سماحة المرجع المُدرّسي خلال استقباله وفدا نسويا من بغداد:
المرأة مسؤولة في مختلف المجالات ويجب رفض الثقافة الخاطئة التي تحقّرها وتحجم دورها
|
استقبل سماحة اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) في مكتبه في كربلاء المقدسة وفدا نسويا من العاصمة بغداد ، يمثل مؤسسة المرأة العراقية و حسينية الامام الحسين(ع) من منطقة الشعب.
وقال سماحته في كلمة له خلال اللقاء ان (( لكل عامل في سبيل الله اجراً ولكن حينما يكون العمل في ظروف صعبة وظروف تحدي يكون الاجر اعظم، وبالنسبة لوضع المرأة في العراق فعمل المرأة الرسالية في سبيل دينها وخدمة مجتمعها في العراق في مختلف المجالات اكثر صعوبة مما يواجهه اخوها الرجل ..)). واوضح أن ((هنالك ثقافة سلبية منتشرة في البلاد تنظر الى المرأة ودورها في الحياة نظرة خاطئة وقاصرة، وهذه الثقافة مؤداها ان المرأة غير مسؤولة في العراق..، فأول تحدٍ للمرأة الرسالية العاملة هو تحدي هذه الثقافة لأن الخطاب القرآني، الآيات القرانية في كتاب الله تعالى ايات مشتركة بين الرجال والنساء ولاتفرق في النظرة اليهما، وواجباتهما، الا في موارد قليلة ومعينة لها اسبابها المعلومة والتي بينها فقه الشريعة السمحاء..)).
وتابع سماحته بالقول (( اذن فهذا التحدي الذي تواجهه المرأة صعب ، وهناك ايضا تحدٍ آخر يتطلب من المرأة وعيا فيجب عليها وهي تقوم بممارسة مهامها ودورها الحيوي في المجتمع ،الالتزام بالاحكام الشرعية، وبالحفاظ على عفافها وكرامتها ، وبالتالي على العفاف والكرامة للمرأة بوجه عام، وهذه الحالة بالتأكيد هي تحدي كبير اليوم تواججه المرأة المؤمنة، التي يجب ان تتحلى بالوعي الكامل في هذا المجال نظرا لما تواجهه من دعوات وثقافات دخيلة ومغرضة..)). وفي سياق حديثه عن هذه المعوقات ايضا اشار سماحته الى انها تجعل (( النساء قلة في اداء ادوار مهمة مقارنة بالرجال، و يمكن تشخيص قلة وجودهن حتى في الحوزات النسوية، ومع الاسف من وجهة نظري انه قد تكون هناك نظرة احتقار وتنقيص تجاه المرأة حتى في بعض اوساط المؤسسات الدينية..، و من مشاكل مجتمعنا ايضا انه حتى النساء ايضا لا يثقن بالنساء..، لذلك عليكن تحدي كل هذه المشاكل والاعراف الاجتماعية الخاطئة..))
وختم سماحته حديثه بعدد من الوصايا ، اشار في جانب منها الى أن ((الصعوبة لا تعني الاستحالة فيمكن لكنّ ان تنجحن وتثبتن كفائتكن في كل المجالات، فالمرأة اذا ماتسلحت بالوعي تثبت انها تستطيع ان تخدم وتبدع في اي عمل ومكان توضع فيه ..))، واضاف (( يجب اليوم ان تُستنهض المرأة للقيام بدور رسالي فاعل ، ولمواجهة كل هذه التحديات التي لاتواجهها فقط بل تواجه المجتمع عموما..، وقد تلمسون في الحقيقة، في هذه المرحلة أن نسبة التدين في البلاد اكثر في اوساط النساء منها لدى الرجال، ولكن المرأة لا تعمل وتؤدي دورها المطلوب، وذلك لوجود العقلية الخاطئة لدى الكثير من الناس ، فنحن لدينا قدوات من النساء في العمل الرسالي كفاطمة الزهراء (ع) وزينب الكبرى (ع) وغيرهن من الامثلة والقدوات الصالحة، فيجب علينا ان لا نتقوقع وان نتحرر من كل تلك الضغوط والاتجاه للعمل الجاد في التصدي لكل تلك الافكار الخاطئة..)).
|
|