قمر في رحاب القلب (حسن الصباغ الكعبي)
|
(الصدور)
أكبرت شمس غرامي والهوى شغف
غض وقد هالني أني غدوت فتى
عندي ألذ حكايا طرزت عمري
أتيت أبحث عن صحبي بكل مدى
حملت أجمل أحلامي وطفت بها
ما أجمل البوح لو كانت نوافذه
أصبو لباقة ورد لاينازعني
كأن لحن الصبا في كل جارحة
لا أستجيب لأهل العذل إن عذلوا
كانت مضاربهم قربي وقد رحلوا
إن الذين غزت قلبي منازلهم
شقوا الطريق إلى الأرواح واعجبي
سادوا قلوبا شتاتا في طرائقها
لله أكتافهم لله ماحملت
هم الأباء إباء لا حدود له
في ركبهم قمر يسمو وشاغله
مهند قد براه الله منتقما
وفاؤه لوفاء الناس أجمعهم
تلقفته حجور الفضل من صغر
ماضاء في خاطر الأيام من لهب
هذا أبو الفضل من أرسى محامده؟
المجد ساحته والبأس ديدنه
وإن أصاب قوام الأرض من خلل
فالله غايته في كل ما افتعلوا
لو ينفذ البحر لم ينفذ له ألق
تلك السجايا كثيرا ما فتنت بها
واللؤم كالظل للأقزام حاق بهم
لا زلت أحمل جرحي فوق ناصيتي
ولا تضيق بي الدنيا بما رحبت
ساقي العطاشى بيوم شح مورده
ملكت نفسك قبل الماء مقتدرا
أدنيته عطشا من فيك فانبجست
نبذته جمرة يؤذيك لاهبها
أخا الحسين وهل نزف المداد يفي
لكنما حرقة فينا تؤرقنا
(العجوز)
وكأسه من بقايا الروح يغترف
وراق لي منذ فجر العشق منعطف
ومن حدائق صمتي أورقت تحف
سعيا بأقصى حدود الصبر لايقف
ورحت أعرض أوراقي وأعترف
عن شامخات الأماني ليس تنحرف
لهو عليها ولا زهو ولاترف
مني جديد ومستور ومنكشف
عند الزحام إذا شطوا أو ائتلفوا
ورب جرح به تستنطق الصحف
لم يرحلوا والهوى عندي هو الهدف
هم الدواء وقلبي عندهم دنف
إن السيادة لاتأتي بها الصدف
صوب الثريا نفوسا ملؤها أنف
مثل الوفاء وفاء فوق ما أصف
من غير ذي الجود لم ينهض به كتف
من كل ذي عوج خانت به النطف
قصيدة تستحي من غورها النتف
وشب للفضل في أحضانه كنف
إلاوكان إلى عينيه يزدلف
الذي من يديه الفضل يقتطف
والحق موئله والعز والشرف
وأعرض الناس عن مرساه وانصرفوا
وفي رضاه متى ما شاء يلتحف
به بصائر أهل الود تختطف
حتى تمنيت أن الناس ما عرفوا
إن حوصروا هربوا أو أكرموا عسفوا
وليس في خاطري حيف ولا أسف
وصاحب الجود في أطرافها طرف
من جودك النار برد حين يرتشف
وأنت والنفس فرد لست تختلف
بك المواقف مأخوذا بمن سلفوا
وما شربت وفاء للذين وفوا
نزف الدماء لدى الأحرار إن نزفوا؟
منها معاهد صنع الموت ترتجف
|
|