المرجع المدرسي " دام ظله" يشيد بعزيمة الحشود المليونية والروح الايجابية التي سادت مراسم عاشوراء
|
الهدى - كربلاء المقدسة :
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) على المزايا الايجابية التي كانت وسادت في زيارة العاشر من محرم الحرام، مثنيا على روح وعزيمة الحشود المليونية التي شاركت في مراسيم الزيارة من شتى ارجاء البلاد، وخارجها، وجهود الهيئات والمواكب والاهالي، فضلا عن الجهات الدينية والدوائر الرسمية. وقال سماحته في جوانب من كلمات له أثناء استقباله خلال الايام الماضية، جموعا من وفود علمائية ومواكب وهيئات حسينية، "جزا الله خيراً من أحيى هذه الشعائر بأية طريقة ممكنة وبالذات الخطباء الأعلام، الذين اجهدوا واتعبوا أنفسهم في سبيل توضيح ما يمكن توضيحه من نهضة و مأساة أبي عبد الله الحسين (ع)، وكثّر الله امثالهم ونفع الله بهم العباد والبلاد، ولكن تبقى القضية أن نجهد لنستفيد من ذلك أكثر وبعمق، نهضة عارمةً شاملةً نستطيع ان نبلغ بها اهدافنا وان نحقق طموحاتنا، ونغير واقعنا، لا أن تبقى دروس واهداف هذه النهضة المباركة بعيدة عنا .. نحمل شعاراتها ولكن لا نحمل واقعها وروحها.. ومن ذلك العودة الى القرآن الكريم وثقافته وبصائره، و الاخلاق الفاضلة، وتعزيز روح العزم والارادة في النفوس والصبر وشجاعة اتخاذ القرار لاسيما في اللحظات الحاسمة، حينما نجد المصلحة في جانب والحق في جانب آخر.. وأن يكون بكاؤنا وعزاؤنا كما بكاء زينب(ع) ليس بكاء الخضوع والاستسلام وانما تحدي ومواجهة وعزيمة.. فنجعل بحق لبكائنا وعزائنا و الشعائر التي نقيمها، دليلا و اثرا حقيقيا في واقعنا على انا مازلنا متمسكين وسائرين بمنهج ودعوة ونهضة الحسين (ع) في الاصلاح وطلب العدل ومحاربة الفساد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأشار سماحته الى أنه "لكي تنهض البشرية وتتحدى الصعاب وتتقدم في مختلف المجالات لابد لها كتجمعات ولكل واحد من أبنائها كأفراد، من ارادة صلبة وعزم راسخ وقرار لا تردد فيه، فلو توفرت كل العوامل المساعدة لبناء الحضارة وللتقدم وللنهضة وللتخلص من نير الجبت والطاغوت أو من أسر التخلف او الاحتلال، من اصر الاغلال كافة ولكن لم تتوفر الارادة فإن هذا المجتمع سيبقى متخلفا لأنه لا يملك القرار، لأنه لا يريد أن يصل الى ما يطمح إليه..".موضحا أن "روح النهضة والارادة والقرار يجب أن تكون سائدة ومتوفرة في الأمة و للجماهير وليس فقط للافراد، إننا نعلم بأن الانسان أنى كانت امكاناته وأنى كانت هويته وشخصيته وإنتماءاته فإن هذا الانسان يتعرض لعوامل الضعف.."، مضيفا "بقيت شعوب آلاف السنين تعاني التخلف بسبب ترددها وخور عزيمتها وضعف إرادتها، ولكن مع ذلك هل يعني أننا نستسلم؟ أو أن هناك طريقاً آخر؟ بلا، ربنا سبحانه وتعالى حينما خلق الانسان في أحسن تقويم، وليرحمه، ليتكامل ويتسامى، ولم يخلقه لكي يبقى في الحفر الهابطة، إنما ليعرج الى القمم، ووفر كل الشروط الموضوعية والعوامل المساعدة لنهضة الانسان، وكان العامل الأساس هو بعثة الأنبياء، لكي يقتدي الناس بهم، لكي يتخذ الناس منهم قدوة و يتحولوا الى أسوة، فنحن يجب أن ننتبه وندرس ونتخذ من سيرة الانبياء وأهل البيت(ع) مرآة لأنفسنا ونكشتف ونتعرف على أنفسنا من خلالهم، و نستفيد من كل واحد منهم دروساً، و أكثر هذه الدروس وأغلبها إنما تتوجه الى تزكية النفس البشرية واعطاء البشر الإرادة والعزم". واضاف "نسأل الله سبحانه وتعالى ان يمنحنا جميعا التوفيق لكي نستلهم البصائر من سيرة ونهج الانبياء وأهل البيت(ع) و من هذه الملحمة الكبرى، نهضة ابي عبد الله (ع)، لاستيعابها والاتعاض والاعتبار بعبرها لكي تتحول الى مسيرة لحياتنا لكي نتقدم الى الأمام، تتوحد صفوفنا، نغير واقعنا، و ننهض بهذه الامة المظلومة المهضومة.. التي لايزال يتعرض ابناؤها وهم يعزون على بمصاب الحسين(ع) للتفجير والقتل لمجرد انهم يعزون ويوالون الحسين (ع) والله العالم كم هي المؤامرات الكبرى التي تحاك ضد هذا البلد وضد هذه الامة.. ولكننا بالتوكل على الله وبالاقتداء بأهل البيت (ع) والاقتداء بالنبيين (ع) سوف نتحدى كل ذلك..
|
|