ناظم سعود في ضيافة الهدى
اجرى الحوار: محمد طاهر محمد
|
الادب والكاتب الاعلامي
ناظم السعود في سطور
ـ ولد عام 1956 في قضاء الهندي حسب السجل المدني
ـ بدأ بالكتابة عام 1975
ـ نشر في العديد من صحف العراق والصحف العربية منها الورود اللبنانية والاتحاد الاماراتية والقدس العربي
ـ بدأ العمل الرسمي عام 1980 بصفة محرر للقسم الثقافي في اكثر من 15 جريدة ومجلة
ـ عمل مديرا للتحرير في جريدة الاحرا ربعد سقوط النظام ثم رئيسا للتحرير في جريدة اللواء
ـ في تجربة فريدة عمل محررا للصفحة الثقافية في جريدتي الافق والدستور اليوميتين في آن واحد
ـ يعمل حاليا مشرفا على الصفحة الثقافية في جريدة العهد ومحررا للصفحة الثقافية في جريدة الشرق كما يعمل في وكالة (انباء) العراق واع
ـ عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
ـ عضو نقابة الصحفيين العراقيين بصفة مدير تحرير
ـ امين عام تجمع فقراء بلا حدود الثقافي
ـ مسؤول الاعلام في اتحاد الصحفيين
ـ عضو تنفيذي في المجلس الثقافي العراق ومسؤول الاعلام فيه
تعب كتاباته من سنين مليئة بالالم والذكريات الحزينة فهي متجسدة في خياله وقد اثقلت عمره الذي لم يتخطّ العقد السادس حتى ليخيل لمن يراه ان يحسبه قد اربى على السبعين فامسى فريسة تلك الذكريات والآلام والامراض التي ابت ان تبارحه، ولكن رغم كثرة النكبات في حياته الا انها لم تزعزع كيانه ولم تستطع ناظم السعود يتحدث الى الزميل محمد طاهر محمد استلاب حقه في الحياة فجابهها بقوة ارادته التي منحته التغلب على المشاكل وجعلت منه ينبوعا ثرا يفيض بالابداع، اتسمت كتاباته بالمشاعر الصادقة والمعاني العميقة للانسانية النبيلة فكون منها عالما اجتمع فيه فنه وشخصيته معبرا من خلاله تعبيرا صادقا عن القضايا الحياتية التي يجابهها الانسان في رحلة الحياة والوجود كما عكس فيها الحياة المريرة القاسية التي عاشها ويعيشها فليس عجيبا ان يتجه ذلك الطفل المنحدر من عائلة فلاحية فقيرة الى الصفح القديمة والكتب المتناثرة التي يجدها في اماكن عمله يتملاها ويقرأها بشغف ليصبح بعد ذلك كاتبا مبدعا وليقدم لنا بنظرته الواعية المفارقات الاجتماعية بين الطبقات ويصور لنا باحساسه العميق وشعوره الصادق المعاناة التي تنبثق عن الواقع الاجتماعي فاتسمت كتاباته بالتوجيه الهادف الذي سعى من خلاله الى رأب الصدع في الكثير من المجالات فكان لتجربته المريرة التي خاض غمارها والحياة البائسة التي خرج من مخاضها والتي بخلت عليه بابسط متطلبات الحياة اثر كبير في توجهه فخلق من قلمه عالمه الخاص الذي وجد فيه ما يصبو اليه، زخرت كتاباته بالتجارب وتميزت بالصراحة وذلك ما زادها غنى وخصبا في المضامين، ناظم السعود الانسان والاديب والاعلامي والكاتب الذي كرس كل حياته للكتابة حتى اصبح الحرف جزءاً لا يتجزأ من حياته في ضيافة الهدى:
س: بما ان للبيئة اثراً كبيراً في بناء شخصية الانسان وعاملاً مهماً في رسم تضاريس مستقبله وتوجهه فهل كان لطفولتك اثر في تشكيل وعيك وبناء ثقافتك؟
ج: بلاشك كان لها دور كبير ليس في تشكيل ثقافتي فحسب بل وفي توجيه مسار حياتي كليا قد شهدت طفولتي تمزقا في البواكير الاولى اذ ـ كما تقول والدتي ـ فقد ولدت في مقاطعة اسمها شيشبار وهي قريبة من اللطيفية وقد كانت السنوات التي سبقت ولادتي حافلة بالاحداث الدموية والسياسية التي مر بها العراق فكانت عائلتي الفلاحية الفقيرة تتنقل من مكان لآخر كالبدو وكان علي ان اشهد منا اخرى كالهندية والدورة والحارثية وحي العامل والفضل فكانت طفولتي متنقلة بين هذه المدن فكنت مضطرا فيها لمساعدة عائلتي فعملت في مقهى وبائعا للمرطبات في العربات المتنقلة اضافة الى جمع الحشائش والحطب للاسرة ومن خلال هذه الاعمال التي كنت اقوم بها والاماكن التي اعمل فيها عرفت القراءة لانني كنت دائما اجد اكداسا من الاوراق والصحف والكتب امامي فأتملاها واعيش احلاما وردية بان اصبح كاتبا يوما ما وهكذا سعيت واجتهدت ومرضت وعانيت كثيراً في تحقيق هدفي.
