تحذيرات من علماء الجيولوجيا سبقت الكارثة
المسلمون والعالم مدعوون لانقاذ المنكوبين من الزلازل في اندونيسيا
|
الهدى / وكالات
يعيق هطول الأمطار الغزيرة وانقطاع التيار الكهربائي عمليات الاغاثة في جزيرة سومطرة بعد هزتين أرضيتين قويتين سويتا قرى المنطقة بالأرض ودفنتا 90 في المائة من السكان تحت الأنقاض، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى مصرع 1100 شخصاً في الهزتين، وقال وزير الصحة والشؤون الاجتماعية الإندونيسي الجمعة إن آلاف السكان مازلوا محاصرين تحت الأنقاض.
ولم تسلم المستشفيات في مدينة (بادانغ) المنكوبة من الزلزال وبات المرضى يعالجون في مبان شبه منهارة تتراكم فيها جثث الضحايا في مشارح مؤقتة.
وقد انضمت قوات الجيش إلى فرق الإغاثة في جهود البحث عن ناجين، حيث تتضاءل الفرص في إيجاد ناجين، مع مرور الوقت، الذي يكشف بدوره حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها الزلزال.
وتقع مدينة (بادانغ) عاصمة سومطرة الغربية، ويبلغ عدد سكانها مليون نسمة، قرب مركز الهزتين العنيفتين، اللتين ضربتا المنطقة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وبلغت قواهما 7.6 درجة و6.6 درجة،على التوالي.
وأبلغ كبير مفوضي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون هولمز الصحفيين الخميس الماضي، إن حصيلة ضحايا الهزتين الأرضيتين ارتفعت إلى أكثر من 1100 قتيل، وأضاف هولمز: نعتقد أن هناك المئات من الناس أصيبوا أيضا.. وأخشى أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع.. إذ نعتقد أن الآلاف من الناس حوصروا تحت أنقاض المنازل والمباني المدمرة.
ويتخوف مسؤولون من امتداد حجم الكارثة ليفوق تلك التي سببتها هزة أيار عام 2006 في (جاوه) وأسفرت عن مصرع أكثر من 5 آلاف شخص وأثارت المخاوف من انفجار بركان مجاور.
ووصفت إميليا ميريك، مدير (وورلد فيشون إندونيسيا) الوضع هناك بـ(المفجع)، ونوهت بان الجسور انهارت وتقطعت وسائل الاتصالات الهاتفية.. من الصعب للغاية تقدير الوضع.
الأسرة الدولية من جانبها أعلنت عن تقديم مساعدة لإندونيسيا بقيمة حوالي 10 ملايين يورو، وقالت الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في منطقة بادانغ المدينة الساحلية في جزيرة سومطرة خطير للغاية ومقلق جدا.
هذا وحذر علماء جيولوجيون من إمكانية تعرض إندونيسيا لزلازل مدمرة في السنوات المقبلة تفوق بمراحل الزلزالين الأخيرين، فيما عدّوه دليلا جديدا على أن تغير مناخ الأرض سيكون مصحوبا بكوارث طبيعية.
يذكر ان المنطقة التي ضربها الزلزالان تقع بين خطي زلازل أولهما ناتج عما يعرف باسم الفالق الكبير في سومطرة، وثانيهما من احتكاك الصفائح الأرضية في المحيط بسبب انزلاق صفيحتين أرضيتين ضخمتين هما الصفيحة الهندواسترالية والصفيحة الأوراسيوية وتقاربهما الواحدة من الأخرى.
ويحذر العلماء منذ سنوات عدة من خطر زلزال كبير يهدد هذا التجمع السكاني الذي يضم نحو مليون نسمة، وأشار عالم الجيولوجيا في معهد كاليفورنيا التكنولوجي كاري سييه إلى أن تحذيرات عدة قد صدرت قبل حصول الزلزال والتسونامي الكبيرين في عام 2004.
وكانت هذه الكارثة حلت غداة عيد الميلاد في عام 2004 وضربت شمال سومطرة مخلفة نحو 220 ألف ضحية موزعين على بلدان آسيوية عدة إلا أن غالبيتهم كان في اندونيسيا.
وقال سييه إن حدوث زلزال في هذه المنطقة تفوق قوته 8.8 درجة يرافقه تسونامي بات أمرا شبه حتمي في العقد المقبل، معتبرا أن ما حدث على مدار اليومين الماضيين ليس سوى (نقطة من بحر ما ينتظرنا)!
وعلى الرغم من المطالبات المتعددة للسلطات الإندونيسية بأخذ هذا الاحتمال في عين الاعتبار عند بناء أي منشآت جديدة وجعلها مقاومة للزلازل، فإن الباحث بالمعهد الاندونيسي للعلوم دوي فورتونا أنور يقول إن بلاده تعاني من محدودية إمكاناتها على الصعيدين المالي والتنظيمي ولجهة احترام المعايير والقوانين.
|
|