قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
البرادعي يترشح لرئاسة مصر
الحزب الحاكم: لا يستوفِ الشروط القانونية و الرئاسة لا تذهب إلى "عابر سبيل"!؟
الهدى/ متابعات:
أثار إعلان أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي (67 عاماً) نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إقامتها في نهاية عام 2011، ردود أفعال شعبية إيجابية، بينما أبدى الحزب الحاكم امتعاضه من توقيت الخطوة. واصدر البرادعي، مطلع الاسبوع الجاري بيانا حدد فيه أربعة شروط لترشحه ،هي توافر الديمقراطية الكاملة في الانتخابات، والمراقبة الدولية للعملية الانتخابية، والمساواة في الدعاية الانتخابية من خلال وسائل الإعلام الحكومي، ومنح جميع المصريين حق الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية بلا عوائق. وقال في البيان أن قراره بالترشح سيكون "إذا ما رأت الغالبية العريضة من أبناء الشعب المصري بمختلف انتماءاته أن ذلك سيصب في مصلحة الوطن"، لإن رئيس مصر في هذه المرحلة التي وصفها بالحرجة من تاريخ البلاد "يجب أن يكون توافقيا يلتف حوله الجميع"، وهو ما يتطلب فتح باب الترشيح لكل المصريين، سواء أكانوا أعضاء في أحزاب أم مستقلين، عن طريق إزالة مختلف العوائق الدستورية والقانونية المقيدة لحق الغالبية العظمى في الترشح"
من جهته شن الحزب الحاكم، من خلال صحف حكومية واخرى مقرّبة من الحكومة، هجوماً شديداً على البرادعي، ووصفته بأنه عديم الخبرة السياسية ومزدوج الجنسية ومن ثم لا يصلح للترشح للرئاسة دستورياً. بحسب صحيفة الجمهورية. واتهمه رئيس تحرير الصحيفة بإنه "يردد الكلام الذي تلوكه منظمات أجنبية وجمعيات مصرية مثل حماية الأقليات وحرية التعبير.. وهذا ما يؤكد أن الرجل لا يعرف مصر جيداً". فيما قالت صحيفة الأهرام بأن البرادعي يطالب بـ"انقلاب دستوري" لترشيح نفسه للرئاسة‏. بينما قالت صحيفة المسائي في عنوان بارز:" رئيس مستورد لمصر.. البرادعي يضع شروطاً للترشح للرئاسة". بينما قال فتحي رجب، عضو البرلمان عن الحزب الحاكم، إن البرادعي إذا أراد أن يترشح "فلا البرادعي أوغيره سيصمد أمام الرئيس مبارك". و اعترض عضو لجنة التثقيف في الحزب الحاكم، مجدي الدقاق على توقيت إعلان البرادعي الترشح، مشيرا إلى أنه "أحدث تغييراً في أولويات الأجندة السياسية للبلاد " على حدّ قوله. واضاف أن "البرادعي رغم أنه شخصية دولية جديرة بالاحترام فإنه لم يستوف الشروط القانونية التي تمكنه من الترشح لهذا المنصب الحساس، فضلاً عن تناثر بعض الأقاويل التي تشير إلى أنه يحمل الجنسية النمساوية"، مشدداً على أن "منصب رئاسة مصر، وهي أكبر بلد عربي، لا يجب أن يذهب إلى أي عابر سبيل". حسب تعبيره.
ترحيب شعبي وإرباك في صفوف المعارضة
يقول المراقبون أن موجة التصعيد الموجه ضد البرادعي، قد تحمل بين طياتها تخوفات داخل الحزب الوطني الحاكم من فكرة وجود مرشح قوي كمنافس للرئيس مبارك، أو نجله جمال. وأن الهجمة الاعلامية تبدو كحملة تقليم الأظافر لأي مرشح قوي ينتوي خوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في العام 2011 .وقد حظي خبر ترشيح البرادعي بترحيب شعبي واسع، إذ انطلقت على موقع "فيس بوك" العديد من المجموعات التي تؤيد ترشيح البرادعي، فضلاً عن أن خبر إعلان نيته الترشح حظي بأكبر عدد من التعليقات المُرحِّبة على المواقع الإخبارية طوال الايام الماضية. في حين سادت صفوفَ المعارضة حالة من الارتباك مابين مرحب وداعم وبين مشكك بسماح النظام الحاكم للبرادعي بالمشاركة والفوز بالانتخابات. وفي هذا السياق قال المعارض المصري جورج اسحق إن ترشح البرادعي " مسألة نضالية، فالبيان الذي أصدره هو خطاب نهوضي، وهو مبني على أساس سياسي عال، ومكتوب برصانة سياسية لم نرها من قبل".واضاف في تصريحات صحفية، الاحد، " يجب على قوى المعارضة الوقوف معه ودعمه، لأن النظام لن يقبل بمنافسة البرادعي لأنه يهز العرش، وسوف يقوم بتحذير الأحزاب السياسية من قبوله، ولكن سنقوم بفضح ذلك، ونقوم أيضاً بجمع توقيعات الشعب من أجل ترشيحه".
من ناحيته، أشار النائب حمدي حسن عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين الى أن التعديل الأخير من المادة 76 من الدستور، الخاصة باختيار رئيس الجمهورية، وضع شروطاً لا يمكن أن تنطبق إلا على مرشح الحزب الحاكم !. وأبدى وكيل مؤسسي حزب الإصلاح والتنمية، عصمت السادات موافقته على ترشيح البرادعي، ولكن بشرط أن يكون ذلك لفترة انتقالية لا بصفة دائمة. أما المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفي لحزب "الوفد" فقد استبعد حصول البرادعي على ضمانات من أجل ضمان نزاهة الانتخابات، نتيجة إلغاء الإشراف القضائي عليها، وعدم وجود مراقبة دولية، مجدداً دعوة الحزب للبرادعي إلى أن ينضم اليه من أجل أن يكون مرشحه في الانتخابات الرئاسة المقبلة.".أما المنسق العام لحركة كفاية المعارضة عبد الحليم قنديل فقد شكك في إمكانية سماح النظام للبرادعي بخوض الانتخابات الرئاسية عبر أي حزب، وقال ان " النظام لن يسمح لأي شخصية بالنجاح أمام الوريث" في إشارة الى جمال نجل الرئيس مبارك.وأضاف، "إذا استطاع البرادعي أن يتخطى مسألة خوض الانتخابات من خلال أي حزب سياسي، فسيبقى أمامه عائق آخر هو تزوير الانتخابات التي تمارس في ظل النظام لإنجاح مرشحه". مشيراً إلى أن دور البرادعي "سيقتصر في هذه الحال على فضح النظام الانتخابي الحالي فقط".