س: ولكن هل بقيت هذه الذكريات موشومة بقلبك من تلك الطفولة المشتتة؟
ج: في غمرة الفقر الطفولي كان يؤرقني اننا كنا بلا سكن او بيت خاص يجمع العائلة ويخلصنا من الضياع والتشتت بين المدن وفي عام 1961 كنت اعمل مع والدي في حي اليرموك ببغداد فشاهدت الزعيم عبد الكريم قاسم وهو يوزع سندات تمليك البيوت للضباط فشاهد ابي اثر الحسرة بادية على وجهي فقال لي وهو يحاول ان يسليني ان الزعيم سيعطينا يوما ما بيتا نحن الفقراء ولكن قتل الزعيم ومات ابي وسأموت انا دون ان احصل على البيت الذي اصبح حلما.
س: اكان لعامل اللا استقرار هذا فعله المؤثر في مجال عملك الادبي والصحفي؟
ربما كان فعله عكسيا او بالضد منه تماما بمعنى ان التشتت في الحياة دفعني الى الاستقرار في العمل كما ان الترحال بين المدن قادني الى التشبه بهوية اجناسية مهنية فقد اخترت العمل الصحفي وفي نمط واحد منه وهو الصحافة الثقافية ربما لابعاد شبح التشتت المكاني الذي حاصرني طفلا وشابا وشيخا والغريب هنا هو انني لم استقر في مدينة عراقية او غير عراقية ـ بعد ان سافرت لعدة بلدان شرقية وغربية ـ ولم اجد بيتا خاصا يأويني وعائلتي ورغم البؤس المتعدد الا انني لم اندفع لممارسة ذلك التنوع في عملي فلم اتشتت في اختياراتي المهنية منذ اربعين سنة او يزيد فانا اخترت الصحافة ومنها اخترت النمن الثقافي ومنه تعلقت بفرع الصحافة الادبية ولم احد عنها وهذا يعد امرا لافتا في الصحافة العراقية والعربية ان يتواصل كاتب في نمط واحد طوال اربعة عقود ولعلي اجد سببا لهذه (الواحدية المهنية) في ما عشته حياتيا من تشتت وارتحالات نفسية وجغرافية وسمت سيرتي بالاستقرار فهي محاولة لايجاد بقعة ولو افتراضية استكين بها تعويضا عن عالم شديد الحركة والتقلب
س: على ذكر الصحافة الثقافية ـ والادبية منها بوصف ادق ـ كيف تجد صورتها الآن وما هي ابرز اشكالياتها؟ وهل هناك مجلة او صحيفة ادبية مميزة؟
ج: في البدء اود ان اذكر هنا ما كنت قد ذكرته مرارا في كتاباتي وحواراتي السابقة وهو انه ليس هناك صحافة ادبية في العراق والمقصود بهذه النتيجة التي خرجت بها بعد تجربة طويلة من العمل اليومي والمهني هو ان الصحافة تنقسم الى اكثر من عشرين نمطا كما قرأت مرة ولكل نوع او نشاط او مفصل حركي صحافته المميزة ونمطه اللغوي المعروف فهناك الصحافة السياسية والصحافة الاقتصادية والصحافة الرياضية والثقافية والدينية والبيئية وسوى ذلك من انماط معروفة وكل نوع من هذه الانواع المذكورة له فرادته الصحفية وقطاعه المهني واشكال التعبير لكننا لو جئنا الى السؤال المطروح ماذا عن الصحافة الادبية في العراق سنقول على الفور انها كانت موجودة نسبيا ولكنها اختلفت او انقرضت منذ ثلاثة عقود او اكثر ومن اليسير ان اذكر ان هناك صحافات موجودة اليوم منها السياسية والرياضية وحتى الثقافية ولكن ليس من بينها جميعها صحيفة واحدة تعنى بالادب لوحده