ظاهرة
|
مَن يحاكم مَن..؟
بين حسني مبارك والشيخ المحفوظ..!
حسن الحسني
ـ قال زميلي: ما رأيك بمثول رجال الثورة السلمية في البحرين ورموزها امثال العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ ـ امين عام جمعية العمل الاسلامي (أمل) ـ أمام القضاء (العسكري) البحريني وكذلك مثول الرئيس (العسكري) حسني مبارك وعائلته أمام القضاء (المدني) المصري!؟
ـ قلت: طيّب.. ما علاقة هذا بذاك؟
ـ قال: فتّش عن المفارقة الكبرى..
ـ قلت (مقاطعاً): تقصد..
ـ قال (مقاطعا): أقصد، ان الشعب المصري من ميدان التحرير قلب موازين القوى وأجبر رئيسه حسني مبارك للتنحي (طواعية)، ولكن رغم ذلك لم يتركه في مهبّ الرياح، بل تعقّبه ليحاكم أمام قضاء عادل، رغم انه عسكري معروف ولكن حاكمه مدنياً، أما في البحرين فأنظر الى المفارقة الكبرى.
ـ قلت: بالتأكيد ان مثول شخصيات دينية وسياسية وشعبية وطبية مدنية أمام قضاء عسكري بحريني هو (كذب في وضح النهار) وتصريح ملكي من آل خليفة بأن الذين تظاهروا سلمياً في هذا البلد هم أناس عسكريون وانقلابيون عبر لغة السلاح لا لغة الورود.
ـ قال: أكذوبة نظام آل خليفة أشبه من يصدق بأنه لا يوجد ميدان اسمه (ميدان اللؤلؤة) بتاتاً، لأن حضرة الذات (المقدسة) الملكية الخليفيّة قررت إزالة هذا التمثال لكي تزول كافة الذكريات الثورية السلمية.
ـ قلت (ساخراً): يبدو.. اذا قدم بعض الشهود والمترافعين أمام القضاء (العسكري) البحريني صور وأفلام عن هجوم مسلح بحريني على المعتصمين سلمياً في (ميدان اللؤلؤة) وقتلهم الساعة الثالثة في منتصف الليل، او صوراً وأفلاماً عن كيفية توزيع الورود ورفع شعار (سلمية.. سلمية)، فإن من (حق) القضاء (العسكري) البحريني إبطال هكذا وثائق، باعتبار ان مملكة البحرين لم تعرف ميداناً بإسم (ميدان اللؤلؤة) على الإطلاق!!
ـ قال (ساخراً أيضاً): بل، قد ترفع دعوى قضائية(!!) على من قدم هكذا وثائق من صور وأفلام بدعوى العمل على تزوير الحقائق لعدم وجود شيء اسمه (ميدان اللؤلؤة)!
ـ قلت: ما هي أخبار رد السفارة البحرينية في العراق لطلب المحامين العراقيين لحضور المحاكمات العسكرية وبالذات محاكمة العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ؟
ـ قال: السيد السفير لحد الآن لم يجب على الطلب وقد مضى عليه اكثر من اسبوع، كما علمت بأن الاخوة المحامين في مصر وايران ومناطق أخرى تقدموا بطلب مماثل للوصول الى المنامة لحضور المحاكمات.
ـ قلت: ان البحرين هي من الدول الموقعة والمصادقة على القوانين والاتفاقيات والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الانسان، فإذا تنصّلت أمام العالم في الوقت الذي يحاكم المسالمون من أبناء الشعب المصري حاكمهم حسني مبارك والمسالمون في تونس رئيسهم زين العابدين بن علي، فهذا يعني ان العدل في إجازة ولعبة ازدواجية المعايير على قدم وساق.. ولابد من وقفة، والا فلات حين مندم!
|
|