جامعة الإمام الحسين (ع)
|
حسن محمد الأنصاري(*)
لو جمعت الأدبيات من قصائد وكتب وآراء ومقالات وخطب ولطميات والتي وردت في حق الامام الحسين عليه السلام ومصابه مع أهل بيته في واقعة كربلاء، لوجدنا أنفسنا أمام جبل من الأوراق تصل لقمة «أفرست» بل سوف تكون قمة شاهقة تخترق السماء مع مرور الزمن. ولو أن هيئة دولية مشتركة قامت بوضع برنامج استراتيجي لجمع تلك المعلومات حسب مصنفات علمية أدبية لما وجدت (الهيئة) خيارا إلا بإنشاء جامعة ملحمة الامام الحسين عليه السلام.
لا شك أن إقامة الشعائر الحسينية سنة بعد أخرى حافظت على امتداد الدين على مرور الزمن وكان لها الدور الايجابي لنشر الرسالة الاسلامية بين شعوب الأمم حيث نجد اليوم شعوب بعض الدول في شرق آسيا وإفريقيا وأوروبا كما في منطقة الشرق الأوسط وبسبب التعاطف مع مصائب أهل البيت قبلت الدين الاسلامي وتلك جاءت بجهود فردية أو من خلال دعوات بعض العلماء المراجع حفظهم الله وبمساندة وجهاد المؤمنين الخيرين، ولكن حين تتم الدعوة من خلال منهجية علمية جامعية وتستطيع إيصال تلك الشعائر بمختلف لغات العالم لا شك أن اتساع رقعة الاسلام سوف تشمل الكثير من دول العالم ولا عجب أن نرى المنبر الحسيني يوما في قطبي الأرض!. أعتقد أن الظروف السياسية الحالية ملائمة بإنشاء جامعتين إحداهما في دولة افريقية والأخرى في إحدى دول شرق آسيا كما بدأ النبي الأكرم (ص) بنشر رسالته بين البسطاء والفقراء من المجتمع المكي.
الامام الحسين (ع) يطالبنا بالكثير حين ضحى بنفسه وأولاده وأهل بيته في سبيل نشر الاسلام والحفاظ عليه وصيانته ضد الأفكار والمعتقدات الشاذة الغريبة التي بدأت تغزو أفكار الشباب حول العالم وجامعة ملحمة الامام الحسين سوف تكون الجبهة المضادة لصد تلك الأفكار والمعتقدات وبمنهج سلمي لنشر الرسالة السماوية والتي يمكن من خلالها التوغل في الغرب أيضا حيث اليوم يعيش فيها الكثير من المهجرين من مختلف شعوب العالم ومنها يمكن الامتداد في الدول الغربية من خلال صوت الحسين (ع): «والله لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي». بهذا الصوت يجدد الامام الحسين(ع) صيانة الدين سنة بعد أخرى في نفوسنا، وجامعة ملحمة الامام الحسين (ع)، تصون الدين حول الكرة الأرضية حتى قيام الساعة!.
(*) كاتب كويتي
|
|