بمعنى ان هناك صحفا تهتم بقضايا متنوعة او كما يقال عامة وفيها صفحتان او صفحة واحدة تخصصية للشؤون الثقافية وفي هذه الصفحة نجد خليطا تعبيريا وتعددا اجناسيا لا رابط بينه فهناك ينشر النص الادبي والمقالة الفنية والرأي الفكري والاشارة الايدلوجية والخبر المسرحي والمتابعة العامة والحوار التشكيلي وفي كل هذا الخليط لا تكون هناك هوية او وحدة تعبيرية فهي تجميع لشواغل شتى وفيها الادب والفن والفكر وغيرها ويتم عنونة كل هذا في صفحة ثقافية
س: معنى هذا انك تريد ان تقول انه ليس كل ما ينشر في الصفحات الثقافية يعنى بالادب ولكن الا ترى ان الاجناس التي ذكرتها اضافة الى الادب هي مكون الثقافة الشاملة التي هي مصدر اغناء القارئ بمزيج الثقافات؟
ج: وضح لي ان هناك تهويلا غير مبرر لمفردة ثقافة وكذلك تمطيط المعنى ليستوعب كل شيء ومن الطبيعي ان اعي ان الثقافة مفهوم شامل يجمع العلوم والآداب والفنون والمعارف فهل هناك صحيفة في العالم يمكن ان تستوعب كل هذا في صفحة واحدة او حتى في جميع صفحاتها ثم اننا لو عدنا الى المعنى الاصلاحي او القاموسي لمعرفة الثقافة فيمكن ان نقول انها تعني كل شيء وهذا يعني ان الصحيفة مشمولة بالمعنى الثقافي من الغلاف الى الغلاف لان السياسة والاقتصاد والشأن الاجتماعي والعسكري والفكري والادبي والفني كلها مفاصل ثقافية فلماذا يطلق اذا على ما ينشر في صفحة واحدة توصيف ثقافة وما هو الذي ينشر في بقية الصفحات اهو خارج الثقافة؟ لو اخذنا اذا بهذا الفهم الاصطلاحي ستكون كل صحفنا ومجلاتنا ثقافية وهذا من المستحيل قوله لان هناك صفحات واجناسا متفرعة عن المعنى الاول وانشئت لها مطبوعاتها وعناوينها ولغتها الخاصة فتشكلت الانواع الصحفية التي نعرفها حاليا اما الفهم الآخر لمفردة ثقافة فهو يعني الاختصاص في ايراد الشؤون الادبية والفنية العلمية فقط وهذا تعميم آخر وقع في مطبه كثيرون حتى من العاملين المهنيين فكما ان هناك صحافة علمية وصحافة فنية فاذا هناك صحافة ادبية تعنى بالنصوص الادبية والحوار الادبي والنقد الادبي والاستطلاع الادبي وسوى ذلك من شؤون مخصوصة على الادب فهل لدينا صحافة من هذا النوع يقترب من نموذج صحيفة اخبار الادب المصرية؟ يقينا انه لم تكن لدينا صحيفة واحدة يمكن ان تقترب من هذا النموذج ولكن كان هناك ملاحق ثقافية ينشر فيها الادب اضافة الى اجناس ثقافية اخرى وهذا ما نجده مثلا في ملحق ادب وثقافة الذي تصدره جريدة الصباح وكذلك جريدة الاديب التي كانت تصدر اسبوعيا في بغداد وهذان المثالان ابلغ دليل اسوقه على نفي وجود الصحافة الادبية في العراق اذ ان ما ينشر فيهما من ضروب كتابية ومغامرات تعبيرية تظهر كم اننا واهمون او قاصرون في تمثيل الصحافة الادبية مطبوعة متخصصة لهذا قلت اكثر من مرة بانه ليس هناك من صحافة ادبية في العراق وارجو من الآتي القادم ان يعطينا نموذجا واحدا يدعوني لتغيير رأيي.
