرآن الكريم الجانبية، ولكن هذا الكتاب المقدس لم ينزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله لهذا الهدف الهامشي، فالقرآن تعبير كتاب هداية قبل كل شيء، وتقصد بالهداية اي الهداية الشاملة وعلى كافة مرافق ومفاصل الحياة المختلفة، وان الشيخ توفيق العامر وابناء مدرسته تزودوا من القرآن الكريم وتعاملوا معه انه الاستاذ وهم التلاميذ فاعطاهم هذا الكتاب المقدس كل شيء!
ـ قال: بالتأكيد، فهناك ممن يرفع شعار القرآن ولكن ليجعله في زاوية الحياة ولكن هناك من يرفع شعار القرآن ليجعل منه راية للعنف والتفجيرات وقتل الابرياء.. فكيف ترى؟!
ـ قلت : مدرسة القرآن وكما ترجمته العترة الطاهرة تجعلك راية لتغير من العبودية والظلم من دون ملل او كسل او " انصاف حلول" ولكن دون تطرف او معصية الله في إيذاء الابرياء من البشر.
ـ قال: وما هي نظرتك للبحرانيين وثورة الشباب فيها هناك، وعلاقتة بالعربية السعودية؟
ـ قلت: ان الخطأ الكبير عندما تتنازل من (حقك) وانت تعرف هو ليس حقك بل (حق) الله والناس، فان مدرسة الشهيد جميل العلي الذي استشهد في زنزانات آل خليفة في مطلع الثمانينات لانه كان يريد التغير للنظام بشكل كامل.. فالسؤال أين كان الناس آنذاك؟
وهل يتجرأ اليوم نظام هكذا؟
ـ قال : تقصد.. ان مشكلتنا هم اصحاب (انصاف الحلول) الذين يعطون الانظمة الفاسدة : الفرصة للايغال في جرائمهم في الوقت الذي يدعونا القرآن الكريم الى (الحل الكامل)..؟
ـ قلت : احسنت: فالقرآن لم يعترف بـ (نصف ظالم) وغيره، فالحكم لله والشعب، هو صاحب الحق الذي يمنحه للحاكم الذي يكون مجرد (موظف) يتقاضى راتباً من الشعب لخدمته وليس العكس.
ـ قال: يبدو.. مع هذه الرؤية ان الخليج سيعيش مخاضاً عسيراً.
ـ قلت: ان القرآن الكريم هو البوصلة وهو مشروع الانسانية والسعادة في الدارين ولا مناص من ذلك ولابديل عنه!.
|
|