إلى شبابنا وفتياتنا في عاشوراء
|
خادم الحسين (ع)
يوما بعد يوم تثبتون للعالم أجمع فشل كل المحاولات التي تسعى إلى مسخ هويتكم ، وإسلاميتكم النقية. فها أنتم في عاشوراء الامام الحسين (ع) تحاولون من خلال حضوركم الفاعل في الشعائر و المجالس والمواكب الحسينية أن تقتربوا أكثر من الحسين (ع) فكرا ونهجا وممارسة، وأن تتشرفوا بقبوله لكم أعضاء دائمين في حزبه.
إن الدموع الغزيرة التي تنحدر من اعماقكم، والزفرات المستعرة بلهيب أحزانكم، والآهات المتوهجة بلطم صدوركم، تشكل جميعها ردا لا يقبل التأويل على المشاريع التي تستهدف النيل من قلوبكم وعقولكم. لقد كان معظم أنصار الحسين (ع) شبابا مثلكم، اختارهم الله سبحانه وتعالى لنصرة ابن بنت نبيه إذ علم منهم الصدق والاستعداد للتضحية بما يملكون في سبيله. كان بإمكانهم أن يخوضوا مع الخائضين، ولكنهم اختاروا أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية في إجابة داعي الله ( وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ). (32) سورة الأحقاف.
وها أنتم تقتفون أثر أولئك الأخيار، فتصرخون ملء حناجركم: لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين.. وها أنتم تدفعون ثمن ولائكم غاليا في كل مكان، وتبقون رغم كل الظروف مصرين على النهج الحسيني المحمدي.
إن عاشوراء موسمكم، فهيئوا فيه أرضكم، وتخيروا بذوركم، وتعاهدوا زرعكم بالرعاية، حتى تخرجوا من هذا الموسم بخير الحصاد وخير الزاد. عليكم أن تهتموا بأنفسكم أكبر اهتمام، وتعرفوا قدر أنفسكم أحسن معرفة، وذلك يتوقف على أمرين: الاول إيجابي، والثاني أمر سلبي.
أما الأمر الإيجابي: فهو أن تجعلوا من أنفسكم أداة علم ومعرفة وثقافة وفضيلة وبناء وإصلاح وتقدم ورقي وعمران وعزة. فإن كنتم طلابا فارفعوا مستوى ثقافتكم ولا ترضوا بالتأخر في مجال العلم والمعرفة، ولا بالتأخر في مجال الإنتاج والاختراع والاكتشاف. وإن لم تكونوا طلابا فعليكم بالجد والاهتمام بالعمل الموكول إليكم.
وأما الأمر السلبي: فهو أن تجتنبوا من أن تكونوا آلة هدم ودمار وانحطاط وتفرقة وتحزب، يطمع فيكم الطامعون، ويجعلكم آلة الأهواء الدجالون وطلاب الكراسي والرئاسة. كونوا كالقاسم بن الحسن (ع) الذي أصابه الهم والغم لأن عمه الإمام الحسين (ع) لم يأذن له بالقتال، فلما أذن له فرح واستبشر لأنه سينال الشهادة بين يدي إمامه المفترض الطاعة. إن القاسم لم يصل إلى هذا العشق إلا باجتيازه مرحلة جهاد النفس كي يصبح أهلا لعضوية حزب الحسين (ع).
|
|