س: قرأت لك رأيا عن عمل الادباء في الصحافة فهل تعطينا صورة ادق عنه هنا؟
ج: هذا السؤال يحيلني فورا الى كلمة قالها طه حسين قبل نصف قرن واصبحت من يومها نبوءة للاجيال اللاحقة اذ قال هذه الكلمات (الصحافة مفسدة للادب) وارى ان هذه الحكمة البليغة توجز اشكالية عانت منها وتعايشها حاليا جمهرة واسعة من الادباء والنقاد والباحثين الذين سقطوا في فخ الصحافة وبكل اسف اصفها بمحنة الاديب الذي يقع فريسة مهنة هي بعيدة عنه وتكاد تجرفه بعيدا عن جذره الابداعي الذي عرف به ولا اقصد هنا اولئك الادباء الذين يرسلون كتاباتهم ونصوصهم الى هذه الجريدة او تلك المجلة لتنشر بشكل منتظم (دوري) او حين يعن له النشر فهذا ما هو مألوف ومتداول عند ادباء العالم ليس هذا ما اقصد بل اعني حالة الاديب الذي يتخذ من العمل الصحفي مهنة يومية له تسوقه لهذا الاختيار دوافع شتى لا مجال لذكرها وسآتيك بمثال واحد لتوضيح ما اقول هو الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي وهو علم ثقافي عراقي كانت له آثاره الابداعية والنقدية وله مصنفات تعد مصادر في ابوابها لكنه منذ سنوات اضطر صاغرا للنزوال من ابراج النقد والدرس والتحقيق والركون الى دوامات العمل الصحفي بما فيها من كواليس ودسائس ونزيف للزمن والجهد والصحة.
س: ولكن كما اعتقد فان الادب والصحافة متلازمان وتربطهما رابطة وثيقة فالاديب لا يعرف الا من خلال الصحافة وهذا يجعل العمل فيها من قبل الاديب ايجابيا ولا اعرف قصدك في الضرر من ان يعمل الاديب في الصحافة هل توضح اكثر؟
الاضرار كبيرة ان كانت على مستوى الاديب نفسه ام الحركة كلها مثلا الاستاذ باسم الذي اشرت اليه اجد انه خسر الكثير وضاع على المكتبة العراقية بعضا من تراثه المعرفي حين اندفع (ربما مجبرا) الى العمل في الصحف والمجلات محررا ومسؤولا عن اقسام الصفحة الادبية ثم رئيسا للتحرير فمن الواضح ان الباحث والناقد باسم عبد الحميد (وقد تجاوز السبعين من عمره) يخوض معركة ليست في صالحه وهي تبدو خاسرة قطعا وكان الاوفق له وللحركة الثقافية ان يتفرغ لخاصته الابداعية وللحقل الذي عرف به كناقد ودارس من الطبقة الاولى في العراق وان يكمل دراساته وابحاثه الجادة التي واكبت واشرت وبشرت باهم الاصوات الادبية في العراق ولا سيما في حقول الشعر والقصة والرواية لا ان يندغم في حقول اخرى من فحص البريد وفرز الصالح للنشر من عدمه وغيرها من الامور
س: كما قرأت فقد طلقت عليك جهات رسمية ومنظمات اهلية واصوات منصفة عدة القاب منها رائد الصحافة الثقافية والمحرر الثقافي الاقدم وشيخ الصحافة الثقافية وغيرها فاي هذه الالقاب تراها اقرب الى نفسك وعملك؟
ج: مع اعتزازي بما اطلق علي من القاب من هذه الجهات والمنظمات والاصوات المنصفة الا انني اجد نفسي كاتبا صحفيا مساندا للثقافة والمثقفين اي لو انه اطلق علي (الكاتب المساند للثقافة) او (الناشط الثقافي) لكان ذلك اقرب الي والى عملي الحقيقي في الثقافة والصحافة فانا ساند وناشط ثقافي وهذا ما سيوضح جليا حين اصدر كتابي الجديد هذا العام ان شاء الله وهو بعنون (الآخرون اولا: قطوف من كتابات مساندة) وقد اخترت عشرات المقالات والاعمدة التي كتبتها دفاعا عن اسماء وذوات ومصائر كنت سندا لها طوال حياتي المهنية.
