التفاوت الطبقي في العراق الجديد
|
علي المالكي
الكل يدين العنصرية والطائفية والاستبداد ويدعو لثقافة السلم والتسامح ووحدة العراق وكأن ظاهرة التفاوت الطبقي أمر مفروغ منه ولعله تحصيل حاصل، فالديمقراطية باتت الوصفة السحرية لأنهمار الحلول المثلى لكل مشكلات المجتمع العراقي، وتلقائيا سيتحرر العراقيون من كل ألوان القهر التي كابدوها، وهناك اقتصاديون يرون نظريا ان اقتصاد السوق عبر المنافسة الحرة سيخلق تجانسا اجتماعيا من شأنه تخفيف غلواء الطائفية والعنصرية والميل للأستبداد وسيلغي مظاهر التفاوت بين عراقيين ذوي دخول عالية وعراقيين دخولهم واطئة او لا دخول لهم اصلا. ولكن ظاهرة التفاوت الطبقي التي يجري اغفالها بقصد او بغيره لها من الاثار ما لايقل في أهميته عن الدعاوى المتخلفة للعنصرية او النزوع للأستبداد لذا نجد ان من الضروري التنبيه الى ظاهرة ومظاهر التفاوت الطبقي في العراق الجديد واجتثاثها بالتوصيف القانوني العادل للضمان الاجتماعي لكل العراقيين على نحو يضمن الحدود الدنيا من حقوق الشرائح الواطئة الدخل في الحياة الحرة الكريمة خصوصا وان ما معلن حتى الان يشير بوضوح الى ان التوجه سيكون رأسماليا بدليل الدعوة للخصخصة والشروع بجرودات لخصخصة ما تبقى من المشاريع التي لايقدر العراقيون على ادارتها بكفاءة وفتح الطريق للأستثمار الاجنبي.
لاندري كيف لم يتوقف الاخوة ممن يقفون في صدارة العراق الجديد على نحو جاد عند قضية التفاوت الطبقي وكأن ليس في البلد من لايعاني من شظف العيش والعوز وان من مشكلات العراق الدين والقوميات وشكل النظام السياسي فقط، نعم لهذه المشكلات موقعها في قائمة مشاكل العراق، ولكن على القيادات السياسية ايا كانت ان تعلم ان الملايين ممن تعتقد انها تمثلهم هم من الفقراء و هم ايضا بحاجة للأمن الاجتماعي الذي من أولوياته توفير المستوى المعيشي اللائق و ان تعلم ان لاقيمة لأي ديمقراطية تدعو اليها وتسعى لتطبيقها اذا كان التفاوت الطبقي حادا في المجتمع وستتحول الديمقراطية الى مهزلة بوجود أغنياء مسيطرين ويقودون فقراء ضعفاء لا حول ولا قوة لهم الا بيع قوة عملهم الذهنية او البدنية او بيع أصواتهم لمن يشتري من الأغنياء.
لقد حول الخطاب السياسي للبعث الجماهير الكادحة التي زعم انه يمثلها الى جماهير زاحفة على البطون الخاوية طيلة سنوات حكمه فيما عاشت قياداته الفاسدة متنعمة بمكرمات الوثن صدام الذي أستأثر بخيرات البلاد لنفسه وعائلته والمقربين حتى جروا البلاد لكوارث الحروب و الحصار. ان العراقيين يأملون ان تنمحي الفوارق الطبقية الى اقصى ما تستطيعه تدابير قيادة العراق الجديد الذي نريده عراقا بلا سادة وعبيد وأمراء وخدم أو أغنياء وفقراء. ان العدالة الأجتماعية صنو للديمقراطية الحقة والعدالة الأجتماعية كما ارى هي ان توزع رغيف الخبز بأنصاف بين الناس.. وضمان التطبيق الفعلي لحقوق الانسان.
|
|