قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

اليوم العالمي لنزع الحجاب!
خولة القزويني
زبيدة بارك عديدة، محامية اسبانية من اصول مغربية مسلمة ومحجبة، اعترضت امام السلطات القضائية الاسبانية على طردها من قاعة احدى المحاكم بعدما رفضت خلع حجابها!. ومن قبلها الشابة المصرية مروة التي قتلت على يد الشاب الالماني العنصري غدرا. وبلد عربي مسلم في شمال أفريقيا تهدد فيه فتاة محجبة بالاغتصاب بسبب ارتدائها الحجاب، اذ اقدمت عناصر من البوليس ترتدي لباسا مدنيا في احد احياء العاصمة المذكورة يوم 25 يناير عام 2008، وعلى مرأى ومسمع المارة على خلع حجاب حنان، الطالبة في علم الوراثة، من على رأسها والقائها ارضا، وذلك اثناء توجهها الى الكلية حيث قام احدهم بجرها لارغامها على الصعود الى سيارة الامن تحت التهديد والسب والشتم، لكنهم اخلوا سبيلها امام توسلاتها وصراخها.
وفي تصريح خطير لاحد رجال الاعمال في مصر انه انتقد تنامي الاتجاه الديني في مصر وزيادة عدد المحجبات (يقول: اشعر انني غريب وكأني في ايران!!) وقد قال انه يعتزم اطلاق قناتين تلفزيونيتين الاولى اخبارية والاخرى قناة افلام لمواجهة الجرعة الزائدة من البرامج الدينية والمحافظة في القنوات الاخرى، وان قناته ستقدم برامج خفيفة للشباب وافلاما عربية واجنبية غير خاضعة للرقابة!.
وهذا غيض من فيض، ولو اسهبت في عرض المزيد من صور ومشاهد المؤامرة على الحجاب لما انتهيت. فمن وراء هذه الحملة الشرسة على الحجاب التي يبدو للعيان انها غير عشوائية، بل منظمة بشكل مدروس. انها حملة دولية اطلقها عدد كبير من المواقع والمدونات على شبكات الانترنت بدءا من تاريخ 8-3-2008 والى يومنا هذا تحت اسم "اليوم العالمي لنزع الحجاب"!. وقد بدأت هذه الحملة ذات المرجعية الفكرية العلمانية المتطرفة بدعوات للمشاركة عبر المجموعات البريدية ومن مواقع الفيس بوك وبرسائل موقعة من قيادات هذه الحملة التي تطلب فيه علنا وبصراحة خلع الحجاب، وقد استعانت الحملة بصورة امرأة تخلع نقابها وجزءا كبيرا من ملابسها قائلة: هذا هو نموذج الحجاب الذي نريده ولا نرضى لغيره بديلا.
نعم انها دعوة الى الحرية من كل قيد أخلاقي أو التزام ديني، فليكشفوا عن نواياهم صراحة لأن مشروعهم الخبيث لن يتحقق ما لم تنزع المرأة حجابها وتكشف عن جسدها الأسير بالجلباب على حد زعمهم. انها حقا مؤامرة على ديننا وهويتنا وحضارتنا. ومن يعتقد غير ذلك فإليه هذا التصريح: غلاد ستون رئيس وزراء انكلترا خلال عهد مصطفى كامل، وفي فترة الاستعمار الغربي على الشرق، يصرح: "لن يستقيم حال الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن". فالمسألة بكل بساطة ليس الحجاب المعني كقطعة قماش، انما المستهدف الهوية في العمق، فهو العنوان الذي يترجم ايمان المسلمة بتشريع الله والتزامها بنهجه، وان ممارسات بعض المحجبات المستهجنة لا تعني بالضرورة خللا في النظرية التي تعطي للحجاب بعدين على مستوى المظهر والجوهر.
اذاً فلنحذر من الاعيب وخدع هذا المشروع العالمي الذي له أذرع طولى في كل المجتمعات العربية والمسلمة بتواطؤ من المؤسسات العلمانية والجمعيات الثقافية التي تنادي بالحرية، والتنوير والتقدم والمساواة.. الخ.
فاحذروا انها شعارات براقة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
يقول رئيس وزراء اليهود بيغن: "مهمتنا سحق الحضارة الاسلامية، لكن تبقى هذه المهمة شاقة"!