س: بمناسبة ذكرك كتابك الجديد فمن الملاحظ انك ضنين في اصدارك للكتب قياسا بطول تجربتك الثرية ترى ما سبب ذلك؟
ج: اصدت حتى الآن ثلاثة كتب الاول بعنوان (الريادة الزرقاء) وفيه جمعت دراسات ومقالات تناولت تجربة الشاعر العراقي الشاب مشتاق عباس معن وريادته العربية للقصيدة الرقمية التفاعلية اما الثاني (مدارات الاسئلة) ويضم حوارا طويلا اجريته مع الشاعر والباحث علي الفتال والثالث بعنوان (سحر الايقونة) وهو ايضا من الكتب الحوارية وقد افردته لحوار طويل مع الشاعر مشتاق عباس معن ومن المؤمل ان يصدر لي كتاب رابع بعد ايام في القاهرة تحت عنوان (الرأي) ويضم دراسة ومختارات شعرية وحوارا معمقا عقدته مع الشاعر العراقي المغترب (باسم فرات) ويبقى كتابي الذي نوهت عنه سابقا اي (الآخرون اولا) الذي اعده الاقرب الى نفسي والاكثر تعبيرا عن سيرتي المهنية ولهذا آمل واسعى لان يطبع هذا العام بعد ان نام في ادراج الانتظار طويلا وبخصوص ملاحظتك حول قلة اصداراتي من الكتب وهي ملاحظة صحيحة في عمومها فاقول ان الذي يعمل في مجال الصحافة كالقابض على جمرة التي ستحرقه اولا او كالماسك هواء في شبك فالصحافة ولاسيما الثقافية هي كتابة عن الكتابة وجهد لانتظار جهود وكذلك هي تعنى بمسايرة وابراز ابداعات الآخرين اكثر من اتظهر جهد صاحبها وهذا يشير بلا شك الى ان الصحافة بيومياتها وكواليسها وآليات عملها تعمل على طحن ودرس الطموحات الشخصية فان كل اديب يعمل بشكل احترافي في الصحافة فان شروعه الادبي مقضي عليه غالبا ولا يبقى هناك سوى كاتب يدور في طاحونة الصحافة لهذا كله كانت لي في البدء طموحات مختلفة حتى دفنتها في منتصف سبعينيات القرن الماضي وما ان علقت في شباك الصحافة ابتداء من عام 1975 حتى وجدت ان الفاصلة اصبحت بعيدة عن مسايرة ما مكبوت في داخلي من طموحات سوى الكتابة اليومية اللاهثة خلف الاحداث فكان من الطبيعي انه بعد كل هذه العقود الزمنية وجدت اني لا امتلك ما سيبقيني في التاريخ لسبب بسيط وهو اهتمامي بمنجزات الآخرين ثم انتبهت لهذه المعادلة الظالمة اخيرا وشرعت في اصدار بعض كتبي في الوقت الضائع مع العلم ان لدي مشاريع كثيرة ومنها دراسات في الادب العراقي وحوارات مع اعلام الثقافة العراقية واتمنى ان يترأف العمر بي لانشرها تباعا.
س: نتمنى لك العمر المديد والتوفيق في إنجاز مشاريعك ولكن يبقى سؤال اخير وهو الا ترى ان ناظم السعود قد عوض عن الكتابة لنفسه بالكتابة عن الابداع اينما وجد وحقق حلمه في ان يصبح كاتبا مبدعا حاز اعجاب الجميع وعاش تجربة ملأى بالإبداع؟
ج: اتمنى ذلك فحب الناس هي امنية كل انسان يسعى الى الاهداف النبيلة في الحياة في مختلف المجالات.
|
|