الاوضاع في البحرين.. معالجة "السياسة" بقبضة "الأمن"
جمعية العمل الأسلامي: لن تقضي حكومة ما على شعب من الشعوب..
|
احمد البحراني/ الهدى:
قال سماحة العلامة الشيح محمد علي المحفوظ، الامين العام لجمعية العمل الاسلامي البحرانية، أن حكومة بلاده لاتزال تعيش "أزمة التصعيد الأمني المبالغ فيه بعد إخفاقات سياسية وخدمية، وبعد فشل ذريع على أكثر من صعيد". متسائلا عن جدوى ومسوغات السلطات بـ" الإستقواء على الناس العزل". واوضح سماحته في جانب من الخطبة الثانية "السياسية" لصلاة الجمعة التي يؤمها في مسجد فاطمة الزهراء (ع) بمنطقة بني جمرة،" قلنا دائما أن الإستنفارات الأمنية لا تخدم البلد، ولا تزيد الأمور إلا توترا وفشلا، ولن يربح منها أحد، والخاسر الأكبر هو الوطن والحكومة وليس الناس، لأنه من الصعب أن تقضي حكومة ما على شعب من الشعوب، والكلام عن الإرهاب والترويج لذلك أمر مبالغ فيه بشكل كبير، وهذه الإعلانات هي طريقة خاطئة ورسالة خاطئة تعمل على زيادة الإحتقانات الطائفية، وتدفع البلاد إلى المزيد من التوترات" وأن "هذا التحريض من خلال هذه الإعلانات" هو " محاولة تغليب الصبغة الأمنية على الواقع السياسي وإضفاء طابع أمني على كل شيء يعني قتلا للعملية السياسية" لأن "الدفع بالقبضة الأمنية يعني انه لا يوجد عمل سياسي بالبلاد، وهو ما يدفع الناس للتخوف والإنكفاء، وهو لا يخدم أحدا، وربما يدفع الناس للبحث عن وسائل أخرى فيعملون سريا بدلا من العلن".
واكد سماحته "هناك قلق كبير أن مساحات العمل السياسي سوف تكون مرهونة بالخيارات الأمنية فهل تريد الحكومة والدولة أن تسير بهذا الإتجاه؟! هناك خوف لدى البعض، وقد ثبت الناس أمام هذه الفزعة، وهذا سيدفعهم للمزيد من الثبات أمام ما يجري، ولا يمكن الحديث عن جزرة فالعصا هي المسلطة على الناس والجزرة مخفية للتمييز!! وأن كانت الجزرة غير موجودة أصلاً وأخرجتم العصا فهل هذا إفلاس من السلطة أم ماذا؟!".
مقاطعة الانتخابات البرلمانية
وأكد سماحته"إن قتل العملية السياسية سيفشل الإنتخابات، ومن الصعب أن يتحدث أحد عن نجاح انتخابات قادمة أو نجاح عملية سياسية قادمة" وأن من الوهم أن يتحدث أحد عن "استراتيجة مشاركة" في ظل غياب "شراكة بالرأي، وبحق إقتسام المال العام والثروات".
هذا وكانت جمعية العمل الاسلامي وعلى لسان العلامة المحفوظ قد اعلنت في وقت سابق عن مقاطعتها للانتخابات البرلمانية التي من المزمع إجراؤها يوم 23 أكتوبر 2010م، ودعا إلى إصلاح النظام السياسي في البحرين.وقال "إننا لن نذهب في هذه الانتخابات لأنها سيئة والعملية برمتها سياسية سيئة" مضيفا: "لا توجد ديمقراطية ولا برلمان حقيقي، بل مجرد صورة لمجلس النواب". وأشار إلى" استمرار القلق إزاء عدم وجود إصلاح سياسي، فضلا عن النظام البرلماني في البلاد، الذي يضم 40 عضوا في مجلس الشورى المعين، ومجلس صوري من 40 عضوا منتخبا من مجلس النواب". وقال سماحته "ومن حقنا الحصول على ديمقراطية حقيقية، ونحن نريد المشاركة في النظام السياسي، لكننا لا نريد أن نكون مجرد موظفين، الآن أعضاء البرلمان موظفون فقط ويحصلون على راتب كبير وامتيازات".
واضاف "إننا إذ نقاطع هذه الانتخابات فأننا نريد أن نخرج البلاد أو العملية السياسية تحديدا من دوامة المشاركة أو المقاطعة ونعلن رفضنا لهذا الواقع السياسي المريض الذي أدخل البلاد في أزمات تكشف عن النواقص يوميا، ولذلك فإننا ندعو الجميع إلى الخروج من جدلية المشاركة والمقاطعة وندعو إلى اعتماد الشراكة السياسية.فالشركاء في الوطن لابد أن يكونوا شركاء في صنع القرار، فمن دون وجود هذه الشراكة السياسية فانه لا معنى لانتخابات مهما صرف عليها من إمكانيات مادية وجهود إعلامية ودعايات، ولا معنى أيضا إلى وجود إطارات قد تفسد ما تبقى من مساحات هذا البلد".
|
|