غضّ البصر في مواجهة الافلام الاباحية
|
*إعداد / زكي الناصر
"قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" (النور /30).
كما يكثر التحذير من مغبة الانجرار خلف المشاهد الاباحية، تزداد وتيرة العمل لتسهيل وصول الرجال وخاصة الشباب الى هكذا مشاهد سواء عبر الصورة الثابتة او من خلال القنوات الفضائية او الافلام السينمائية أو مواقع (الانترنت). وهنالك مقولة يتداولها الكثير بان كل ذلك ما هي إلا صور عابرة لا تترك أثراً في نفس الانسان وليست لها أضرار جانبية، لكن العلم الحديث – وكما عهدناه- يأتي هذه المرة ويؤيد تحذير القرآن الكريم من استخدام البصر للاثارات الجنسية خارج نطاق الحياة الزوجية.
فقد جاء في دراسة أمريكية جديدة إن الإدمان على مشاهدة الصور الجنسية والأفلام الإباحية يؤدي إلى خلل في نظام عمل الدماغ مما يفقد الزوج إحساسه بالاستقرار في بيته ويفقده الشعور بالسعادة مع زوجته ومن ثم تظهر المشاكل الزوجية التي قد تصل الى الطلاق.
وتتحدث أخصائية العلاج السلوكي (أندريا كوزاوسكي) حول أسباب هذه الظاهرة وتقول: بعد ممارسة الجنس، يفرز الدماغ مركب (دوبامين أوكسيتوسين) المسؤول عن الشعور بالسرور والحب، ولذلك تزداد متانة العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة. ولكن عندما يشاهد الرجل أفلام اباحية بكثرة، فإن دماغه يعتاد على إفراز هذه المادة دون وجود شريك حقيقي، وبالتالي تنحرف نقطة التوجيه في الدماغ من الشريك الحقيقي إلى الوهمي، ويبدأ التعود على اللذة المتأتية من هذه الأفلام.
وقد رصد الباحثون آلاف الحالات التي انتهت بالطلاق بسبب الإدمان على مشاهدة هذه الأفلام، وتقول دراسات أخرى: هناك آلاف الأسر تعيش حياة تعيسة بسبب انحراف الزوج عن الفطرة وإدمانه على مشاهدة أفلام الجنس. ويقول الباحثون: إن الشباب الذين يكبرون في هذا الجو من الجنس الخيالي تنشأ لديهم مشاكل على المستوى العصبي والعقلي تجعلهم ينفصلون عن عوائلهم وأسرهم، وتظهر عليهم مواقف متشنجة ومتوترة.
هنا تكون الصورة واضحة ومتكاملة أمام الشباب وايضاً الرجال بان الجنس غريزة أودعها الله تعالى في نفوسنا لنسيّرها في طريقها الصحيح الذي رسمه لنا تعالى، فهل من المعقول والصحيح ان نستخدم هذه الغريزة في طريق يرسمه لنا اصحاب المصالح المادية والنفوس المريضة؟
وهنالك الكثير من الاحاديث الشريفة التي تحذرنا من عواقب النظر الى المشاهد المثيرة، وهي بالحقيقة هبات ونعم لنا دون مقابل، فمن يقتطفها ويتخذها لنفسه نجا وسما، و روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حول الآية القرآنية التي صدرنا بها المقال انه قال: (لكل عضو حظّ من الزنا؛ والعين زناه النظر)، ومن عديد الاحاديث المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام في حرمة النظرة الحرام جاء: (اذا أبصر العين الشهوة عمى القلب عن العاقبة). وعنه عليه السلام أيضاً: (من غضّ طرفه قلّ اسفه وأمن تلفه).
|
|